رأى الباحث الإسرائيلي، روني كوهين، أنّ "إسرائيل تبدو منخرطة في التوتّر الحاصل في منطقة الخليج العربي"، مرجّحاً أن "تنزلق إلى حرب مع إيران، مع زيادة فرص التصعيد العسكري".
وأشار إلى أنّه "في ضوء هذه المواقف الأميركية، فإنّ مرور الوقت رويداً رويداً يكشف النقاب أن الموضوع لم يكن أكثر من هوى شخصي ومزاج يعود للرئيس الأميركي دونالد ترامب ليس أكثر، لأنّه كان يسعى بدعم من إسرائيل لإحباط الإنجاز الذي حققه سلفه باراك أوباما من خلال هذا الاتفاق".
وأوضح أنّ "التقدير الإسرائيلي الأميركي تمثل في أن زيادة العقوبات على إيران والانسحاب من الاتفاق النووي سيكونان كفيلين بإخضاع إيران للولايات المتحدة، هو تقدير بعيد عن أيّ مصداقية ووجاهة".
وأضاف أنّ "السياسة الأميركية تجاه إيران فاقدة للإرادة والدافعية، حتى إن "جنرال التهديدات" ترامب يكتفي بالردود إزاء الخطوات الإيرانية، ويمتنع عن الردّ على إسقاط الطائرة المسيرة الأميركية في ظل تراجع تأثير الصقور في الإدارة الأميركية، وتنامي الأصوات الداعية إلى إيجاد تسوية عبر القنوات الدبلوماسية أمام طهران، لأن ترامب يعلم أن اندلاع مواجهة عسكرية قد يمس بفرص فوزه المجددة في الانتخابات الرئاسية القادمة".
وكشف أنّ "إسرائيل تراقب هذه التطورات الإشكالية عن قرب، وتعتبر أن التوتر مع إيران قد ينعكس على الجبهة الشمالية مع سوريا ولبنان، ويبدو أن السلوك الإسرائيلي يستدعي الحرب مع إيران، رغم أنها أعلنت بصورة أو بأخرى أنها لن تنخرط فيها، لكنها أظهرت حالة من الاندفاع باتجاه المواجهة معها".
وأكّد أنّ "هذه التوترات الإقليمية مع إيران تتزامن مع الانتخابات الإسرائيلية القادمة، وهي مرحلة يبدو فيها اتخاذ القرارات المصيرية مسألة إشكالية، ولا تبدو الجبهة الداخلية الإسرائيلية محمية بما فيه الكفاية".
وختم كوهين مقاله قائلاً: "وفق أسوأ السيناريوهات فإن إسرائيل قد تظهر الدولة الوحيدة الرافضة للاتفاق النووي مع إيران، مع تراجع مواقف باقي الدول، وستقف ضد أي تسهيلات دولية لإيران مقابل توقيع اتفاق نووي جديد وفق النموذج الكوري الشمالي، أما السيناريو الأكثر سوءاً فإنّ إسرائيل قد تجد نفسها فيه متورطة في مواجهة عسكرية، وتحمل أضرارا كبيرة، والدخول في حساب دام مع إيران".