وفي التقرير الذي أعده، لفت الكاتب زاك دوفمان في تقريره إلى أنّ تصريح الوزير الإيراني يأتي بعد تصريحات أخرى مماثلة له في بكين بعد لقائه نظيره الصيني مياو وي.
وبيّن دوفمان أنّ الوزير الإيراني اتهم الولايات المتحدة بفرض هيمنتها على التكنولوجيات الإستراتيجية الجديدة، مثل الذكاء الاصطناعي، وانتقد تصرفات واشنطن ضد شركات مثل هواوي وزد تي إي، في حين شدد الوزير الصيني على أن التعاون بين البلدين سيساعد على معالجة مثل هذه التهديدات والضغوطات.
في السياق نفسه، ذكّر التقرير بأنّه سبق لوزير الخارجية الصيني وانغ يي أن أكّد في أيار الفائت أن بلاده تعارض العقوبات الأميركية الأحادية الجانب وأحكامها المسبقة بشدة، وأن بكين تتفهم ظروف إيران واهتماماتها وتعمل على حماية مصالحها المشروعة.
وفي تحليله، اعتبر دوفمان أنّ التصريحات الصينية ترتبط بشكل تام بالأمن السيبراني، وأنها تأتي مع تزايد التوتر واكتساب الإنترنت أهمية أكبر، لافتاً إلى أن الصين وإيران -إضافة إلى كوريا الشمالية- تشكلان تهديدا كبيرا للولايات المتحدة وحلفائها في هذا السياق.
وفي هذا الصدد، قارن دوفمان بين الهجمات الحقيقية والسيبرانية وتأثيرها، شارحاً أن المعارك الحقيقية تمتد من ساحة المعركة إلى العالم الحقيقي على شكل إرهاب وتمرد، فيكون التخطيط لها صعبا للغاية وعادة ما تلاقي الفشل. في المقابل، أوضح دوفمان أنّه يسهل شن الهجمات الإلكترونية على أي هدف بالعالم في إطار الحرب السيبرانية، وهو ما يبدو أن إيران تتعلمه بسرعة، على حدّ تعبيره.
ولفت دوفمان إلى قيام القيادة الإلكترونية الأميركية عقب الهجوم الأخير على إيران بتوجيه تحذير إلى مستخدمي خدمات "آوت لوك" التابعة لشركة مايكروسوفت، وأنه ورد في هذا التحذير أن هناك اختراقا إيرانيا محتملا لحساباتهم غير المحمية جيدا.
إلى ذلك، قال دوفمان إنّ وكالة الأمن السيبراني من جهة، وأمن البنية التحتية التابع لوزارة الأمن الداخلي في الولايات المتحدة من جهة ثانية، أصدرا الشهر الماضي تحذيرا شاملا بشأن الارتفاع الأخير في مستوى النشاط السيبراني المضر الموجه من إيران نحو صناعات الولايات المتحدة ووكالاتها الحكومية.
ويستند هذا الهجوم إلى استخدام البرمجيات الخبيثة والمدمرة التي تهدف إلى إحداث ضرر يتجاوز مجرد سرقة البيانات والأموال، بحسب الكاتب.
ختاماً، قال دوفمان إنّه في حال وجدت طهران أن بكين مستعدة للقيام بشراكات تجارية، فإنه يمكنها الاستفادة من الخبرات الصينية لتصبح الوكيل السيبراني النهائي في مواجهة الأميركيين، مما سيجعل آليات هذا الصراع تتغير بشكل كبير.