في المقابل، جدّد المجلس الإنتقالي السوداني في بيان الدعوة للتفاوض في أقرب وقت ممكن للتوصل إلى التحول المنشود، آسفاً لوقوع خسائر وإصابات خلال فضه الإعتصام بالقوّة صباحاً. وأشار البيان إلى أنّ "هناك مجموعات متفلتة احتمت بميدان الإعتصام، ما استدعى ملاحقتها، مشدّداً على حرصه على أمن الوطن والمواطنين".
وأكّد الناطق باسم المجلس العسكري الانتقالي السوداني، الفريق الركن شمس الدين كباشي، أنّ منطقة كولومبيا المجاورة لمكان الإعتصام أضحت تشكل خطراً ووجب تنظيفها، لذلك دخلت القوات الأمنية إليها. ولفت إلى أنّ "القوات السودانية لم تفض الإعتصام أمام مقر قيادة الجيش بالقوّة"، مشدّداً على أنّها استهدفت منطقة كولومبيا التي تحولت إلى "بؤرة للفساد والممارسات السلبية، التي تتنافى وسلوك المجتمع السوداني".
كما شرح أنّ هناك فارين من منطقة كولومبيا إلى الإعتصام، والعسكري استهدفهم فقط واضطر لمطارتهم، وفق تعبيره. كذلك أوضح أن الجهات المعنية تعمل على فتح الطرقات المؤدية إلى منطقة الاعتصام، والتي أغلقت في ساعات الصباح الأولى.
ويشهد السودان حالياً مرحلة انتقالية بعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير، يوم 11 نيسان الماضي إثر حراك شعبي. وقد تولّى مجلس عسكري إنتقالي مقاليد الحكم لفترة إنتقالية، برئاسة وزير الدفاع السابق عوض بن عوف، الذي لم يلق قبولاً من مكوّنات الحراك الشعبي ما اضطره بعد ساعات لمغادرة موقعه مع نائب رئيس المجلس، رئيس الأركان السابق كمال عبد الرؤوف الماحي. وتولى قيادة المجلس العسكري الانتقالي في السودان المفتش العام للقوات المسلحة السودانية، الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان.
إدانة أممية
من جهتها، طالبت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليه قوات الأمن السودانية بوقف "الهجمات" على مخيمات الاحتجاج والسماح للفرق الطبية بالوصول إلى المصابين.
وقالت في بيان "آسف بشدة للاستخدام الواضح للقوة المفرطة في مخيمات الاحتجاج. التقارير عن استخدام قوات الأمن للذخيرة الحية قرب المنشآت الطبية بل وداخلها مقلقة للغاية". وأضافت: "أحث قوات الأمن على وقف مثل هذه الهجمات على الفور وعلى ضمان وصول (أطقم) الرعاية الطبية للجميع على نحو آمن ودون عراقيل".