أخبار عاجلة

هل دخلت واشنطن في عنق الزجاجة.. الحرب أو التنازلات؟

هل دخلت واشنطن في عنق الزجاجة.. الحرب أو التنازلات؟
هل دخلت واشنطن في عنق الزجاجة.. الحرب أو التنازلات؟

تلاعب إيران واشنطن على حافة الهاوية، تراهن على عدم وجود رغبة لدى الإدارة العمقية في الولايات المتحدة الأميركية ولا عند الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالدخول في حرب مع إيران أو مع غيرها، فإذا كان ترامب لم يرسل جنوده لمعركة في عمقه الحيوي في فنزويلا، فهل سيرسلهم إلى الشرق الأوسط؟

الرهان الإيراني على عدم رغبة واشنطن بالحرب، لا يقوم فقط على تحليل شخصية ترامب التي تغلب فيها جوانب التجارة والربح الصافي وهذا مناقض لمنطق الحرب، بل أيضاً يقوم على إدراك بتراجع إهتمام الولايات المتحدة بالمنطقة وبالنفط فيه.

تصل القراءة الإيرانية إلى حدّ القول أن واشنطن، وبإرسالها 1000 جندي إضافي فقط إلى منطقة الخليج بعد حادثة حاملتي النفط في بحر عُمان، أوحت بأنها غير مستعدة للذهاب بعيداً بالتصعيد العسكري مع طهران، فعدد الجنود الأميركيين في المنطقة ليس كافياً لخوض حرب أو فتح معركة كبرى مع دولة مثل إيران.

إستناداً إلى ذلك، ذهبت طهران إلى حيث لم تتوقع واشنطن، إذ قامت بإرسال رسائل مباشرة موقعة منها كإسقاط الطائرة أو من دون توقيع كإستهداف السفن، ولم تتجه نحو إستعمال أوراقها في العراق وأفغانستان وسوريا عبر القيام بعمليات ضدّ المصالح الأميركية.

قبل بدء تطبيق العقوبات الأخيرة، كان هناك نظرية يتناقلها المقربين من الجو الأميركي، تقول أن طهران ستحرك بعض حلفائها في المنطقة للضغط على واشنطن وعلى تل أبيب، ولن تذهب إلى اللعب في أمن طرق التجارة العالمية، وخصوصاً مضيق هرمز، لأن الأمر سيؤدي إلى حصول تحول بالموقف الدولي ضدّ طهران.

لكن إيران ذهبت إلى آخر اللعبة وذروة التصعيد منذ البداية، إذ ووفق مصدر ديبلوماسي يعمل في بيروت، فإن الحراك العسكري الإيراني المباشر، والذي يستهدف التجارة النفطية والمصالح العسكرية الأميركية إذا ما ألصق مع القرار الإيراني الحالي بعدم التفاوض، يوصل إلى إستنتاج مفاده أن إيران تدفع واشنطن بسرعة قياسية، أي قبل إنقضاء شهر على العقوبات، إلى عنق الزجاجة، وتخيرها بين الحرب وبين التراجع.

لا يصعب على من تابع مساء أمس التغطيات الإعلامية المواكبة للضربة الأميركية التي كانت متوقعة، ومن ثم الإعلان عن تراجع ترامب عن القيام بها، ملاحظة تأثير الصراع الخفي بين مستشاري ترامب المقربين من الصهيونية العالمية مع البنتاغون والجيش الأميركي، على السياسة الخارجية لواشنطن، وعلى قرارات البيت الأبيض.

يجد الأميركيون أنفسهم أمام أزمة حقيقية، فهم ليسوا في وارد الذهاب إلى أي مواجهة عسكرية، لكن الضربات الإيرانية تؤدي، في حال عدم الردّ عليها، إلى تآكل قدرة الردع الأميركية في المنطقة، أما في حال الردّ فهي ستؤدي إلى تدحرج دراماتيكي للأمور قد ينتهي إلى حرب تذهب  معه مفاعيل العقوبات الإقتصادية التي تراهن عليها الإدارة الأميركية لإحداث تغيير داخلي في بنية النظام الإيراني وإبعاد المتشددين عن الحكم.

لكن طهران، تشدّ العصب الداخلي، من خلال ممارساتها الإستفزازية والتصعيدية، التي تدغدغ الشعور الوطني والقومي لدى الإيرانيين، وتجعل من خطاب الحرس الثوري خطاباً عاماً يستخدمه الرئيس الإيراني الإصلاحي حسن روحاني قبل غيره.

يرى الإيرانيون أنهم نجحوا في إحراج واشنطن، وإظهارها كخارجة عن الإنتظام الدولي وإسقاط إدعائها بأنها راعية للنظام الدولي الجديد بسبب عدم إلتزامها بإتفاقية دولية والإنسحاب الأحادي من الإتفاق النووي، وهم اليوم يشعرون أن نجاح حراكاتهم الأمنية والعسكرية - المحدودة - ليس مرتبطاً بهزيمة الجيش الأميركي، بل بإظهار الولايات المتحدة أمام حلفائها كمن لا يريد دفع أي ثمن من أجل صراعات المنطقة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى إنّما لصبر بوتين حدود!