وأدلى ترامب بهذه التصريحات عشية توجهه لعقد ثاني لقاء قمّة مع زعيم كوريا الشمالية كيم يونغ أون في فيتنام. وقال ترامب إنّه يعتقد أنّه متفق في الرأي مع كيم وأنهما أقاما" علاقة جيدة جداً جداً".
وقال في تغريدة على تويتر: "الرئيس كيم يدرك، ربما أفضل من أي شخص آخر، أنّه بدون أسلحة نووية، يمكن أن تصبح بلاده بسرعة واحدة من القوى الاقتصادية الكبرى في أي مكان في العالم. بسبب موقعها والناس (وهو) ، لديها إمكانات أكبر للنمو السريع من أي دولة أخرى"!
ويلتقي الزعيمان في هانوي بعد ثمانية أشهر من قمّتهما التاريخية في سنغافورة والتي كانت أول اجتماع يعقد بين رئيس أميركي أثناء وجوده في منصبه وزعيم كوري شمالي والتي تعهدا خلالها بالعمل نحو إخلاء شبه الجزيرة الكورية من السلاح النووي بشكل كامل.
ولكن اتفاقهما الذي وصف بالغامض لم يسفر عن نتائج تذكر وسط تحذيرات من ديمقراطيين ومسؤولين أمنيين من إبرام اتفاق لا يحد من طموحات كوريا الشمالية النووية. وقال ترامب: "لست في عجلة من أمري. لا أريد أن أتعجل أحداً. إنّني لا أريد سوى عدم إجراء اختبارات. سنكون سعداء طالما لا توجد اختبارات".
المقاربة الأميركية لأي اتفاق محتمل
وتضغط إدارة ترامب على كوريا الشمالية كي تتخلى عن برنامجها للأسلحة النووية الذي يشكل إضافة إلى قدرات بيونغ يانغ الصاروخية تهديداً للولايات المتحدة، قبل إمكان توقع حصولها على أي تنازلات.
وهذا يعني القضاء على كل البرامج الخاصة بأسلحة الدمار الشامل في كوريا الشمالية بما فيها إنتاج الأسلحة والصواريخ الباليستية العابرة للقارات التي يمكن استخدامها في إطلاق الأسلحة.
وبحسب مسؤولين أميركيين فإن الولايات المتحدة ستسعى لتحقيق فهم مشترك خلال القمّة مع كوريا الشمالية لما يعنيه نزع السلاح النووي، حيث من المتوقع أن تسعى واشنطن لرسم خريطة طريق تحدد التوقعات وإجراءات التفاوض على نزع السلاح النووي بعد القمة.
ومن المرجح أن يتضمن جدول الأعمال تجميد برامج أسلحة الدمار الشامل والصواريخ الكورية الشمالية. وقال تقرير لمركز الأمن والتعاون الدوليين بجامعة ستانفورد هذا الشهر إن كوريا الشمالية أنتجت فيما يبدو من الوقود النووي في العام الأخير ما يكفي لإضافة سبع قنابل نووية إلى ترسانتها.
في الأيّام الأخيرة أشار ترامب إلى تخفيف محتمل في الموقف الأميركي بقوله إنه يود أن يكون بوسعه إنهاء العقوبات إذا تمّ إحراز تقدم حقيقي بشأن نزع السلاح النووي.
ماذا عن الرؤية الكورية الشمالية؟
أمّا كوريا الشمالية فتدعو علانية لرفع العقوبات الاقتصادية المكبلة التي فرضتها الولايات المتحدة والأمم المتحدة عليها وسيكون ذلك هو هدفها الرئيسي في القمة. غير أنّ مفهومها لنزع السلاح النووي قد يشمل إزالة المظلة النووية الأميركية التي تحمي كوريا الجنوبية والقوات القادرة على استخدام السلاح النووي.
وقد أبدى بعض المسؤولين في كوريا الجنوبية والكونغرس الأميركي وغيرهما مخاوف من مطالبة كوريا الشمالية بتغييرات في مستوى القوات الأميركية المرابطة في الشطر الجنوبي من شبه الجزيرة الكورية غير أن ترامب قال يوم الجمعة إنّ خفض حجم القوات الأميركية في الجنوب غير مطروح للنقاش.
كما دعت كوريا الشمالية منذ فترة طويلة إلى إبرام اتفاق سلام مع الولايات المتحدة لتطبيع العلاقات وإنهاء حالة الحرب الرسمية القائمة منذ انتهاء الحرب الكورية بين عامي 1950 و1953 بهدنة لا بمعاهدة سلام.
وفي الوقت الذي أحجمت فيه واشنطن عن توقيع معاهدة سلام قبل نزع السلاح النووي بالكامل، يشير المسؤولون الأميركيون إلى أنّهم ربما يكونون على استعداد لإبرام اتفاق محدود لتقليل التوترات وفتح مكاتب اتصال والتحرك صوب تطبيع العلاقات.
وقال كيم في يناير كانون الثاني إنّ بلاده مستعدة لإعادة فتح منطقة كايسونغ الصناعية واستقبال الرحلات لمنطقة جبل كومجانغ من دون أيّ شروط مسبقة أو ثمن.
ويتطلب تشغيل هذين المشروعين المشتركين بين الكوريتين تخفيفاً جزئياً على الأقل للعقوبات. وقال كيم أيضاً إن كوريا الشمالية تطلب من الولايات المتحدة "إجراءات عملية مناظرة" تقابل "التدابير العملية المختلفة التي تقول كوريا إنها نفذتها في سبيل نزع السلاح النووي الكامل في شبه الجزيرة الكورية.
وجاء في تعليق نشرته وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية يوم 20 كانون الأوّل أنّ "الاجراءات المناظرة" التي تطالب بها كوريا الشمالية الولايات المتحدة تشمل "إنهاء السياسات العدائية" ورفع العقوبات. ولم يتضح ما المقصود بعبارة "إنهاء السياسات العدائية".