العراق يجمع السعودية وإيران.. بغداد تعود إلى الساحة والعيون على عبدالمهدي!

تحت شعار "العراق، استقرار وتنمية"، استضاف العراق مسؤولين برلمانيين كبارا من "الخصمين اللدودين"، السعودية وإيران، يوم أمس السبت، وذلك في إطار سعي رئيس الوزراء عادل عبد المهدي إلى تعزيز دور بلاده الجديد كوسيط في المنطقة.
رئيس البرلمان العراقي أثناء القمة التي عقدت في 20 نيسان في بغداد

 

وفي التفاصيل أنّ مسؤولين، بينهم رؤساء برلمانات تركيا والكويت وسوريا والأردن، شاركوا في المؤتمر الذي استغرق يوما واحدا ولم يتحاوز الثلاث ساعات في العاصمة العراقية بغداد، حيث بحثوا أمن المنطقة وقضايا دبلوماسية واقتصادية.

وحضر رئيس مجلس الشورى السعودي، ورئيس مجلس الأمة الكويتي، ورئيس مجلس الشعب السوري ورئيسا البرلمانين الأردني والتركي، فيما أوفدت إيران النائب علاء الدين بروجردي ممثلا لرئيس مجلس الشورى الذي اعتذر عن عدم المشاركة.

ويأتي هذا المؤتمر، بعدما زار عبد المهدي إيران والسعودية مؤخراً، وهما قوتان نفطيتان تتنافسان منذ وقت طويل على النفوذ في الشرق الأوسط.

وكان عبد المهدي قال إن العراق سيحتفظ بعلاقات قوية مع إيران، وكذلك مع واشنطن وجيرانه في المنطقة. 

من جهته، ردد رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، الذي رأس المؤتمر في بغداد يوم السبت، الرسالة ذاتها.

وقال في بيان: "ما يربطنا بجيراننا هو المصير الجغرافي المشترك والمصالح المشتركة".

وجاء في البيان أنّ المسؤولين الزائرين تعهدوا بدعم جهود إعادة الإعمار والتنمية في العراق ودعم استقراره في أعقاب انتصاره على تنظيم "داعش" بعد حرب استمرت ثلاث سنوات.

ودعا ممثلو الدول الست إلى استقرار العراق وإعادة بنائه من أجل إنعاش اقتصاد ثاني دولة منتجة للنفط في أوبك، بعدما أنهكتها أربعة عقود من الحروب.

وفي البيان الختامي، أجمع رؤساء البرلمانات والمجالس التمثيلية لدول جوار العراق على ان "استقرار العراق ضروري في استقرار المنطقة".

ودعوا العراق إلى "الحفاظ على علاقات الجوار بمسافة واحدة مع الجميع ومن دون التدخل في شؤونه الداخلية".

ثلاثون مليار دولار مساعدات للعراق لم تصل إليها منذ 2018

وأكد المجتمعون أيضا "دعم عملية البناء والإعمار والتنمية في العراق، وتشجيع فرص الاستثمار فيه بمختلف المجالات"، رغم أن الثلاثين مليار دولار التي وعدت بها الدول المانحة في مؤتمر الكويت بداية العام 2018، لم تصل حتى الآن.

العراق بين السعودية وإيران

خلال زيارته إلى السعودية، التقى عبد المهدي بالملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان خلال زيارته للرياض التي كانت أول زيارة رسمية يقوم بها للمملكة منذ تولى منصبه قبل ستة أشهر.

وكان العراق والسعودية على خلاف منذ الغزو العراقي للكويت في عام 1990، لكن البلدين تبنيا في الآونة الأخيرة مسعى دبلوماسيا لتحسين العلاقات.

وجاءت زيارة عبد المهدي إلى الرياض بعد عشرة أيام من زيارة إيران حيث اجتمع بالرئيس حسن روحاني والمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.

العراق بعد القضاء على "داعش"

ومنذ دحر "داعش" في نهاية العام 2017، يراهن العراق الذي يشهد تجاذبا بين إيران والولايات المتحدة، على موقعه الجغرافي في قلب الشرق الأوسط.

فبعد إعلانه "النصر" على تنظيم "داعش"، انفتح العراق مجددا على دول الجوار من أبواب الحدود البرية، أولا مع الأردن غربا عبر منفذ طريبيل التجاري، وقريبا في الجنوب عبر المنافذ السعودية المغلقة منذ غزو الكويت قبل ثلاثين عاما رغم تحسن العلاقات بشكل كبير.

وبالنسبة الى الحدود الغربية الصحراوية المتاخمة لسوريا، فان بغداد اليوم هي العاصمة العربية الوحيدة التي تتواصل علناً مع جميع الأطراف في الداخل السوري، من روسيا مرورا بالتحالف الدولي والأكراد، وصولا إلى المعارضة ودمشق التي طلبت رسميا من العراق شن ضربات جوية على أراضيها ضد "داعش".

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى أوكرانيا تلاحق الصحفيين لإخفاء الحقائق