ذكر موقع مجلة "ذا ناشيونال إنترست" الأميركية أن سلطات جبل طارق أفرجت عن الناقلة غرايس-1 التي كانت احتجزتها في 4 تموز، مما كسر الجليد عن مواجهة ديبلوماسية بين إيران والمملكة المتحدة. لكن المسألة لم تنته بعد، طالما أن السلطات الأميركية لا تزال تطارد الناقلة في مسعى لتجفيف صادرات إيران من النفط.
وقال الموقع إن محكمة في جبل طارق سمحت لغرايس-1 بالإبحار ورفضت طلباً تقدمت به الولايات المتحدة في اللحظة الأخيرة لاحتجاز الناقلة الإيرانية. وسبق لمشاة البحرية البريطانيين أن أوقفوا الناقلة لدى مرورها في مضيق جبل طارق بدعوى أنها متوجهة إلى تنقل إلى سوريا شحنة من النفط الإيراني، في انتهاك للعقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على دمشق.
وأوضح أن سلطات جبل طارق قالت إنها أطلقت غرايس-1 التي غيرت اسمها إلى أدريان داريا-1، بعد تلقيها وعداً بعدم الإبحار إلى سوريا. لكن ناطقاً باسم وزارة الخارجية الإيرانية نفى أن تكون إيران قد وعدت بريطانيا بأي شيء مقابل إطلاق الناقلة الإيرانية.
وأشار إلى أن بريطانيا زعمت أن السلطات المحلية في جبل طارق هي التي اتخذت بمفردها قرار احتجاز غرايس-1 ، لكن مسؤولين إسباناً يقولون إن الولايات المتحدة اتصلت بهم في الوقت نفسه الذي تم احتجاز الناقلة فيه. وبعد أسبوعين استولت السلطات الإيرانية على ناقلة النفط البريطانية ستينا إمبيرو لدى مرورها في مضيق هرمز. وزعمت إيران أن الناقلة البريطانية انتهكت قوانين الملاحة، في الوقت الذي كان مسؤولون إيرانيون يهددون باتخاذ إجراء ردأ على احتجاز بريطانيا للناقلة الإيرانية.
مخاطر التعامل مع إيران
ونقل الموقع عن محلل الشؤون الإيرانية والإسرائيلية في مجموعة أوراسيا هنري روم إن حكومتي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة "قد تكونان توقعتا رداً من نوع الاستيلاء على الناقلة البريطانية... لا بد أن واشنطن ولندن أجرتا حسابات مفادها أن احتجاز غرايس-1 كان أمراً يستحق الإقدام عليه- لا سيما أنه يشكل تذكيراً لعالم التجارة الدولية حول مخاطر الدخول في معاملات تجارية مع إيران".
وأضاف أنه من غير الواضح حتى الآن ما إذا انت إيران ستفرج عن الناقلة ستينا إمبيرو بعد الإفراج عن ناقلتها. ولا يبدو أن السلطات البريطانية ترى الأمر ملحاً.
ويقول الزميل الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات بينهام بن تاليبلو إنه "من الناحيتين الديبلوماسية والسياسية، فإن الشعور في أوروبا لا يزال مؤيداً للاتفاق النووي، وضد ممارسة الضغط الأقصى" الذي تمارسه الولايات المتحدة. وفي رأي هنري روم فإن أدريان داريا-1 التي أطلقتها بريطانيا لا تزال معرضة للاحتجاز من قبل الولايات المتحدة قبل أن تصل إلى موقعها النهائي. لكن من الناحية المادية، فإن مهاجمة ناقلة "هو مخاطرة وسيتسبب برد كبير من إيران". ويتساءل بن تاليبلو: "كيف يمكن الولايات المتحدة استخدام القانون للتأكد من هذه أن السفينة التي غادرت جبل طارق، لن تلجأ إلى مكان في حوض البحر الأبيض المتوسط، ولن تفرغ النفط الذي تحمله، ولن تتلقى ثمن هذا النفط...وفي النهاية من شأن ذلك البعث برسالة أقوى إلى إيران".