وطرح قرار ترامب الأخير السؤال حول مصير مبادرة السلام العربية التي أقرت في قمة بيروت العربية عام 2002، والتي تنص على إقامة علاقات عربية طبيعية معها، مقابل انسحابها من الأراضي العربية التي إحتلتها منذ حرب الخامس من حزيران من عام 1967"، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، عاصمتها القدس الشرقية، وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين، لكن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة رفضت المبادرة"، وفي السياق جاءت دعوة أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الى الجامعة العربية التي تعقد قمتها الثلاثين في تونس الى سحب المبادرة العربية، كرد على قرار ترامب بخصوص الجولان، إضافة الى مواصلة تنفيذ "صفقة القرن".
رفض القرار الأميركي
وكان الناطق باسم القمة العربية محمود الخميري، صرح أن "هناك إجماعاً عربياً على رفض القرار الأميركي الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل، وقال الخميري، مؤتمر صحافي، بالمركز الإعلامي للقمة بالعاصمة تونس، إن "القرار الأميركي يعد خطوة مخالفة للقرارات الدولية، وميثاق الأمم المتحدة التي تشدد على عدم الاستيلاء على أراضي الغير.
وأشار الخميري إلى أن "وزراء الخارجية العرب سيبحثون في اجتماعهم اليوم الجمعة، شكل الموقف الذي ستتخذه الدول العربية إزاء القرار الأميركي، وستكون هناك بدائل قوية لرفض هذه الخطوة، مشددا على أنه "ستكون هناك خطوات أقوى من سابقاتها".
القضية الفلسطينية أولاً
وأعلن المتحدث باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية، محمود عفيفي، في مؤتمر صحافي، أن "جدول أعمال القمة يتضمن نحو 20 مشروعا وملفا، على رأسها القضية الفلسطينية وأزمتها المالية، وأزمة سوريا والوضع في ليبيا، واليمن، والتدخلات الإيرانية في شؤون الدول العربية، وأشار إلى أن قمة تونس قد تصدر قرارا حول الجولان السوري في ضوء التطورات الأخيرة".
وشدّد على أن القضية الفلسطينية ستكون في مقدمة الاهتمامات للتعامل مع الوضع الضاغط على السلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وبحث الموقف المالي الصعب وكيفية الخروج من هذا المأزق.
العالم العربي في مأزق حقيقي
ويرى الباحث السياسي والأكاديمي المصري مصري طارق فهمي في حديث لوكالة الأناضول "أن القمة المقبلة هامة جدا لاعتبارات متعلقة بما يجري في الإقليم بأكمله، ويشدّد على أنها ستكون قمة تحديد المصير للنظام الإقليمي العربي، مضيفا “إما أن نتفاعل بصورة إيجابية وإما لا نواجه شيئا، ليس منتظرا أن نضع جدول أعمال تقليديا، لا بد أن يكون هناك موقف عربي تجاه ما يجري".
ويتوقع فهمي صدور رد فعل عربي على ما يجري في المنطقة، ويعتبر أن "التعامل مع هذه القمة من منطلق أنها قمة عادية سيكون موقف العالم العربي في مأزق حقيقي الفترة المقبلة"، ويرجع ذلك إلى عدة أسباب، منها أن "الأمة العربية قبل قمة تونس تواجه استحقاقات خطيرة منها قرب صدور مشروع "السلام الأميركي" المعروفة إعلاميا بـ”صفقة القرن”، مضيفا أن "هناك توقعات بالأسوأ القادم في ملفي فلسطين وسوريا، وهو ما بدأ بالاعتراف الأميركي بالجولان، وسابقا في القدس".
ويشير إلى أنه "في قمة تونس سيكون الأمر صعبا، إما أن العالم العربي يعيد تدوير طرح ما يعرف بـ"المبادرة العربية للسلام (2002)، وإما يهدد بسحبها أو تجميدها وهذه أفكار مطروحة".
فهل تحمل قمة تونس مفاجأة على صعيد مبادرة السلام العربية مع إسرائيل"، لا سيما بعد قرار ترامب الأخير بخصوص الجولان وبعد إعترافه السابق بالقدس عاصمة لإسرائيل؟
(وكالات)