خلط أوراق جديد... الحشد الشعبي في سوريا والفرقة الرابعة في إدلب!

خلط أوراق جديد... الحشد الشعبي في سوريا والفرقة الرابعة في إدلب!
خلط أوراق جديد... الحشد الشعبي في سوريا والفرقة الرابعة في إدلب!
عبر مسار مترابط تسير السياسات الدولية والإقليمية في المنطقة لتحقيق هدفين، صفقة القرن وتحجيم دور إيران الإقليمي وتقليصه، وقد رأى كُثر من المحللين أن العقوبات الإقتصادية على إيران ستكون حجر الشطرنج الأخير الذي يتحرك في الإقليم، إذ سيؤدي إلى حصار إيران وتقييد حلفائها ويوصلها إما للإنكفاء وإما إلى الحرب والمواجهة، لكن الأيام القليلة التي تلت بدء سريان العقوبات أعطت مؤشرات مختلفة كان آخرها معارك غزّة أمس.

قررت إيران خلط الأوراق في محاولة لممارسة ضغط مضاد على الحلف الأميركي، ومن أجل التهرب من العقوبات، فعمدت في بداية الأمر إلى التحايل على العقوبات من خلال نقل نفطها عبر ناقلاتها وسفنها التي لا تطالها العقوبات، وهذا ما يوفر لها، إضافة إلى نشاطها في السوق السوداء، هامشاً واسعاً للتهرب من العقوبات والحفاظ على الحدّ المطلوب له من التصدير.

لكن الحراك الإيراني لم يقتصر على الملف الإقتصادي، بل بدأ حلفاء إيران حراكات عسكرية منفصلة، تعزز بعض المكتسبات التي حققها محور طهران ويكرسها، واللافت في هذه الحراكات أنها بدت متزامنة.

قبل أيام بدأ الحشد الشعبي معركة جدية على الحدود العراقية السوري، لملاحقة مجموعات تابعة لتنظيم "داعش"، ووفق مصادر مطلعة فإن القوات التي زُجت في المعركة كبيرة جداً توحي أن الهدف منها الإمساك الكامل بالحدود بين البلدين وليس ملاحقة مجموعات إرهابية.

المهم بالحدث العراقي، كان دخول الحشد الشعبي إلى الأراضي السورية، إذ وبحسب المصادر فإن الحشد الشعبي بات يمسك بطرفي الحدود بين العراق وسوريا ولديه مجموعات كبيرة داخل البادية السورية.

وتعتبر المصادر أن هذا التحرك العسكري للحشد الشعبي الحليف العراقي الوثيق لإيران يعطي إنطباعاً بأن إيران لا تتمسك فقط بنفوذها في المنطقة، بل تسعى بشكل منتظم ومنهجي إلى ربط الجبهات مع ما يعنيه الأمر من توجيه رسالة تفيد بتقدم طهران خطوة نحو أحد أهدافها الإستراتيجية بالرغم من العقوبات الإقتصادية عليها.

تطور آخر بدأ في إدلب، حيث كرس الإيراني وظَهّرَ نفوذه في سوريا على حساب حلفائه في الحرب قبل الخصوم، حيث بدأت معركة إدلب بشكل عملي قبل أيام، ليبدأ التقدم الميداني اليوم بالرغم من عدم الحماسة الروسية.

وتعتبر المصادر أن طهران ترغب في إظهار حجم نفوذها في سوريا، وقدرتها على التأثير الحاسم في قرار دمشق، ولمزيد من الدلالة لم يستلم العميد سهيل الحسن، حليف روسيا، القيادة في معركة إدلب كما حصل في معارك أخرى، بل إستلمها لواء الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة التي يرأسها اللواء ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري والمقرب من الحرس الثوري الإيراني بشكل وثيق.

خطوة إدلب ورقة إيرانية جدية في وجهة واشنطن، ولعب على تباينات الفريق المعارض، وفيها تلميحات كبيرة عن حصول تفاهم إيراني – تركي والذي قد ينعكس سلباً على حلفاء واشنطن الأكراد، ولعل تقدم الجيش السوري الخاطف في الرقة قبل أيام وسيطرته على مساحات جنوب المحافظة بالتزامن مع التمهيد لمعركة إدلب دليل على هذا التفاهم.

في هذا الإطار تأتي معركة غزة كما تؤكد المصادر، إذ إن المعركة الأطول منذ الحرب الأخيرة، ذهبت خلالها المقاومة الفلسطينية إلى تصعيد مدروس، مستفيدة من الإرباك الإسرائيلي في تحديد أولوياته، غزّة أم جنوب لبنان؟

وتعتبر المصادر أن إيران حاولت من خلال المعركة الغزاوية إيصال رسائل بإمكانية الإستنزاف المضاد، فمقابل سعي تل أبيب وواشنطن إلى إستنزاف طهران إقتصادياً وعسكرياً من خلال الغارات المتفرقة، أكدت الأخيرة قدرتها على دحرجت أي معركة محدودة إلى حرب مفتوحة في ساحة لا ترغب إسرائيل في فتحها.

ولعل استخدام المقاومة الفلسطينية بعض الأسلحة المتطورة، كالصاروخ الذي إستهدف عسقلان، وطائرة إستطلاع مسلحة إستهدفت تجمعاً للجنود الإسرائيليين على حدود القطاع، يختزل بعض الرسائل الحربية الإيرانية.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى أوكرانيا تلاحق الصحفيين لإخفاء الحقائق