موسكو تردّ على طهران في دمشق!

موسكو تردّ على طهران في دمشق!
موسكو تردّ على طهران في دمشق!

إن كان ممكناً إهمال اللقاءات السياسية المكثفة التي حكمت المشهد الإقليمي منذ أسابيع، والتي كان آخرها لقاء الوفد العسكري الإيراني - العراقي المشترك بالرئيس السوري بشار الأسد، فإن زيارة وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو مبعوثاً من الرئيس فلاديمير بوتين إلى دمشق حاملاً "رسالة"، تفرض قراءة جدية ومغايرة لكل ما يحصل في سوريا والمنطقة.

قبل مدّة، بدأ حراك سياسي كبير مشترك بين طهران وبغداد، زار بموجبه عدد كبير من الوزراء العراقيين طهران الأمر الذي أعقبه زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى بغداد، وهو ما أعاده محللون إلى سعي إيراني لتثبيت نفوذ طهران بالساحة العراقية التي تفرض واشنطن فيها توازناً سياسياً بالرغم من كل نفوذ طهران المتنامي.

ووفق مصادر مطلعة، فإن طهران تسعى إلى لبننة العراق، أي جعل نفوذها فيه مشابه من حيث القدرة على الفعل بنفوذها في لبنان، وتحجيم النفوذ الأميركي إلى حدّه الأدنى، من هنا بدأ الإهتمام الإيراني المبالغ فيه بالعراق بعد إنتهاء الحرب مع "داعش" هناك.

على ضفة أخرى إستقبل مرشد الجمهورية الإيرانية الرئيس السوري بشار الأسد، في زيارة هي الأولى منذ بدء الحرب السورية، ووفق المعلومات فإن اللقاء تناول علاقة البلدين الإستراتيجية وطريقة تطويرها، ليعود بعد ذلك وفد عسكري إيراني – عراقي لزيارة دمشق ولقاء الأسد.

تتحدث المصادر عن أن اللقاء هو مقدمة لمجموعة من اللقاءات الثلاثية على مستوايات كافة، وهو ليس سوى تطبيق لمقررات لقاءات القمة الإيرانية العراقي، والإيرانية السورية، والتي تهدف إلى توسيع التعاون بين الأطراف الثلاثة على كافة الصعد.

وتؤكد المصادر أن إيران تسعى إلى إيجاد بدائل إقتصادية لتجنب مخاطر العقوبات الأميركية، عبر الإنفتاح الإقتصادي الكامل على محيطها، بما يشمل إنشاء طرقات سريعة بين الدول الثلاثة تسهل عملية الإنماء والتجارة.

لكن الرسائل الإيرانية، التي بدأت عسكرية ومن سوريا، توحي بأنها تستهدف الحلفاء قبل الخصوم، إذ تجنب البيان المشترك الذي صدر عن الوفد العسكري المشترك الحديث عن معبر التنف، وإكتفى بفتح معبرين بين سوريا والعراق، من دون إغفال رفض أي وجود عسكري أجنبي على الأرض السورية.

وبحسب المصادر فإن إختيار أن يكون اللقاء الثلاثي الأول، بعد لقاءات القمة في دمشق عسكرياً يوحي بأن الحرب لم تنته بعد، وإن بدء التعاون الإقتصادي والإنمائي بين العواصم الثلاثة يجب أن يمر بالعمل العسكري في إدلب، وإن لم تقبل به تركيا حليفة إيران، وروسيا حليفة دمشق.

وتلفت المصادر إلى أن اللقاء العسكري الثلاثي أكد أن المعركة في إدلب ستحصل، وإن الحسم في تلك المحافظة يجب أن يسبق أي عملية تفاوضية مع الأكراد، لأن الأمر سيكون مرهوناً بموقف أنقرة وسلوكها خلال هذه المعركة.

تُجري إيران محاولة لتشكيل حلف إقليمي لا يمكن لواشنطن وموسكو تخطيه، ولا تستطيع أنقرة إلا التعاون معه، لكن زيارة وزير الدفاع الروسي إلى دمشق أمس، حملت معها الكثير من الأسئلة، حول العلاقة الروسية الإيرانية ومدى إستقرارها؟ وعن موقف موسكو من الحلف الثلاثي الذي تسعى إيران إلى تشكيله؟ وهل يحاول الروس إستقطاب دمشق إلى الحلف مع أنقرة بدل الحلف مع طهران؟

لا تدخل المصادر في تحليل الموقف الروسي من السياسة الإيرانية وسعيها إلى تشكيل أحلاف إقليمية، لكنها تؤكد أنه بما أن الزيارة قام بها وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، وليس وزير الخارجية فذلك يوحي بأن رسالة بوتين إنحصرت بالبعد العسكري، وعلى رأسه المعركة التي ترغب طهران ودمشق بإطلاقها في محافظة إدلب.

ومن المعلوم أن دخول إدلب من دون غطاء جوي روسي غير ممكن وهذا ما تلف المصادر إلى روسيا متفقان على عدم تأمينه مراعاة للحليف التركي، كما وأن الروسي يراعي مصالح إسرائيل لجهة تقليص نفوذ ووجود طهران العسكري في سوريا مما يؤكد الظنون أن شويجو أبلغ الأسد إعتراض موسكو على أي عملية عسكرية شاملة في إدلب.

وأكدت المصادر أن موسكو لا تمانع من معركة بمعركة عسكرية تستهدف حصراً منطقة سهل الغاب بين حماة وإدلب، إضافة إلى بعض المناطق جنوب إدلب القريبة من الساحل السوري.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى القطب الشمالي: نزاع جديد تتفوق فيه موسكو على واشنطن