بحسب المقال فإنّ الهجوم العسكري الحالي على إدلب والذي يقوده الجيش السوري وتدعمه روسيا، قد يكون الهجوم العسكري الأول الذي لا تشترك فيه الفصائل التابعة لإيران، "فالوحدات المهاجمة الأساسية من القوات النظامية هي وحداتٌ مؤيدة لروسيا في الجيش النظامي السوري، مثل قوات النمر التي يقودها سهيل الحسن والفيلق الخامس الذي يقوده زيد صالح". فأين القوات المدعومة من إيران؟.
يكشف المقال عما يعتبره غياب القوات المؤيدة لإيران عن معركة إدلب، والتكهنات التي يحملها، ويستعرض مقالاً من "صحيفة الشرق الأوسط" التي أشارت الى "عرض مزعوم يمكن أن تقدِّمه الولايات المتحدة لروسيا وسوريا، ويتضمَّن العرض رفعَ العقوبات عن سوريا، والاعتراف بنظام الرئيس بشار الأسد مقابل مغادرة الجيش الإيراني لسوريا".
لكن المسؤولون الروس نبذوا هذه التصريحات، وكذا فعل المسؤولون السوريون، وينطلق المقال للسؤال عما تحتاجه روسيا لعزل النفوذ الإيراني عن سوريا؟. ويجيب عن التساؤل بإعتبار أنّ "موسكو مهتمةٌ أيضاً بأن تشهد تقلُّص النفوذ العسكري الإيراني في سوريا، رغم أنها تدرك أن هذه العملية ستأخذ وقتاً طويلاً وجهداً بالغاً. علاوةً على ذلك، تعرف روسيا أن إيران متجذِّرة بعمق في قوى الجيش والأمن السورية. إن لم يتم استبدال البنى التي كوَّنتها إيران في سوريا ببنى مماثلة لها مؤيدة لروسيا، فإن الفاعلية القتالية للجيش السوري ستكون عرضةً لتضاؤلٍ شديد".
ينطلق المقال بعدها للسؤال عن المدخل الروسي للهيمنة على الجيش السوري، ويعتبر أنّ "روسيا ستواجه عقباتٍ جادة من هذه الناحية، فهناك وحدتان فقط مسلحتان في سوريا يمكن أن تُعتبرا مؤيّدتين لروسيا، أو أن تُصبحا موطئ قدمٍ لروسيا في هذا الصراع، وهما قوات النمر والفيلق الخامس".
وقوات النمر، هي القوات الأكثر فاعليةً في الجيش السوري، ومكونة من لواءين مقسَّمين إلى 24 مجموعة، تمتلك معظمها قدرةً قتالية تتراوح بين القدرة القتالية لسرية والقدرة القتالية لكتيبة. ورغم أن تعداد أفراد الوحدات المهاجمة في قوات النمر هي حوالي 4000 جندي مشاة، بالإضافة إلى عدد غير معروف من جنود المدفعية والمدرعات، إلا أن العدد الإجمالي للجنود المرتبطين بها أعلى من هذا بكثير غالباً.
أمّا الفيلق الخامس فأقل فاعلية وقدرة قتالية من قوات النمر، ويشمل الفيلق الخامس لواءَ البعث وجنوداً من لواء صقور الصحراء وكوماندوس البحر، كما أن بعض الكتائب العسكرية الخاصة التي تم حلّها في عام 2017 دُمجت مع الفيلق.
وتقوم روسيا بتطويرٍ متعدد الجوانب لقوات النمر وللفيلق الخامس، لكن المخابرات الجوية السورية تبقى تحت النفوذ الإيراني، لذا لا يمكن اعتبار هذه القوات مثالاً لإصلاح الجيش السوري، على الأقل من وجهة النظر الروسية، كما لا يمكن أن تصبح أساساً لجيش سوريا المستقبلي.
فلمن يكون النفوذ الأكبر في الجيش السوري؟
لا تزال روسيا تمتلك الفرصة لتطبيق خطةٍ بديلة، إذ يقترح بعض الخبراء تشكيل ثلاث قيادات عملياتية مرتكزة على طواقم الفيالق الباقية من الجيش السوري. يمكن لهذه القيادات أن تزوَّد مستقبلاً بسلطاتٍ قيادية مناطقية على كل القوات التابعة لسطلتها.
ورغم أن إيران تعمل على الحرس الجمهوري والفرقة المدرعة الرابعة، فإنها غير قادرة على إجراء إصلاحاتٍ كهذه في كل فصائل الجيش السوري، وهذا يشكل فرصةً لروسيا لأخذ المبادرة وتشكيل مراكز عمليات مناطقية، يمكنها أن تتمتع بسلطةٍ على كل الميليشيات الموجودة.
في هذه الحالة، يمكن لروسيا أيضاً أن تسهل عملية حل الفصائل التابعة لإيران، وإبقاء تلك التي يمكن لموسكو الاعتماد عليها. يمكن لألوية الفيلق الخامس أن تنضم إلى التشكيلات النظامية في الجيش السوري كتشكيلاتٍ مستقلة تابعة لروسيا. بشكل مشابه، يمكن للقيادات العملياتية المناطقية أن تشمل المجموعات التكتيكية التابعة لقوات النمر، وهو ما يضمن تعزيز النفوذ الروسي في هذه القيادات. فلمن تكون الغلبة؟.