أخبار عاجلة

استهداف ناقلات النفط قبالة إيران استطلاع بالألغام: هل يقود إلى التفاوض أم الحرب؟

استهداف ناقلات النفط قبالة إيران استطلاع بالألغام: هل يقود إلى التفاوض أم الحرب؟
استهداف ناقلات النفط قبالة إيران استطلاع بالألغام: هل يقود إلى التفاوض أم الحرب؟
استهداف ناقلات النفط في ميناء الفُجيرة الإماراتي ليس حدثًا عابرًا في زمانه ومكانه. هو تطوّر أمني خطير، في وقت يتفاقم فيه الصراع الأميركي الإيراني، وتعمد خلاله واشنطن إلى إحكام قبضتها على طهران من البوابة الإقتصادية، بالتوازي مع إرسال حاملة الطائرات "ابراهام لنكولن" إلى مياه الخليج. لم تتبنّ أيّ جهة العمل التفجيري، فيما صدرت بيانات الإستنكار من كلّ حدب وصوب. وإيران التي كانت قد هدّدت بإغلاق مضيق هرمز، انضمّت هي ايضًا إلى المحذّرين من خطورة العمل وتأثيره السلبي على أمن الملاحة البحرية واستقرار المنطقة.

من فعلها واستخدم رسالة تفجيرية ضدّ سفن تجارية إماراتية وسعودية في خليج عمان قبالة إيران؟ وكيف نُفذت العملية؟ عن طريق غارة جوية أم قصف صاروخ أم ألغام بحرية؟ ومن يمتلك تلك المقدرة؟ وما هي أهداف المخرّبين؟ 

الخبير العسكري والإستراتيجي العميد المتقاعد ناجي ملاعب رأى عبر"لبنان 24" أنّ العملية قدّ تكون من فعل أحد الطرفين المتصارعين، أو من فعل جهة ثالثة بقصد الإصطياد في الماء العكر. مضيفًا "لا يمكن كشف الجهة ما لم يتمّ إجراء تحقيق دولي، والكشف في المكان عما إذا كان هناك من بقايا غير منفجرة. فنوعية هذه الألغام والشركة المصنّعة يمكن من خلالهما معرفة الجهة التي زرعتها. وأعتقد أنّ الأسطول البحري السعودي جيد وكذلك المراقبة، ولدى الاميركيين مراقبة جوية وبحرية جيدة عبر الأقمار الصناعية أو البواخر والغواصات".

وعن طبيعة العمل أوضح ملاعب أنّ تفجير ناقلات النفط ليس بفعل عمل جوّي أو برّي، بل بفعل ألغام موجّهة في قعر البحر، قد تكون زرعت حديثًا أو سابقًا، تتحرك على مسافة معينة من جرّاء اقتراب أيّ جسم حديدي منها، وتحدث هذا الضرر.

هل يمكن لمجموعة محليّة كجماعة الحوثيين أن تنفّذ هكذا عملية ، لا سيّما وأنّها كانت قد هدّدت بضرب أهداف في الإمارات ؟ 
يستبعد ملاعب هذه الفرضية "كلّ المنطقة قيد مراقبة جوّية بحرية وبرّية كثيفة، والعمل منظّم ولا يمكن أن تقوم به سوى جهة منظّمة ترتقي الى مصاف الجيوش أو المخابرات".
في هدف العمل التفجيري يقرأ ملاعب " أعتقد أنّه رسالة جس نبض رد الفعل العربي والأميركي ، واستطلاع بالألغام". مشيرًا إلى معلومات استخباراتية حصلت عليها الولايات المتحدة بمهاجمة مصالحها، الأمر الذي جعل وزير خارجيتها يلغي زيارته إلى أوروبا  ويتوجه إلى العراق حيث تحتفظ بلاده بستة آلاف بين جندي ومستشار ومدرّب. 

أضاف ملاعب: "كخبير، أقرأ بين سطور ما قاله قائد فيلق القدس قاسم سليماني عندما أعلنت الولايات المتحدة عن بدء تطبيق قرارها القاضي بتصفير بيع النفط الإيراني، كان الجواب لا نفاوض تحت العقوبات. في المقابل تذهب الولايات المتحدة إلى أقصى الحدود في طروحاتها ، وتواكبها بتحرّكات عسكرية لإنتزاع من أمكنها من أوراق تستخدمها على طاولة المفاوضات. إيران كذلك هي خصم عنيد وقوي اعتادت العقوبات، وبالتالي لن تذهب الى مفاوضات ما لم تكن تملك اوراقًا . وهذه الاوراق ليست اقتصادية ، كما أنّ الدور الإيراني خارج إيران غير مستحب ولا يمكنها استخدام هذه الورقة، فلا دور حزب الله في لبنان مرغوب، ولا دور الحشد الشعبي في العراق الذي ينخرط في الجيش العراقي وسوف يصبح جيشًا نظاميًا بأمرة وتسليح العراق فقط ، وكذلك الحال في سوريا فالروس هم من يسيطرون، ويفسحون المجال لإسرائيل لتحقيق أمنها وضرب الوجود الإيراني ".

وبالتالي يعتبر ملاعب أنّ الورقة الأمنية هي الورقة التي سوف تستخدمها إيران في أي عملية تفاوض، ولكن ليس مباشرة بل بواسطة وكلائها. مشيرًا هنا إلى مشهد صواريخ غزة الذي أجبر اسرائيل على التفاوض، ودفعها إلى منع المراسلين الأجانب والمحليين من إرسال أيّ صورة للتدمير الذي حصل جرّاء الصواريخ ، والذهاب باتجاه التفاوض عبر مصر وفتح المعابر. وسأل ملاعب هل  ستستخدم ايران غزة وجنوب لبنان والعراق كأوراق أمنية  تزعج اسرائيل وتقض مضجع الأميركي وترسله إلى المفاوضات؟ 
في حال لم تؤدي الرسالة الملغومة هذه إلى الجلوس على طاولة المفاوضات هل ستكون الشرارة التي تشعل الحرب؟

استبعد ملاعب  الخيار العسكري لثلاثة أسباب:
أولًا أنّ اسرائيل ليست بصدد القيام بعدوان مباشر على ايران مهما امتلكت من طائرات،  وهي تلجأ إلى تأمين أمنها من خلال قبّة باط روسية في سوريا. 
ثانيًا يعمل رجال الدين في إيران في أيامهم الاخيرة على توريث سلس للنظام الى الجيل الجديد على البارد وليس على الحامي، ولن يقدِموا على حرب قد تشكّل مناسبة لتغيير الوضع الداخلي الإيراني، فضلًا عن أنّ واقعهم الإقتصادي لا يسمح. 

ثالثًا الرئيس الاميركي لن يسلك الخيار العسكري مهما استخدم من أساطيل وهو في زمن التحضير لانتخابات رئاسية ويعمل على الفوز بولايته جديدة .
إذن تستخدم القوى المتصارعة المنطقة العربية كصندوق بريد لتبادل رسائلها التفجيرية، اليوم في خليج عمان، وغدًا ربما في لبنان أو العراق أو أيّ بلد عربي آخر، فهل يعي اللاهتون وراء مصالح المحاور وأجندات الأقاليم أيّ ثمن قد ندفعه لجلوس هذا أو ذاك على طاولة التفاوض؟ 

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى أوكرانيا تلاحق الصحفيين لإخفاء الحقائق