الصورة التي تحوّلت إلى "ترند"، ليست صورة "البطل" الذي أنقذ 4 مواطنين، ولا صورة لذاك الحراك الذي شهدته المحطة، في محاولة إنقاذ من ساءت أقدارهم، وقادتهم أرجلهم لمكان الفاجعة، وإنّما هي صورة لمواطن لديه هوس "السيلفي"، فالتقط صورة من أمام القطار، وكأنّ كل ذلك السواد الحزين لم يحرّك ملامحه الباردة، لم يوقظ ضميره الساكن، لم يصرخ به، لم يقل له "ماذا تصنع؟".
هي صورة، اقتنصتها صورة، فوقع في فخ الكاميرا، وانتشرت السيلفي المستفزة، بجنون، على مواقع التواصل، مرفقة بانتقادات صارخة، فصاحب الصورة ماذا عساه بفاعل؟ ماذا شعر في تلك اللحظة؟؟ كيف له أن يتموضع أمام قطار حصد أرواح الأبرياء؟ أن يحمل هاتفه بهدوء؟ أن يأخذ تلك "السيلفي" اللعينة!
صاحب "السيلفي"، حاول استدراك فعلته، فقال لمواقع مصرية، أنّه لم يكن في وعيه، وأنّ الهدف من الصورة، هو طمأنة والده لكونه يسكن في مكان قريب من المحطة.