وكشف عقيد في الجيش تتمركز وحدته على الحدود السورية إن معظم المقاتلين عراقيون، وأن بعض أسر المقاتلين نقلت أيضاً.
وكانت عشر شاحنات محملة بمقاتلي داعش وعوائلهم قادمة من سوريا، دخلت في الصباح الباكر هذا اليوم الى الاراضي العراقية، تحت حماية أمنية مشددة وتم تسليم من فيها من قبل قوات سوريا الديمقراطية إلى الجيش العراقي.
تأتي أنباء التسليم فيما تستعد قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة لتنفيذ هجوم على آخر جيب للتنظيم في شرق سوريا. وقالت القوات إن من المتوقع استكمال إجلاء المدنيين يوم الخميس لإفساح الطريق للهجوم.
وتعد قرية الباغوز الواقعة على الحدود العراقية، آخر بقعة تحت سيطرة داعش في منطقة وادي نهر الفرات التي أصبحت آخر معقل رئيسي للتنظيم في العراق وسوريا بعد سلسلة من الهزائم في عام 2017.
800 مقاتل أجنبي
وذكرت القوات أنها تحتجز في سوريا نحو 800 مقاتل أجنبي انضموا إلى صفوف التنظيم وبينهم الكثير من العراقيين. وهناك أكثر من ألفين من أفراد أسرهم أيضا في مخيمات، ويصل العشرات منهم كل يوم.
وأصبح تحديد مصيرهم أكثر إلحاحاً في الأيام القليلة الماضية مع تخطيط المقاتلين المدعومين من الولايات المتحدة لهجومهم الذي يهدف لاستعادة ما تبقى من "دولة الخلافة" التي أعلنها التنظيم.
وقال رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي الثلاثاء إن بلاده تراقب الوضع على الحدود مع سوريا وسط مخاوف من احتمال تدفق فلول مقاتلي تنظيم داعش عبر الحدود.
وما زال التنظيم المتشدد يمثل تهديدا في العراق، ويعتقد بعض المسؤولين الغربيين أن زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي قد يكون مختبئاً هناك حتى الآن.
تفكيك خلية بالعراق وبحوزتها 500 مليون دولار
في غضون ذلك، نجح جهاز المخابرات العراقي اليوم الخميس، في تفكيك "أكبر مجموعة تمويل لتنظيم داعش الإرهابي في تاريخ العراق"، وبحوزتها مئات ملايين الدولارات.
وأوضحت المصادر أن المجموعة التابعة لداعش "متشعبة ومتفرعة في دول متفرقة من العالم"، مشيرة إلى أن الشبكة تعتمد في تمويلها على "مكاتب ومحال متنوعة، وبأسلوب معقد، بغرض التمويه والتشويش على متابعة حركة أموالها".
وفي إطار العملية الأمنية، ألقى جهاز المخابرات القبض على 15 عراقيا و20 فرنسيا. وقد أشارت مصادر إلى أن بغداد تسلمت الفرنسيين قبل فترة من التحالف الدولي لمحاربة داعش.
وأفاد المصدر، بأن التحقيقات التي قام بها جهاز المخابرات مع الفرنسيين الدواعش، قادت إلى كشف خيوط الشبكة، التي تضم 15 عراقيا ينتمون للتنظيم.
وأشار إلى أنه كان بحوزة العراقيين المعتقلين أكثر من من 500 مليون دولار أميركي يستخدمونها في عمليات استثمار، كغطاء لتمويه عمليات تمويل نشاطات التنظيم.
وكان جهاز المخابرات العراقي قد أعلن في وقت سابق أنه نفذ عملية أمنية وسط بغداد، قادت إلى اعتقال شبكة من "المزورين والمنتحلين لصفات عدة وبحوزتهم أموال طائلة"، من دون أن يكشف مزيدا من التفاصيل.
داعش.. تكنولوجيا جديدة!
وفي حين تتوالى خسائر داعش، ويتم تطويقه ميدانياً واعلامياً، يبدو أنه يجد قنوات بديلة للتواصل ونشر أخباره.
فقد أفاد مركز الإعلام الرقمي العراقي "DMC" أن داعش وأنصاره يتجهون، إلى التخلي عن التراسل عبر تطبيق "تليغرام"؛ بسبب الحرب الشرسة عليهم، المتمثلة بالحذف اليومي لمئات القنوات والحسابات المؤيدة للتنظيم.
وبحسب ما كشف "DMC"، فإن التنظيم بدأ بضخ نشاطه وحساباته عبر تطبيق محادثات يسمى "Rocket Chat".
ونقلت مواقع عراقية عن المركز، قوله إن "هذا التطبيق هو خدمة للتراسل، مفتوحة المصدر، تُستخدم للمحادثة والتجارة، وفيها خيارات متعددة لإنشاء القنوات والمجموعات".
وقال إن "العديد من الوكالات الإخبارية المرتبطة بداعش حثت مناصري التنظيم على استعمال التطبيق".
وأوضح المركز أن "التنظيم ينشر الأخبار على هذا التطبيق قبل أن ينشرها على حسابات تليغرام التابعة له".