ويكافح نتنياهو، الذي هيمن على المشهد السياسي الإسرائيلي لنحو جيل، من أجل بقائه السياسي أمام الجنرال السابق بيني جانتس الذي دخل معترك السياسة مؤخرا.
ومن المستبعد أن تُحسم النتيجة في يوم الإنتخابات حين يدلي الناخبون بأصواتهم لاختيار قوائم حزبية. ولم يفز أيّ حزب من قبل مطلقاً بأغلبية صريحة في الكنيست المؤلف من 120 مقعداً، وهو ما يعني انتظار مفاوضات لتشكيل ائتلاف قد تستغرق أيّاماً وربّما أسابيع.
وقد تخيّم اتهامات جنائية تلوح في الأفق ضدّ نتنياهو على مستقبله السياسي وعلى أيّ حكومة يتولى رئاستها، ما قد يؤدّي إلى انتخابات جديدة. وينفي نتنياهو ارتكاب أيّ مخالفات في ثلاث قضايا بشأن مزاعم رشى وتزوير.
ويوم الجمعة، وهو آخر يوم مسموح به باستطلاعات الرأي، ذكر مسح نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" أنّ حزب الأزرق والأبيض الذي ينتمي إليه جانتس سيحصل على 30 مقعدا مقابل 26 مقعدا لحزب ليكود اليميني الذي يتزعمه نتنياهو.
وسيتشاور الرئيس ريئوفين ريفلين مع زعماء الأحزاب الممثلة بالكنيست ويختار من يراه أوفر حظا للنجاح في تشكيل ائتلاف. وأمام الشخص الذي اختاره الرئيس ما يصل إلى 42 يوما لتشكيل حكومة قبل أن ينقل الرئيس التكليف لسياسي آخر.
وفي المرحلة الأخيرة للحملة، حذر نتنياهو أنصاره اليمينيين من الأفراط في الثقة، وقال لراديو إسرائيل يوم الخميس "إنّه سباق متقارب بين اليمين واليسار".
وبدا جانتس متحمسا لنتائج الاستطلاع وقال لداعميه يوم الجمعة إنّهم "على بعد أمتار من النصر. يوم الثلاثاء، كل شيء ترونه هنا في هذا البلد سيتغير".
استراتيجية الحملة
وبنى منافسو نتنياهو حملتهم على قضية الفساد، ونشروا ملصقات ولافتات تحمل عبارة "وزير الجريمة". وفي ظلّ توقف محادثات السلام الإسرائيلية - الفلسطينية منذ عام 2014، هيمنت الهجمات الشخصية على حملة انتخابية أهملت قضايا الحرب والسلام التي كانت تهيمن في السابق على الجدل السياسي في إسرائيل.
ووصف نتنياهو منافسه جانتس، رئيس الأركان السابق، بأنّه يساري ضعيف سيعرض أمن إسرائيل للخطر بمنح تنازلات في الأرض للفلسطينيين. وأقر جانتس بالتزامه بالسلام دون أن يقدّم مؤشراً واضحاً بشأن ما إذا كان سيؤيد هدف الفلسطينيين بإقامة دولة على الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967.
وسلط نتنياهو الضوء أيضاً على علاقته الوثيقة بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي خالف السياسة الأميركية والإجماع الدولي المستمر منذ عقود بقراره نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل.
والتقى نتنياهو بالرئيس الأميركي في واشنطن الشهر الماضي. وفي ذلك الاجتماع، وفي إجراء بدا أنه محاولة لدعم نتنياهو، خالف ترامب السياسة الأمريكية مجددا بالاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967 أيضاً.