تطرّقت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية في افتتاحيتها، اليوم الخميس، إلى أوّل تدبير قام به رئيس الوزراء البريطاني الجديد بوريس جونسون، وهو التخلّص من معظم فريق سابقته تيريزا ماي، وتعيين فريقٍ من "المتحمسين الأشداء" للـ"بريكست".
وتشير الإفتتاحية التي جاءت تحت عنوان: "السكاكين أشهرت"، إلى أنّ جونسون اختار الرهان على أنّ هذا الفريق قادر على إنهاء المهمة والخروج من الاتحاد الأوروبي.
وتلفت الصحيفة إلى أنّ "هناك نهجَيْن لتشكيل الحكومة، الأول يلجأ فيه رئيس الوزراء، كما فعل وينستون تشرتشل، لضم وزراء عماليين إلى حكومة الحرب، أو كما فعل توني بلير، عندما كافأ أنصار غوردون براون لخلق توازن في داخل فصائل الحزب، أمّا النهج الثاني هو مثلما فعل هارولد ماكميلان عام 1962، الذي هزم جناحاً في الحزب، وملأ الحكومة بالأتباع، إشارة إلى انتصاره في الحرب الأهلية الداخلية، واختار جونسون يوم الأربعاء الخيار الثاني بشكل قاطع".
وترى الإفتتاحية أنّ "عمليات العزل ليست صحيحة في مجملها، فحكومة جونسون لا يوجد فيها الكثير من المواهب لتتخلّى عن هانت، بالإضافة إلى أنّ معظم التعيينات الجديدة ليست لديها خبرة أو سجل في المناصب الرفيعة".
وتشير الصحيفة إلى أنّ "الحكومة هيّأت من أجل أن يكون كل فرد فيها يخدم هدف "البريكست"، فالموضوع ملحّ، ولا يمكن الهروب منه والبحث عن أعذار، فقد تخلص جونسون من المشككين بالخروج كلهم، وأصبحت حكومته الآن من "البريكستيين"، فدومنيك راب في الخارجية، وبريتي باتيل في وزارة الداخلية، ومايكل غوف في مكتب الحكومة، فالفريق الرئيسي لن يشعر بالخوف من منظور خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حتى لو دون اتفاق، وهي حكومة لن تتسامح مع أي نقاش، وجونسون مصمم على الخروج في نهاية تشرين الأول".
وتفيد الافتتاحية بأنّ "الهدف ذاته واضح من تعيين المستشارين، ومن أهمهم دومينك كامينغز، مهندس حملة التصويت على الخروج عام 2016، وسيقوم جونسون بخلق الخلية ذاتها في مقر الحكومة، لإنهاء المهمة التي تم البدء فيها معا قبل 3 أعوام".
وتعلق الصحيفة على خطاب جونسون أمام مقر الحكومة، الذي تحدث فيه عن بعض ملامح السياسة، قائلة إنّه "لم يكن خطاباً فصيحاً، فحكومته هي تعبير عن اعتقاد رجل يرى أنّ فصيلاً في الحزب، وهم البريكستيون، يجب أن يكون في قيادة الحزب".
وترى الصحيفة في افتتاحيتها أنّ "المخاطر واضحة، خاصة أنّ جونسون ورث غالبية في البرلمان بصوتين، وليس من الحكمة في هذه الحالة خلق أعداء جدد، فهناك معارك قادمة في البرلمان، وهو بحاجة لجيوش لتقوم بمهام اللوبي نيابة عنه، وهو يقامر على أن من قام بعزلهم لن ينتقموا منه، وهي مخاطرة، لكن البريكست يحتاج لفعل جذري على أمل تحقيق نجاح".
وتقول الصحيفة: "لو استطاع جونسون إنهاء هذا الملف فإنّه سيحاول الدعوة لانتخابات عامة من أجل أن يحصل على تفويض، والحكومة الجديدة هي محاولة لتحقيق الهدف قبل أن يذهب ويطلب من البلد انتخابه".
وتختم "ذا تايمز" افتتاحيتها بالقول إنّه "من المفهوم أنّه أحاط نفسه بأشخاص يعتقد أنه يثق فيهم، وأمامه 99 يوماً لإنهاء المهمة، وهي مقامرة فيها مخاطر، لكنّه على ما يبدو يعرف ما يريده".