أخبار عاجلة

ظريف.. سيّد الدبلوماسية الناعمة وغريم المحافظين!

ظريف.. سيّد الدبلوماسية الناعمة وغريم المحافظين!
ظريف.. سيّد الدبلوماسية الناعمة وغريم المحافظين!
لم تكن شخصية وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الجذابة، كافية لتحييد رجال الدين المحافظين الذين اتهموه ببيع القضية الإيرانية.

فبعد أعوام قضاها "رأس حربة" في المواجهة مع الغرب، أعلن ظريف استقالته على نحو غير متوقع عبر موقع "إنستغرام" يوم الاثنين بعدما استخدم كياسته ومعرفته بالغرب للمساعدة في التوصل إلى الاتفاق النووي التاريخي مع القوى العالمية عام 2015، وفق تعبير "رويترز".

استقالة مفاجئة!
وقال ظريف عبر صفحته على إنستغرام "أوجه جزیل شكري للشعب الإیراني الأبي الباسل والمسؤولین المحترمین لفضلهم خلال الأشهر السبعة والستين الماضیة، وأعتذر من صمیم القلب لعجزي عن مواصلة الخدمة ولجمیع النقائص وكل أوجه القصور خلال فترة الخدمة. أتمنى لكم السعادة والشموخ."

ظريف واجه الغرب.. والتهديدات الداخلية
وتشير "رويترز" الى أنّ المحافظين كانوا هددوا ظريف بالإيذاء الجسدي عند توقيع الاتفاق النووي في أعقاب سنوات من المفاوضات المضنية، كذلك واجه ظريف عاصفة من الانتقادات في البرلمان بعدما أعلن الرئيس الاميركي دونالد ترامب انسحاب واشنطن من الاتفاق عام 2018 وإعادة فرض العقوبات لتكبيل صناعة النفط الإيرانية.
وعلى الجانب الآخر، تعامل الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي بتحفظ مع ظريف الدبلوماسي الماهر ذي الباع الطويل في التعامل مع خصوم إيران في الغرب.

الدبلوماسي المبتسم
وكتب ظريف في مذكراته المنشورة عام 2013 بعنوان "السيد السفير" يقول "في الدبلوماسية، عليك أن تبتسم دائما.. ولكن لا تنسى أبدا أنك تتحدث مع عدو."

وكان لدراية ظريف بالثقافة الغربية فضل في مساعدته على إقامة علاقات عمل وثيقة مع المسؤولين الاميركيين الذين لم تغب عن بالهم ذكريات احتلال السفارة الأميركية في طهران عندما احتجز طلاب إيرانيون دبلوماسيين رهائن لمدة 444 يوما أثناء الثورة الإسلامية التي أطاحت بالشاه.

وعاش ظريف في الولايات المتحدة منذ أن كان عمره 17 عاما حيث كان يدرس العلاقات الدولية في سان فرانسيسكو ودنفر، ثم عمل في بعثة الأمم المتحدة بنيويورك حيث تولى منصب سفير إيران في الفترة من 2002 إلى 2007.

وأقام ظريف اتصالات مع مسؤولين أميركيين مما ساعده كثيرا في التسعينيات عندما شارك في محادثات لإطلاق سراح رهائن أميركيين احتجزهم حزب الله في لبنان.

وُلد ظريف الذي يرتدي نظارة طبية في طهران لأسرة محافظة تعمل بالتجارة.

وكان لإتقان ظريف للغة الإنجليزية الفضل في الانسجام بينه وبين وزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري حتى أنهما كانا يتخاطبان بالاسم الأول دون كلفة خلال المحادثات النووية المكثفة.

وساعدت رسائل البريد الإلكتروني المتبادلة بين ظريف وكيري في نزع فتيل التوترات بين البلدين في أوقات حرجة مثل اعتقال عشرة من أفراد مشاة البحرية الأميركية (المارينز) في المياه الإيرانية عام 2016. ولا ترتبط إيران والولايات المتحدة بعلاقات سياسية منذ عام 1980.

الحاجة لحل وسط
كانت مسألة التعامل مع التوقعات أمرا حيويا لظريف وسط الجدال المحتدم بين القوى الغربية وإيران خلال المحادثات التي انتهت باتفاقية أُعلن عنها في لوزان بسويسرا.

وتحدث ظريف عن الاتفاق النووي في مقابلة مع مقدم البرامج الحوارية الاميركي تشارلي روز قائلا "لا يمكن لاتفاق أن يكون مثاليا. معنى أن يكون الاتفاق مثاليا بالنسبة لطرف هو أنه سيكون كارثيا للطرف الآخر".

وانقطع الاتصال المباشر الذي فتحه ظريف بين طهران وواشنطن عندما دخل ترامب البيت الأبيض. عندئذ أظهر ظريف وجهه الصارم.

وكتب ظريف تغريدة بعد بضع ساعات على خطاب ترامب الأول أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة والذي وصف فيه الاتفاق النووي بأنه "مبعث حرج" و"واحد من أسوأ المعاملات التي أبرمتها الولايات المتحدة على الإطلاق ومن أكثرها أحادية". وقال ظريف في تغريدته "ينتمي خطاب الكراهية الجاهل الذي يتحدث به ترامب إلى العصور الوسطى وليس للأمم المتحدة في القرن الواحد والعشرين، إنه لا يستحق الرد."

وسخر ظريف من اجتماع بين ترامب وحليفه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ومناقشتهما لصفقات سعودية لشراء عتاد عسكري أميركي قائلا في تغريدة "يطير البعض فرحا بحلب الآخرين، والبعض الآخر يكونون حتى أكثر سرورا حينما يتم حلبهم من قبل آخرين".

 جلسة برلمانية ساخنة
وأصبح ظريف شخصية خلافية في إيران بسبب تساهله الظاهري مع الأساليب الغربية وتبارى المحافظون في انتقاده لأنه يتحدث بشكل مباشر مع أعداء إيران.

وظهرت في أيار عام 2015 لقطات مصورة سرا يظهر فيها ظريف وهو يتجادل في غضب مع نائب خلال جلسة مغلقة للبرلمان.

وقال حسين رسام وهو مستشار سابق لوزارة الخارجية البريطانية لشؤون إيران "قضى ظريف معظم حياته الدبلوماسية خارج إيران وهو ملم بالشؤون الدولية جيدا لكن هذه هي نقطة ضعفه أيضا".

واستعاد ظريف ذكريات إرساله رسالة تصالحية في مرة من المرات إلى سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي الراحل.

وقال ظريف لمحاور أميركي "قال لي العالم العربي شأن لا يعنيك. وأقول له: العالم العربي شأن يعنينا".

 هجوم من الجانبين
ووصف بعض المحافظين ظريف بأنه جبان لأنه كان يدرس في الولايات المتحدة بدلا من أن يدافع عن بلاده خلال الحرب العراقية الإيرانية التي دارت رحاها من عام 1980 إلى عام 1988 وأودت بحياة مليون شخص.

وكتب السناتور الأميركي توم كوتون، وهو جمهوري يعارض الاتفاق النووي، تغريدة عن ظريف عام 2015 قال فيها "كنت مختبئا في الولايات المتحدة خلال الحرب العراقية الإيرانية بينما كان الفلاحون والأطفال يزحفون نحو الموت".

ورد ظريف على كوتون بتهنئته على ولادة ابنه قائلا "ما نحتاجه هو الدبلوماسية الجادة وليس توجيه الإهانات الشخصية."

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى زيلينسكي وأنقرة… هل يقع الطلاق؟