تسببت الحرائق الضخمة في غابات الأمازون في البرازيل، في سحب دخان كثيف تم رصدها من الفضاء، بعدما تسببت في انقطاع التيار الكهربائي في مدينة ساو باولو، أكبر مدن البرازيل، يوم الاثنين الماضي.
وسجلت حرائق غابات الأمازون رقماً قياسياً في 2019، حيث ارتفعت وتيرتها بنسبة تصل إلى 83 في المئة مقارنة بعام 2018.
ووصل عدد حرائق غابات الأمازون، في البرازيل بأميركا الجنوبية، إلى حوالى 73 ألف حريق، هذا العام، وهو رقم غير مسبوق منذ عام 2013، بحسب شبكة "سي إن إن"، التي قالت أن تلك الغابات تسمى "رئة العالم"، لأنها تنتج حوالي 20 في المئة من الأكسجين، الذي يتنفسه سكان الأرض، بحسب المركز الوطني لأبحاث الفضاء البرازيلي، بينما يشار إليها بـ"رئة العالم".
وبحسب المعهد الوطني للأرصاد الجوية في البرازيل (INMET)، فإن أهم أسباب الحرائق هي موجة باردة غيرت اتجاه الرياح، قبل أن تتسبب في إحداث طبقة كثيفة من السحب الضبابية المنخفضة، التي غطت مدينة ساولو باولو، أكبر مدن البرازيل، وأغرقتها في الظلام يوم 19 آب
ومنذ الخميس الماضي، شهدت غابات الأمازون اندلاع حوالي 9500 حريق، تأثرت بها مناطق في ولاية ماتو غروسو وبارانا، إضافة إلى مدينة ساو باولو، التي تبعد عن المنطقة أكثر من 3200 كم.
ويبدأ موسم حرائق الغابات في الأمازون من آب حتى تشرين الأول، ويبلغ ذروته منتصف أيلول، بحسب موقع "غلوبال فير داتا".
وأعلنت ولاية أمازوناس، أكبر ولايات البرازيل الـ27، حالة الطوارئ بسبب تزايد عدد حرائق، خلال الشهر الجاري، خاصة بعدما تم رصد سحبها الدخانية من الفضاء.
وتساوي منطقة غابات الأمازون حوالي نصف مساحة الولايات المتحدة الأميركية، وتعد أضخم غابات مطرية على كوكب الأرض.
ورغم أن نهر الأمازون يمتد في عدة دول في أميركا الجنوبية، إلا أن ثلثي مساحة الغابات المطرية توجد في البرازيل. ويلقي ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي، اللوم، على الرئيس البرازيلي جائير بولسنارو، معتبرين أن سياسته الخاصة بالتغيرات المناخية، تهدد تلك الغابات.
ولفتت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إلى أن غالبية الحرائق تندلع بواسطة البشر، مشيرة إلى أنها تكون مرتبطة بأنشطة زراعية.
وأعلنت ولاية أمازوناس البرازيلية، حالة الطوارئ، بسبب الحرائق، بحسب شبكة "سي بي إس نيوز" البرازيلية، التي أشارت إلى أنها تعد رابع أكثر المناطق تأثر بالحرائق في البرازيل.
وقالت الشبكة إن الخطورة التي تمثلها الحرائق على تلك المنطقة أصبحت كبيرة، خاصة منذ تولي الرئيس بولسنارو، الذي يتبنى سياسات معادية للبيئة.
وتقول قناة "ناشيونال جيوغرافيك" إن حرائق الغابات هذا العام في البرازيل تزيد عن عدد تلك الحرائق في ثلاثة أعوام مجتمعة.