وفي تقريره، الذي نشرته صحيفة "واشنطن بوست" تحت عنوان "عقوبات ترامب على إيران فاعلة.. ولكن"، ويتحدث فيه عن العقوبات التي فرضتها إدارة الرئيس دونالد ترامب على إيران، ومدى فاعليتها في التأثير على النظام الإيراني، أشار تيسن إلى أن "إدارة ترامب تفهم أن إيران لا تريد الحرب، لأن إيران تعلم أنها ستخسر، ولذلك أوضح المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، من خلال حسابه في تويتر، أنه ليست هناك مواجهة عسكرية لأن لا حرب ستقع، وهو يعلم أن الرسالة ستصل إلى ترامب".
وقال تيسن أن ترامب لا يهدف الى بدء الحرب، لكن لدى إدارته ثلاثة أهداف أساسية، هي: الأول، إعادة الردع واحتواء التمدد الإيراني في الشرق الأوسط، والثاني: دفع إيران للتراجع واضطرارها للعودة إلى داخل حدودها، والثالث: منح إيران خيارا واضحا، وهو العودة لطاولة المفاوضات والتنازل عن طموحاتها النووية والصاروخية والتصرف كأي بلد عادي، أو أن ينهار النظام، مثل ما حصل للاتحاد السوفييتي".
ولفت الكاتب إلى أنه "عندما تسلم ترامب الرئاسة، كانت إيران تزحف عبر الشرق الأوسط، في سوريا ولبنان والعراق، وذلك بسبب فشل إدارة أوباما في مواجهة العدوان الإيراني، والأموال التي تسلمتها إيران من تخفيف العقوبات بموجب الاتفاقية التي توصل إليها أوباما مع إيران، وانسحب ترامب من الاتفاقية، لكنه لم يعد ببساطة العقوبات السابقة، لكنه رفع العقوبات إلى مستويات غير مسبوقة، وأدت هذه العقوبات إلى الآن لخسارة إيران 10 مليارات دولار من دخلها منذ تشرين الثاني، بحسب ما نقلته واشنطن بوست عن المسؤولين في الإدارة".
وأفاد تيسن بأن "الإدارة شددت هذا الشهر أكثر، فألغت الاستثناءات لثمانية بلدان سمحت لها سابقا بالاستمرار في استيراد النفط الإيراني، والهدف، بحسب المسؤولين الأمريكيين، هو خفض صادرات النفط الإيراني إلى الصفر، والعقوبات مجدية، ونشر "بلومبيرغ" أخبارا تفيد بأن شحنات إيران النفطية تهاوت هذا الشهر بعد أن أنهت أميركا نظام الاستثناءات.. وإلى الآن لم تشاهد ناقلة نفط واحدة تغادر موانئ النفط الإيرانية إلى موانئ أجنبية.
ونوه الباحث إلى أن "العقوبات الجديدة تضطر طهران لأن تقطع مساعداتها لوكلائها، وبحسب "واشنطن بوست"، فإن "إمكانية إيران لتمويل الحلفاء، مثل حزب الله، قد قلصت".
وعلق تيسن قائلا: "من الواضح أن إيران غير سعيدة بذلك، ورأت المخابرات الأمريكية مؤشرات على أن إيران تجهز للرد بهجمات على أميركا باستخدام وكلاء، كما فعلت في أكثر من مكان.
وقال، "لذلك قامت إدارة ترامب ببعث رسالة واضحة بأن أميركا ستحمل إيران المسؤولية المباشرة عن أي هجمات على الأميركيين، حتى لو قامت بها مليشيات مدعومة من إيران، واستعرضت قوتها لدعم تلك التهديدات، وبدلا من أن يجعل هذا الوضوح الحرب أكثر احتمالا، فإنه يجعل إيران أقل احتمالا لأن تسيء حساباتها، لأنها تعرف التداعيات".
وأكد تيسن أن "العقوبات تلحق ألما شديدا، لكن إن كان الهدف ليس فقط هو الاحتواء، بل تقليص التمدد الإيراني أيضا، فإن العقوبات ليست كافية، يجب علينا أن نواجه إيران بشدة في أنحاء المنطقة كلها، من خلال دعم حلفائنا، واستنزاف الإيرانيين أينما استطعنا، لإلحاق الهزائم بهم في المسارح المهمة، مثل سوريا والعراق، كما فعل الرئيس رونالد ريغان للاتحاد السوفييتي خلال الحرب الباردة، وتخفيف الوجود العسكري الأمريكي في سوريا لا يتماشى مع مقاربة أقصى ضغط".
وتساءل: "هل يعود الإيرانيون للطاولة؟ كانت العقوبات التي جلبت الإيرانيين لطاولة المفاوضات في ظل حكم أوباما أقل بكثير، لكن ترامب قام بربط العقوبات الأشد بمطالب أكثر صرامة، وقام بومبيو بإدراج 12 شرطا للتعامل مع إيران، من بينها التوقف عن دعم المجموعات الإرهابية في الشرق الأوسط، وانسحاب كامل من سوريا"، وهو ما لا يتوقع تيسن أن تلتزم به إيران.
وعاود تيسن التساؤل قائلا: "إن لم يعودوا للطاولة، فما هي الاستراتيجية؟ هل يريد ترامب حقا إسقاط النظام الإيراني؟ ليس الأمر واضحا، إن كان يريد ذلك، فكما يشير زميلي في معهد أميركان إنتربرايز، فريدريك كاغان، فإن هذه المهمة قد تكون أصعب حتى مما كانت عليه مع الاتحاد السوفييتي، وكما أظهرت كوريا الشمالية فإن الأنظمة الديكتاتورية قادرة على الاستمرار حتى تحت عقوبات شديدة".
وبختم الكاتب مقاله بالقول: "بالتأكيد فإن العالم سيكون أفضل إن ركزت إيران على الحياة بدلا من التمدد والإرهاب، لكن الأمر يحتاج إلى أكثر من عقوبات للإطاحة بالنظام الإيراني، وهو الأمر الذي يحتاج إلى استراتيجية".