ما الذي تغير بعد 40 عاماً على الثورة الإسلامية في إيران؟

ما الذي تغير بعد 40 عاماً على الثورة الإسلامية في إيران؟
ما الذي تغير بعد 40 عاماً على الثورة الإسلامية في إيران؟
بمناسبة إحياء إيران الذكرى الأربعين للثورة الإسلامية، أوردت قناة "يورونيوز" تقريراً تحدّث فيه خبيران بشأن تطور تاريخ هذا البلد وسياساته، وإذا كانت وعود آية الله الخميني قد تحققت، وكيف غيرت مكانة البلاد في العالم.

كيف حدثت ثورة 1979؟
يقول مازيار غيابي أستاذ تاريخ الإيران المعاصر في جامعة أوكسفورد، إن الثورة لم تولد من فراغ. فخلال القرن العشرين، شهدت إيران عدداً من الانتفاضات الشعبية، التي وضعت حدا للحكم الملكي المطلق، وأدت إلى إرساء برلمان إلى جانب أشياء أخرى.


وبنهاية السبعينات كان الإيرانيون ينظرون إلى الشاه بصفته حاكماً منعزلاً عن حياة شعبه، ما فتئ تسلطه يتعزز، وينظر إليه في الآن نفسه كعميل للولايات المتحدة.

فقد زادت نفقات الشاه على التجهيزات العسكرية وحكمه الفردي من حالة الاستياء في الأوساط الشعبية الإيرانية، وتم توظيف ذلك في تقوية شوكة المنتفضين في الخارج، بمزيد مشاركة المجموعات السياسية والاجتماعية ضده.

ويقول الخبير الإيراني: "بدءا من الجماعات المسلحة من اليسار وصولا إلى المحافظين الإسلاميين، ومن المنضوين تحت قيادة الحزب الشيوعي السوفياتي المحافظة، وصولا إلى أحرار الجبهة الوطنية ورجال الدين الشيعة، جميعهم اجتمعوا على قلب نظام حكم عائلة بهلوي.

ويرى الأستاذ في جامعة لندن أرشين أديب مقدم إن الحركة الشعبية كانت حيوية بالنسبة إلى نجاح الثورة، فقد اضحى آية الله الخميني مؤطر الجماهير، وكان نتاجا لتطلعات الشعب الرامية إلى تغيير كامل، وليس للقوى الحاضنة للنظام فحسب. وقد لعب الخميني دورا حيويا في خلق لحمة في صلب الحركة الشعبية.

هل تحققت وعود الخميني؟
أوفى الخميني بحسب مازيار غيباري ببعض وعوده، ولكنه تراجع عن البعض الآخر انتهازاً للفرص السياسية. فقد تم إرساء حكومة اهتمت للمطالب الشعبية إلى درجة ما، بالنظر إلى تأثير الثورة في قسم كبير من الشعب، خاصة خلال السنوات الأولى التي أعقبت للثورة. ولكن اندلاع الحرب العراقية الإيرانية جعل من تحقيق بعض من تلك الوعود مستحيلا تقريبا، بسبب الحاجة الماسة إلى دعم المجهود الحربي، كما أن القمع السياسي لحق بالقوى التي شاركت في الانتفاضة، وأصبحوا فيما بعد ضحايا بدورهم للثورة.

كذلك كان الغموض يحيط بأسلوب الخميني في الحكم، وكان أحيانا يتبنى سياسات لم تكن بالضرورة تتماشى مع ما كان ينتظر من رجل إسلامي أو رجل دين.

ويقول أديب مقدم أيضا، إن الخميني كان يدبر لاحداث تغيير كامل في إيران وما أبعد من ذلك، مبشرا بالغد الأفضل لمدينة فاضلة للإيرانيين ومضطهدي العالم، ولكن إيديولوجيته خلقت في الآن نفسه شرخا، ما زال المجتمع الإيراني يعاني منها إلى يومنا هذا.

من الخاسر ومن الرابح؟
الخاسرون السياسيون هم من النظام القديم للشاه ومن يقف خلفه، أما الرابحون فهم ملايين الإيرانيين الذين كانوا طرفا في الثورة، على الأقل خلال الفترة التي رافقت انتصار الثورة، ورجال الدين الذين رافقوا الثورة كانوا الرابح الأكبر

كيف شكلت الثورة وضع إيران في العالم؟
بقيت إيران بعد الثورة غير منحازة في سياستها الخارجية، رغم أنها ساندت تاريخيا بلدانا في معسكر المعادين للولايات المتحدة وللامبريالية الأميركية، مثل فينزويلا وبوليفيا وكوبا.

وفيما أضحت إيران معزولة عن معظم الدول الغربية، فقد استطاعت إقامة تحالفات في المنطقة مع لبنان وسوريا والعراق وأرمينيا، كما استطاعت إقامة علاقات صداقة مع بلدان مثل الصين والهند وروسيا.

وقد تحولت إيران اليوم كقوة إقليمية مستقلة، ويرجح الخبراء أن يكون لمستقبل البلاد أهمية، إلى درجة ربما تؤثر في مصير عملية السلام المتعثرة في الشرق الأوسط وما أبعد من ذلك، كما أنه لا يمكن تجاهل ما يجري داخل البلاد.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى بريكس: “العائلة” الصّينيّة… و”الجسر” الرّوسيّ