بعد فشل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بتشكيل حكومة والدعوة لانتخابات جديدة، أشارت مجلة "لوبوان" الفرنسية الى "شكوك متزايدة" باتت تطال صفقة القرن، لافتة الى أن "ظروفا على غرار عقد انتخابات جديدة في إسرائيل، وبداية الحملة الانتخابية الرئاسية الأميركية وعدم الإشارة إلى الدولة الفلسطينية جعلت الخطة الأميركية تصطدم بطريق مسدود".
وتضيف المجلة: "يبدو أن الانتظار الطويل يوشك على الانتهاء. فبعد سنتين من بداية الحديث عنها، سيتم الإعلان عن "صفقة القرن"، لدونالد ترامب، من أجل حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني الشائك، في بداية شهر حزيران، إثر شهر رمضان".
وتشير إلى أنه "على الرغم من أنه مبتدئ في عالم الدبلوماسية، إلا أن رجل الأعمال البالغ من العمر 39 سنة غاريد كوشنر سبق وأن خطط لكل شيء، فبعد انتظاره بعناية إجراء الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية في التاسع من نيسان، كان من المقرر أن يتنقل إلى القدس يوم 30 أيار، أي بعد يوم من الموعد النهائي لتشكيل بنيامين نتنياهو للحكومة".
وقالت: "إذا كان اللقاء بين الرجلين قد تم يوم الخميس الماضي، فقد انتهى بتصريح نتنياهو المنتهية ولايته، الذي قال فيه الآتي: "حتى لو جد حادث بسيط في الليلة الماضية، فإن ذلك لن يوقفنا".
وكان هذا التصريح بمثابة تعبير ملطف للإشارة إلى فشل نتنياهو في تشكيل ائتلاف مع أقصى اليمين المتطرف القومي وأحزاب الحريديم، الأمر الذي لم يترك أمامه سوى خيار الضغط من أجل حل الكنيست. والجدير بالذكر أنه سيتم إجراء الاقتراع التالي في 17 أيلول، بينما بدأت بالفعل حملة دونالد ترامب الرئاسية لإعادة انتخابه.
وتنقل المجلة تعليقا لأستاذ العلوم السياسية بجامعة إسرائيل المفتوحة دينيس شاربت، قوله إن "إستراتيجية وخطة ترامب مهددتان، ولن يتم تشكيل الحكومة الإسرائيلية سوى في شهر تشرين الأول أو تشرين الثاني. وفي السنة المقبلة، ستجرى الانتخابات الرئاسية الأميركية".
وبينت المجلة أنه من "الصعب تصور رئيس وزراء إسرائيلي، تشغله الحملة المقبلة، يتفاوض على اتفاق سلام مع الفلسطينيين، تمامًا مثل تصور مراهنة رئيس أمريكي بتأثيره السياسي من أجل قضية معقدة بهذا الشكل في الوقت الذي ينتظر فيه إعادة انتخابه".
وتشير إلى أنه "بدا انزعاج ترامب جليا الأحد الماضي في البيت الأبيض الذي إن إسرائيل سببت الفوضى بسبب انتخاباتها حيث كان يقصد بنيامين نتنياهو دون ذكر اسمه".
وتتابع المجلة: "على الرغم من تأجيل الإعلان عن الجانب السياسي من صفقة القرن، إلا أن الولايات المتحدة قد أشارت إلى أنها ستعقد المؤتمر المعني بجانبها الاقتصادي، والذي تنظمه بالاشتراك مع البحرين".
وفي هذا الشأن يقول نقلت دينيس شاربت إن "إسرائيل ستحضر في كامل استعدادها خاصة وأن هذا المؤتمر يصب في مصلحتها، كما لدى نتنياهو مصلحة في إظهار أنه قادر على إقامة علاقات مع الدول العربية المعتدلة".
بدوره يشير مدير معهد العلوم السياسية في جامعة القديس يوسف في بيروت، كريم إميل بيطار إلى أن "السعوديين يحاولون اليوم جمع كل دول الخليج العربي تحت راية واحدة رغم رفض الرأي العام العربي".
وأضاف بحديثه للمجلة: "مع أن وليي العهد، السعودي الأمير محمد بن سلمان والإماراتي محمد بن زايد، مستعدان لإتباع خطة كوشنر، إلا أن هذا الأمر لا ينطبق على العاهل السعودي سلمان ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، اللذين سيكونان أكثر ترددًا في تأييد مثل هذه القرارات بما أنها لن تحترم الحقوق الفلسطينية الأساسية".
وتطرقت المجلة إلى أن إعلان الفلسطينيين بأنهم لن يحضروا مؤتمر المنامة ليس بالأمر المثير للدهشة. فقد حذر الأمين العام لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، من أن "المحاولات التي تهدف إلى تعزيز تطبيع اقتصادي للاحتلال الإسرائيلي لفلسطين ستكون مرفوضة"، معربًا عن أسفه من عدم استشارة الجانب الفلسطيني قبل عقد المؤتمر. وبالطريقة ذاتها، رفض العديد من رجال الأعمال الفلسطينيين الذين تمت دعوتهم الحضور.
وتختم المجلة تقريرها بالقول إن "الشكوك حول مدى استدامة "صفقة القرن" تضاعفت الأحد مع كشف واشنطن بوست عن تسجيل مخترق لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الذي عبر عن مخاوفه من أن الصفقة ستثير الشك وسيُعتبر غير قابلة للتطبيق".