وتعتبر عزوبية الرئيس، مثيرة لتساؤلات الجزائريين أكثر من وضعه الصحي، وتشكل حياته الخاصة "تابو" أو من المحرمات بالنسبة للمجتمع الجزائري.
زواجٌ غامض!
يكشف الكاتب فريد أليلات في صحيفة jeune afrique أن بوتفليقة "تمرد على طاعة والدته، منصورية الغزلاوي (توفيت في 2009)، بوضع حد لعزوبيته الطويلة في العام 1989، عن عمر ناهز 52 عاماً، بعدما تعرّف الى تلميذة الطب "أمال" في القاهرة، وخطبها.
وفي العام 1990، تزوج بوتفليقة مدنياً من أمال التريكي، المولودة في العام 1968، والمتحدرة من تلمسان، وهي ابنة الديبلوماسي الجزائري يحي التريكي، الذي عمل في القاهرة، وهي طالبة طب، وكانت بحسب شهادات متطابقة، فتاة جميلة وامرأة متقدة الذكاء، ومثقفة.
هل عاش بوتفليقة مع زوجته؟
يقول المناضل عبد القادر الدهبي، وهو أحد أبرز الوجوه السياسية في الجزائر، والذي كان يقوم بزيارات اعتيادية لبوتفليقة، إنه لم يسبق له أن لاحظ وجود نساء في منزل بوتفليقة. وعندما سأله عن سرّ غياب زوجته، أجابه بوتفليقة: "إنها في بيت والديها. سيأتي اليوم الذي ستتعرف عليها فيه"، ويختم الدهبي: "إن حالة هذه المرأة، مازالت تعد لغزا في تاريخ بوتفليقة العاطفي".
وتشير معلومات إلى أن الزوجين، انتهى ارتباطهما بالطلاق، وأعادت أمال بناء حياتها، وتعيش اليوم بين مصر وفرنسا، لكنها مازالت تحظى باعتبار خاص لدى السفارة الجزائرية بباريس، حيث لها رتبة مستشارة دبلوماسية.
وبغض النظر عن وجود أطفال لدى الرئيس من عدمه، فإنه لا يتردد في الظهور أمام الكاميرات برفقة الأبناء الثلاثة لأخيه.
أزمة بروتوكولية
خلال الولاية الرئاسية الأولى لبوتفليقة (1999-2004)، كان غياب سيدة أولى، مثيرا لمشاكل تتعلق بالبروتوكول. فعند زيارة الرئيس الفرنسي جاك شيراك للجزائر في اذار 2003، كان لابد من اختيار واحدة من بين وزيرات الحكومة لمرافقة برناديت شيراك، زوجة الرئيس الفرنسي. أما اليوم فلم تعد هذه الاشكالات البرتوكولية مطروحة. فبوتفليقة لم يعد يسافر بسبب وضعه الصحي.
حياة صاخبة؟
من المعروف أن بوتفليقة، المتحدر من أسرة تضم 4 إخوة واختين، والذي عُيَّن وزيراً في سن الـ26، عاش حياة صاخبة.
هذا الرجل، ذو العينين الزرقاوين وقصة الشعر المميزة، كان زبوناً لأكبر علامات الملابس الباريسية ومن هواة السيجار الكوبي، ويحكى في الكواليس السياسية الجزائرية أن الوزير الأنيق، قضى فترة شبابه مستمتعاً بالسهرات "المجنونة" في "فيلات" فاخرة بالعاصمة أو في الضواحي الشاطئية.
وفي هذا السياق، تقول فاليري جيسكار ديستان، في مذكراتها "السلطة والحياة" (1991)، ان "زيارات بوتفليقة الباريسية لم تكن سرّاً بالنسبة إلى أجهزة الاستخبارات الفرنسية، لقد كان يختفي لأسابيع عدة، دون العثور على أي أثر له. يأتي إلى باريس متخفياً. كي يكون على راحته".
"بوتفليقة كان يحب النساء، وكن يبادلنه ذلك الحب بسخاء"، تؤكد واحدة من معارفه القديمة. وخلال مدة طويلة ارتبط بوتفليقة باستاذة طب جامعية، وكان متعلقا بها قبل أن يتفارقا، يقول الكاتب.
3 نساء في حياة بوتفليقة
وينقل الكاتب أليلات عن الدهبي قوله إن "بوتفليقة تأثر بـ3 نساء فقط، في حياته.
الأولى والدته، وهي امرأة قوية الشخصية، وكان يناديها "يايا" أو "الحادجة" (الحجة)، وكان يكن لها مودة غير محدودة، وتأثيرها عليه، كان يشمل حتى قراراته الكبرى، كما حدث في 1994، حين اقترح عليه الجنرالات تولي السلطة فرفض.
وبعد والدته، تأتي أخته "زهور"، وهي تعمل أساساً قابلة قانونية، لكنه رقاها إلى مستشارة للرئاسة، فصارت تسهر على راحة رئيس الدولة، وتعد له الأطباق التي يشتهيها.
وأخيرا هناك فتيحة بوضياف، أرملة الرئيس المغتال في 1991، والتي كانت تربطه بها علاقة وطيدة، ويحكي مصدر مطلع أنه في اليوم الذي أعلن فيه ليامين زروال (رئيس الجزائر بين 1995 و1999) استقالته من الرئاسة، اتصلت فتيحة بوضياف ببوتفليقة وشجعته على تقديم ترشيحه.
وفتيحة بوضياف، كانت الزوجة الثانية لمحمد بوضياف، كانت دائما امرأة ذات تأثير قوي ووقفت وراء العديد من الاحداث في الجزائر، وكانت دائما مشاكسة، ومنذ 1992 لم تتوقف عن السعي وراء حقيقة وفاة زوجها.