الكل يسأل: أنه إذا وقعت مواجهة بين الولايات المتحدة وإيران، ماذا سيكون موقف "إسرائيل"؟
نشرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الاسرائيلية مقالاً تناول ذها الموضوع، أشارت فيه الى أنه "إذا وقعت مواجهة بين الولايات المتحدة وإيران، فإن إسرائيل ستعتبر مسؤولة عنها، ومن ثم هدفا فيها".
وذكرت الصحيفة في مقال نشرته للمحلل السياسي الإسرائيلي ناحوم برنياع إن "إيران عدو غير سهل، وهي متسلحة حتى الرقبة، ومتزمتة تجاه قوتها ومكانتها، وذكية ووحشية"، معتقدة أن "الهجوم على ناقلات النفط بالخليج وضرب الطائرة المسيرة الأمريكية مؤخرا، يهدف إلى السير على حافة الهوة".
وأشارت إلى أن "النظام الإيراني يمتلك أمرين هما الاستراتيجية والاستعداد للقتال، وهو ما يفتقده ترامب"، مضيفة أنه "رغم تهديد ترامب بقتال إيران، إلا أن الأخيرة لم تذعر وقالت لترامب بشكل عملي، عندما ينبغي أن تطلق النار لا تتكلم".
وشددت الصحيفة على أن "إسرائيل هي طرف في هذه القصة، فهي الدافع والهدف المحتمل، إلى جانب السعودية ودول الخليج التي تدفع إدارة ترامب إلى مواجهة مع إيران"، معتبرة أن "إسرائيل الدافع الأكبر لهذه المواجهة، نظرا لأن تأثير السعودية ودول الخليج هامشي مقارنة بها".
وأضافت "يديعوت" أنه "إذا ما تدحرجت القصة الإيرانية إلى مكان غير طيب، فإن إسرائيل ستعتبر مسؤولة، وفي الوقت نفسه ستكون هدفا للصواريخ الدقيقة الإيرانية التي تصل إلى كل نقطة في إسرائيل، وستنطلق من سوريا ولبنان والمناطق التي تسيطر عليها طهران في العراق".
وختمت الصحيفة بقولها، إن "المشكلة الأساسية في السير على حافة الهوة هي انعدام التحكم"، لافتة إلى أن "إسرائيل توجهت أربع مرات إلى حرب في غزة رغم أن الطرفين لم يرغبا فيها، إلى جانب عدم تخطيطها لحرب لبنان الثانية".
وكان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، دعا الخميس المجتمع الدولي إلى دعم الولايات المتحدة في مواجهة إيران، مع تصاعد التوتر بين البلدين بعد إسقاط طهران لطائرة مسيرة أميركية.
وكرر نتنياهو دعوته لكل الدول للوقوف بجانب الجهود الأميركي لوقف ما أسماه "الاعتداء الإسرائيلي"، مشيرا إلى أن "إيران كثفت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية من اعتدائها على الولايات المتحدة وعلينا جميعا، وإسرائيل تساند واشنطن في وقف هذه الاعتداءات"، بحسب تعبيره.
وفي السياق ذاته، زعمت صحيفة "هآرتس" نقلا عن مصادر في الاستخبارات الإسرائيلية والغربية، أن إيران تسعى لتصعيد صراعها مع الولايات المتحدة، ومن الممكن أن تختار المناطق الحدودية مع إسرائيل كمسرح جديد لزيادة التصعيد.
ولفتت الصحيفة إلى أن "التقييم الاستخباراتي يشير إلى خيبة أمل إيرانية؛ بسبب الفشل في إجبار الولايات المتحدة على إعادة النظر في العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، التي أدت إلى خنق الاقتصاد الإيراني والتسبب في أزمة داخلية خطيرة".
وتعتقد الاستخبارات الإسرائيلية والغربية أن إيران تتجه للتصعيد، بهدف إفشال ترامب في حملته الانتخابية تحضيرا للانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني 2020.