ايران تبحث عن متنفس.. واتفاقيات حساسة يجري تهريبها!

ايران تبحث عن متنفس.. واتفاقيات حساسة يجري تهريبها!
ايران تبحث عن متنفس.. واتفاقيات حساسة يجري تهريبها!
أثبتت المسارات السياسية المتعددة التي تناولت ملف الازمة السورية انطلاقاً من "جنيف" الى "استانة" فـ"سوتشي"، أن مسار التسوية التي حددت موسكو خيوطها البيانية منذ انخراطها الميدان السوري في العام 2015، وإن قوّضت نيران اللهب في مكان فيها واستطاعت ضبط ايقاع ميدانها، الا أنها علِقت عند عُقد اخطاء حياكة هذه التسوية مستنفزة كل مخارجها في التوصل الى حل سياسي ينهي حرباً دخلت في عامها التاسع من دون صورة واضحة لمنتهاها.

من هنا، يبدو أن موسكو أعادت تصفير رؤيتها للحل السوري عبر ترميم الظهير السوري من خلال ترميم الطريق نحو محيطه الخليجي والعربي وفتح خطوط الاعمار امام الاتحاد الاوروبي، عدا عن تعزيز تعاونها مع اللاعب التركي، غير متناسية في آن حصة اميركا من هذا المشهد عبر تطمين العدو الاسرائيلي غضاً أو في السر. وفي هذا الاطار تحدثت مواقع اعلامية عن مساعٍ روسية لتشكيل مجموعة دولية جديدة لمتابعة الشأن السوري تخدم الشروط الدولية المطروحة.

لاشك في أن موسكو تعول في ذلك على هواجس الدول التي تتلخص بدور ايران وتركيا في المنطقة ومصير الاسد، الا أنها تدرك في آن أن طهران ربما هي النقطة الاكثر حساسية وخطورة والتي تتقاطع فيها جميع تلك الدول، هذا عدا عن بدء  تحسسها من الانفلاش الايراني غير المطمئن لها في سوريا، والذي ظهر من خلال الزيارة التي قام بها الرئيس السوري بشار الاسد لطهران من دون علمها على ما يحمل ذلك من رسائل تفيد أن عصمة النظام بيد طهران، اضف اليها الاتفاقيات التي يجري التفاوض حولها بين طهران ودمشق ومن ضمنها استغلال ايران لميناء اللاذقية وادارته، واتفاق لاستغلال ايران حقل نفطي، وايضا محادثات لإصدار ترخيص لجهة ايرانية بتأسيس شركة ثالثة للهواتف النقالة، هذا عدا عن الخشية الروسية من التغلل الايراني في بنية النظام السوري العسكرية- الامنية.

امام ما تقدم قد يبدو للبعض ان نفس اللاعب الايراني قد بدأ عده العكسي نحو الانقطاع، في حين يرى البعض الآخر، ومن خلال مراقبته لمسار التعاطي الدولي والاقليمي والضغوطات التي تمارس عليه لتقويض المشروع الايراني في المنطقة، أنه لا يوجد حتى الساعة قرار حاسما وجازم بقطع حبل السّرة معه حيث يترك له دائما مساحة من التنفس تقيه الاختناق الناجز، وما قرار اعفاء عدد من الدول من الحظر النفطي الا خير دليل على ذلك.

هي وجهة نظرة لا يمكن تأييدها أو رفضها وانما ما يمكن قراءته من خلال السلوك الايراني أنه في مرحلة الحصار أو في مرحلة المواجهة نجد أنه يسعى دائما الى خلق مخرج للتنفس منه بشكل يضمن ترك طاقة التفاوض، وإن كانت صغيرة ومفتوحة، وربما ما حصل ليل امس من اطلاق صاروخين من قطاع غزة على منطقة تل ابيب حيث رجحت المعلومات انهما من نوع فجر (6) ذات صناعة ايرانية، ربما يشكل محاولة لدفع الانظار في اتجاه فلسطين المحتلة واشغال العدو الاسرائيلي عن الساحة السورية بما يسهم في تخفيض الضغط عن ايران وحلفائها في سوريا ويسهم في خلط اوراق التفاوض مجددا.

(ميرفت ملحم ـ محام بالاستئناف)

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى القطب الشمالي: نزاع جديد تتفوق فيه موسكو على واشنطن