'الإسلاموفوبيا'... هذا هو دور الفاتيكان والعالم الغربي

'الإسلاموفوبيا'... هذا هو دور الفاتيكان والعالم الغربي
'الإسلاموفوبيا'... هذا هو دور الفاتيكان والعالم الغربي
بين أبو ظبي، حيث وقع كل من البابا فرنسيس وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب وثيقة "الأخوّة الإنسانية"، في 3 شباط 2019، ومدينة مكة المكرمة، حيث عقدت  قمة منظمة التعاون الإسلامي، في 31 ايار 2019، فاصلان زمنيان وجغرافيان، لكن الحديثين يقتربان جدًا من حيث الدلالات والأهداف.

في لقاء ابو ظبي التاريخي كان تفاهم على رفض العنف بكل أشكاله، وفي قمة مكة  تنديد بظاهرة "الإسلاموفوبيا"، ودعوة إلى الامتناع عن الممارسات التي تربط الإسلام بـ"الإرهاب"، ومطالبةً الأمم المتحدة باعتماد يوم لمناهضة هذا "التمييز الديني".

في اللقاء التاريخي بين بابا الكنيسة الكاثوليكية وشيخ الأزهر توقيع تاريخي أيضًا لوثيقة فريدة ومميزة، وهو لقاء بين ديانتين وحضارتين، قاسمهما المشترك الإنسان وكرامته أينما كان وأيًا كانت طائفته أو مذهبه أو لونه أو جنسه.

في قمة مكة، قال ممثلو 57 دولة إسلامية في بيان ختامي إنهم لاحظوا أن "الإسلاموفوبيا، باعتبارها شكلا معاصرا من أشكال العنصرية والتمييز الديني، ما انفكت تتنامى في أنحاء كثيرة من العالم، كما يتضح من ازدياد حوادث التعصب الديني".ودعا قادة دول المنظمة، وهي الأكبر بعد الأمم المتحدة، البلدان التي تضم مجتمعات وأقليات مسلمة ومهاجرين إلى "الامتناع عن جميع السياسات والبيانات والممارسات التي تربط الإسلام بالإرهاب أو بالتطرف".كما طالبوا الأمم المتحدة باعتماد 15 آذار "يوما دوليّا لمناهضة الإسلاموفوبيا".
 
أما وثيقة ابو ظبي فرأت أن الأديان لم تكن أبدا بريدا للحروب أو باعثة لمشاعر الكراهية و العداء و التعصب، أو مثيرة للعنف وإراقة الدماء، "فهذه المآسي حصيلة الانحراف عن التعاليم الدينية، ونتيجة استغلال الأديان في السياسة، وكذا تأويلات طائفة من رجالات الدين - في بعض مراحل التاريخ - ممن وظف بعضهم الشعور الديني لدفع الناس للإتيان بما لا علاقة له بصحيح الدين، من أجل تحقيق أهداف سياسية واقتصادية دنيوية ضيقة؛ لذا فنحن نطالب الجميع بوقف استخدام الأديان في تأجيج الكراهية والعنف والتطرف والتعصب الأعمى، والكف عن استخدام اسم الله لتبرير أعمال القتل والتشريد والإرهاب والبطش؛ لإيماننا المشترك بأن الله لم يخلق الناس ليقتلوا أو ليتقاتلوا أو يعذبوا أو يضيق عليهم في حياتهم ومعاشهم، وأنه - عز وجل - في غنى عمن يدافع عنه أو يرهب الآخرين باسمه".

وأكدت الوثيقة القناعة الراسخة بأن التعاليم الصحيحة للأديان تدعو إلى التمسك بقيم السلام وإعلاء قيم التعارف المتبادل والأخوة الإنسانية والعيش المشترك، وتكريس الحكمة والعدل والإحسان، وأن الحوار والتفاهم ونشر ثقافة التسامح وقبول الآخر والتعايش بين الناس، من شأنه أن يسهم في احتواء كثير من المشكلات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والبيئية التي تحاصر جزءا كبيرا من البشر.
وشددت الوثيقة على أن حماية دور العبادة، من معابد وكنائس ومساجد، واجب تكفله كل الأديان والقيم الإنسانية والمواثيق والأعراف الدولية، وكل محاولة للتعرض لدور العبادة، واستهدافها بالاعتداء أو التفجير أو التهديم، هي خروج صريح عن تعاليم الأديان، وانتهاك واضح للقوانين الدولية.

وخلصت إلى إعتبار "الإرهاب البغيض الذي يهدد أمن الناس، سواء في الشرق أو الغرب، وفي الشمال والجنوب، ويلاحقهم بالفزع والرعب وترقب الأسوأ، ليس نتاجا للدين - حتى وإن رفع الإرهابيون لافتاته ولبسوا شاراته - بل هو نتيجة لتراكمات الفهوم الخاطئة لنصوص الأديان وسياسات الجوع والفقر والظلم والبطش والتعالي؛ لذا يجب وقف دعم الحركات الإرهابية بالمال أو بالسلاح أو التخطيط أو التبرير، أو بتوفير الغطاء الإعلامي لها، واعتبار ذلك من الجرائم الدولية التي تهدد الأمن والسلم العالميين، ويجب إدانة ذلك التطرف بكل أشكاله وصوره".

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى أوكرانيا تلاحق الصحفيين لإخفاء الحقائق