أخبار عاجلة
بوتين يطرح مبادرة للسلام تحرج الغرب -

ظريف... وخلط اوراق المحافظين

ظريف... وخلط اوراق المحافظين
ظريف... وخلط اوراق المحافظين
لا شك في أن الشعب الايراني موحد في مواجهة الولايات المتحدة والدفاع عن مصالحه الوطنية، لكن التباين بين المحافظين والاصلاحيين يكمن في مقاربة كيفية التصدي لسياسات الادارة الاميركية، لا سيما بعد انسحاب الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق النووي.

لطالما أكد الرئيس الايراني حسن روحاني أن الدبلوماسية والتفاوض هما أفضل السبل لحل الخلافات بين الدول، واعداً الايرانيين بحل المشاكل الاقتصادية ورفع جميع العقوبات غير النووية عن إيران، غير أن المعارضين لسياسة روحاني ورأس الدبلوماسية الايرانية الوزير محمد جواد ظريف، لم يقتنعوا يوماً بهذه السياسة، وخصوصا بعد انسحاب ترامب من اتفاق فيينا.


بالنسبة إلى المحافظين، فإن الحل لإيران يكمن بالخروج من الاتفاق سريعا، من منطلق أن طهران التزمت بتطبيق بنوده بحذافيرها، في حين أن واشنطن لم تلتزم برفع العقوبات، لا بل ذهبت الى الانسحاب، وبالتالي فإن التمسك به، بحسب المحافظين، لن يعود بالنفع على ايران لا سيما أن الدول الأوروبية لم ولن تقدّم لها ما تريده، فهي لم تستطع أن تلعب دوراً في رفع العقوبات الأميركية الاقتصادية، وبقيت وعودها في إطار الاقوال.

في أجواء المحافظين كلام أن روحاني وظريف دخلا في مستنقع من الصعب راهناً ان يخرجا منه. فهما لا يستطيعان إقناع الشعب الايراني بجدوى سياستهما القائمة على حل المشاكل عبر الحوار وبضرورة استمرار الاتفاق النووي، لأسباب عدة لعل أبرزها الضائقة الاقتصادية التي يعاني منها المواطن. فواشنطن اعادت الأمور الى الوراء، وهناك أزمة في الداخل الايراني من جراء العقوبات الاقتصادية، فضلا عن العملة الايرانية التي انخفضت إلى أدنى مستوياتها العام الماضي.

يحاول المحافظون الاستفادة مما أفضت إليه سياسة حكومة روحاني بهدف تغيير موازين القوى. وبحسب المعلومات فإنهم يواصلون الضغط بهدف الخروج من الاتفاق، وذلك لتفويت فرصة الربح والفوز على الولايات المتحدة المرتاحة للموقف الايراني المتمسك بالاتفاق الذي يفرض عليها عدم تجاوز الخطوط الحمراء. ويعتبر هؤلاء ان الوقت حان لخلط الاوراق من جديد. فتخصيب اليورانيوم على سبيل المثال من شأنه أن يخلق توازناً جديداً.

لا ترقى لروحاني وظريف سياسة المحافظين تجاه الاتفاق النووي ؛ ومرد ذلك أن الانسحاب سيضع أوروبا في صف واحد مع واشنطن وذلك لا يصب في مصلحة ايران، في حين أن الالتزام بالاتفاق سيبقي الخلاف قائماً بين واشنطن والدول الاوروبية.

لا ريب أن روحاني وظريف يشجعان على الانضمام لمجموعة مراقبة العمل الماليFATF التي ستكرس التعاون مع الدول الاعضاء وروسيا والصين، لا سيما أن التعاون الاقتصادي مع هذه الدول مرهون بالانضمام الى مجموعة العمل المالي. وقد تكون استقالة ظريف التي لم يقبلها الرئيس الايراني، مردها رفض المحافظين الانضمام اليها بحجة أن إيران سوف تكون عبر هذه المجموعة الدولية عرضة للتجسس من واشنطن.

يهمس كثيرون أن ظريف هو احد المرشحين لرئاسة الجمهورية في العام 2021 . ويقول احد الايرانيين: ظريف ليس وزيراً عادياً، فهو عامود ارتكاز لحكومة روحاني، فاذا سقط تسقط الحكومة. فصاحب مقولة عليك أن تبتسم دائماً، ولكن عليك ألا تنسى أبداً انك تتحدث مع عدوّ"، ومن لا يتذكر جولته ووزير ووزير الخارجية الاميركي السابق جون كيري في شوارع جنيف خلال "مفاوضات النووي". فهو درس في الولايات المتحدة، المّ بسياستها البراغماتية جيدا. نجح في محاورة الاميركيين ومفاوضاتهم.

وسط هذا المشهد، فإن الثابت أن لا بديل عن التفاوض بالنسبة إلى الاصلاحيين، في حين أن الواقع يشير إلى أن الصراع بين المحافظين والإصلاحيين مستمر إلى حين التوصل الى حل للاتفاق النووي.

ثمة من يقول إن الأشهر المقبلة سوف تكون مصيرية. ومع ذلك، فإن المعلومات الايرانية تؤكد ارتياح الإصلاحيين لرفض روحاني استقالة ظريف اقتناعا منهم بأن وصول شخصية من المحافظين سيعقّد الأمور أكثر في الداخل.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى زيلينسكي وأنقرة… هل يقع الطلاق؟