بعد الهجمات على منشآت أرامكو.. أين تخبئ أميركا مخزونها الاستراتيجي من النفط؟

بعد الهجمات على منشآت أرامكو.. أين تخبئ أميركا مخزونها الاستراتيجي من النفط؟
بعد الهجمات على منشآت أرامكو.. أين تخبئ أميركا مخزونها الاستراتيجي من النفط؟
عقب الهجمات الأخيرة على منشآت نفطية رئيسية في السعودية، لفت مسؤولون أميركيون إلى سحب كميات من النفط من المخزون الاحتياطي الضخم الذي تحتفظ به الولايات المتحدة للطوارئ. 

علما ان حجم الاحتياطي النفطي الأميركي يبلغ أكثر من 640 مليون برميل مخزنة في كهوف تحت ولايتي تكساس ولويزيانا، وفق تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).

وقالت "بي بي سي"، في تقرير لها عن احتياط النفط الأميركي، إن فكرة الاحتفاظ بهذه "الاحتياطيات الاستراتيجية" في هذه الأماكن تعود إلى سبعينيات القرن الماضي.

ويتعين على جميع الدول الأعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الاحتفاظ بكمية تعادل ما يكفي لتسعين يوما من الواردات النفطية، بيد أن الولايات المتحدة تحتفظ بأكبر مخزون للطوارئ في العالم.
 
لِمَ أُنشئ الاحتياطي النفطي؟

طرح السياسيون الأميركيون فكرة مخزون النفط لأول مرة في أوائل سبعينيات القرن الماضي، بعدما تسبب الحظر النفطي الذي فرضته دول الشرق الأوسط في ارتفاع كبير في الأسعار في جميع أنحاء العالم.

ورفض أعضاء منظمة الدول العربية المصدرة للنفط، وبضمنها إيران والعراق والكويت وقطر والسعودية، تصدير النفط إلى الولايات المتحدة؛ لأنها دعمت إسرائيل في الحرب العربية -الإسرائيلية في تشرين الأول عام 1973.

استمرت الحرب ثلاثة أسابيع فقط. لكن الحظر النفطي، الذي استهدف أيضا بلدان أخرى، استمر حتى آذار 1974، ما تسبب في ارتفاع الأسعار إلى أربعة أضعافها في جميع أنحاء العالم، لتصل من نحو 3 دولارات إلى 12 دولارا للبرميل الواحد تقريبا.

وأصبحت صور السيارات التي تقف في طوابير عند مضخات البنزين في الدول المتضررة صورا دائمة الانتشار عند تذكر هذه الأزمة.

وأقرّ الكونغرس الأميركي قانون سياسة الطاقة، وحفظها في عام 1975، وأُنشئ الاحتياطي النفطي الاستراتيجي لمواجهة حالة حدوث مشكلة كبرى أخرى في الإمدادات النفطية.

ما هو المخزون الاحتياطي؟
في الوقت الراهن، ثمة 4 مواقع يتم تخزين النفط فيها: بالقرب من فريبورت وويني في ولاية تكساس، وقرب بحيرة تشارلز وباتون روج في ولاية لويزيانا.

ويحتوي كل موقع من هذه المواقع على عدة كهوف من صنع الإنسان يصل عمقها إلى كيلو متر واحد تحت الأرض يجري تخزين النفط فيها.

وتعد هذه الطريقة في حفظ النفط حتى الآن أرخص بكثير من عملية تخزين النفط في خزانات فوق الأرض، كما أنها أكثر أمانا؛ لأن التركيب الكيميائي للملح والضغط الجيولوجي يمنعان أي تسرب للنفط.

 ويعد موقع برايان موند بالقرب من فريبورت أكبر هذه المواقع لتخزين النفط، إذ تبلغ طاقة تخزينه ما يعادل 254 مليون برميل من النفط.

كيف يعمل المخزون الاحتياطي؟
بموجب قانون عام 1975، الذي وقعه جيرالد فورد، يمكن للرئيس فقط السماح بسحب كميات من احتياطيات النفط إذا كان هناك "انقطاع شديد في إمدادات الطاقة".

وتفرض ظروف الخزن أنه لا يمكن نقل سوى كمية صغيرة من النفط من هذه الكهوف يوميا، وهذا يعني أنه حتى لو كانت ثمة أوامر من السلطة الرئاسية لإطلاقه، فقد يستغرق الأمر ما يقرب من أسبوعين لسدّ حاجة الأسواق.

وعلاوة على ذلك، فإن النفط غير مكرر بالكامل. وتجب معالجته وتكريره لاستخراج مشتقات الوقود الصالحة للاستخدام في السيارات والسفن والطائرات.

هل استخدم الاحتياطي من قبل؟
استخدم الاحتياطي النفطي آخر مرة في عام 2011، عندما دفعت الاضطرابات الناجمة عن انتفاضات الربيع العربي الدول الأعضاء في الوكالة الدولية للطاقة إلى إطلاق ما مجموعه 60 مليون برميل من النفط؛ للحد من النقص والاضطراب الذي هيمن على إمدادات الطاقة حينها.

وخلال حرب الخليج عام 1991، أذن الرئيس الأمريكي السابق، جورج دبليو بوش، باستخدام الاحتياطي، كما سمح ابنه جورج بوش ببيع 11 مليون برميل في أعقاب إعصار كاترينا.

وفي عهد الرئيس بيل كلينتون بُيع 28 مليون برميل في عام 1997، ضمن خطوة تهدف إلى تقليل العجز في ميزانية الدولة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى القطب الشمالي: نزاع جديد تتفوق فيه موسكو على واشنطن