أخبار عاجلة

بين واشنطن وطهران حدائق خلفية.. تُزهر

بين واشنطن وطهران حدائق خلفية.. تُزهر
بين واشنطن وطهران حدائق خلفية.. تُزهر
بالرغم من الكباش الحالي بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، إلا أن الطرفان لا يرغبان في إيجاد نفسيهما مضطرين للإنخراط في مواجهة عسكرية لا يمكن معرفة خواتيمها.

ترغب طهران بتأجيل المواجهة العسكرية مع الولايات المتحدة الأميركية إلى أجل غير مسمى شرط أن لا يكون تأجيلها مترافقاً مع إزدياد غير محمول للضغط الإقتصادي عليها، ذلك ان إيران تستطيع إحتمال الضغوط السياسية عليها في المنطقة والتعايش مع الحدّ المقبول من العقوبات الإقتصادية من دون الذهاب إلى الحرب، وكذلك واشنطن فهي لا تريد الحرب المباشرة مع طهران ولا غير المباشرة بسبب إرتفاع كلفتها مادياً وربما بشرياً، والإدارة الأميركية أبغلت حلفاءها أن سقف التصعيد مع إيران و"حزب الله" في المنطقة يرتفع دون مقاربة المواجهة العسكرية.


من هنا فواشنطن تحاول إحداث توازن بين عدم خنق إيران من جهة وبين إضعاف نفوذها في الشرق الأوسط من جهة أخرى وإتمام صفقة العصر من جهة ثالثة من دون أن تمتلك طهران قدرة على عرقلتها.

في هذا الإطار، علِم "لبنان 24" من مصادر ديبلوماسية مطلعة أن واشنطن تسعى إلى فتح باب يخفف ضغط العقوبات المقررة حديثاً على إيران، فقد قررت الولايات المتحدة الأميركية عدم منع أي حكومة أو شخصية أو رجل أعمال تعامل مع الحرس الثوري من دخول أراضيها، رابطة هذا الأمر بالأمن القومي الأميركي، وخصوصاً الشخصيات والحكومات في دول مثل العراق وأفغانستان.

وأشارت المصادر إلى أن واشنطن تدرس إعفاء الدول التي وقعت عقود إستيراد النفط والغاز من ايران قبل تاريخ 2 أيار من العقوبات، والسماح لهم من تنفيذ العقود حتى لو بعد هذا التاريخ في ظل العقوبات الأميركية.

هكذا تكون واشنطن بحسب المصادر ذاتها، قد قلصت الضغوط على إيران إلى حدّ كبير، إذ سمحت لخمس دول من توقيع عقود آجلة مع إيران قبل تاريخ بدء تنفيذ العقوبات، وهذه الدول هي: الصين، تركيا، كوريا الجنوبية، اليابان والهند، الأمر الذي يمكّن إيران من الإستمرار بالتعايش مع هذا الحدّ من الضغوط.

لكن التواصل الإيران – الأميركي لا ينحصر بالإشارات المتبادلة بين الطرفين، بل بالرسائل السياسية – الديبلوماسية المباشرة، إذ ووفق المصادر فإن مساعد وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف وجه رسالة إلى وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو قبل توجه ظريف إلى  نيويورك في 19 الشهر الحالي، طلب فيها تبادل المعتقلين بين الطرفين، لكن الردّ جاء مباشراً برسالة وجهها الموفد الخاص للمعتقلين في وزارة الخارجية الأميركية، يطال فيها إيران إطلاق سراح المعتقلين الأميركيين من دون حصول أي تبادل.

وفي الإطار نفسه يتحدث مطلعون على الأجواء الإيرانية، أن طهران تربط إيجابيتها النسبية في التعاطي مع موضوع الحصار بنقطة وحدية ترتكز على عدم تجوييع الشعب الإيراني، وإن كل شيء دون ذلك تنظر إليه إيران من زوايا ثلاث:

-      قناعة إيرانية بأن واشنطن لا تريد الدخول في مواجهة عسكرية معها.

-      لا ترغب طهران بخلق أي مشكلة مباشرة مع واشنطن قد تؤدي إلى إندلاع نزاع مسلح في المنطقة.

-      لا تريد خرق قواعد الإتفاقات الدولية حول مضيق هرمز.

وقد أرسلت إيران رسائلها هذه عبر بعض الإطر الديبلوماسية إلى واشنطن، حيث وضعت إيران حداً فاصلاً للتصعيد هو ضرب القدرة المعيشية للشعب الإيراني، وهذا ما يبدو أن واشنطن قد تجاوبت معها من خلال التفلت من بعض الإجراءات العقابية.

وتعتبر المصادر أن واشنطن من خلال تخفيف العقوبات على إيران تضمن عدم خنقها وإجبارها على التصعيد في غير ساحة، إلا أنها في الوقت نفسه تستمر في التأثير على قدرتها المالية والنقدية، وهو ما يجعل طهران مربكة في تزييت محركاتها وأدواتها في المنطقة، ما قد يعني مع الوقت إضعاف نفوذها في بعض الدول مثل سوريا والعراق وأفغانستان.

وتلفت المصادر إلى أن إنخفاض سعر النفط الخام دليل على تمييع واشنطن لعقوباتها، إذ إن تصفير صادرات النفط الإيرانية في حال حصل يعني حكماً إرتفاعاً كبيراً في أسعار النفط وليس إنخفاضه كما يحصل.

 

 

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى زيلينسكي وأنقرة… هل يقع الطلاق؟