دعت صحيفة "أوبزيرفر" البريطانية، في افتتاحيتها، الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى مغادرة البيت الأبيض بعد الكوارث التي ارتكبها، قائلة إنّ أحداث الأسبوع الماضي كشفت، ودون أدنى شك، عن عدم صلاحيته. وتقول الافتتاحية إنّ الرئيس المتعجل في قراراته وتحركاته هو الشخص الأعمى الوحيد الذي لا يرى الكوارث التي يراكم بعضها فوق بعض.
وتقول الصحيفة إنّ "النتيجة كانت جيدة للحملة التي خاضها، لكنه منذ اللحظة التي دخل فيها إلى البيت الأبيض قدم الدليل تلو الآخر على أنه لا يصلح للرئاسة، فهو لا يحب العمل الشاق وما يتطلبه من واجبات ومسؤوليات، ويقضي معظم وقته بعيدا عن البيت الأبيض، يمارس لعبة الغولف في الملاعب الخاصة به، وأكثر من أي رئيس سبقه، ورغم تضارب المصالح فإنه لا يزال يشرف على مملكته التجارية".
وتلفت الافتتاحية إلى أن "ترامب يعد أول رئيس من تلفزيون الواقع، ويجد صعوبة في الحقائق والحقيقة والعالم الحقيقي، وليست لديه مبادئ أخلاقية واضحة، وقراراته التي يعتمد فيها على حدسه كلها خاطئة، أما آراؤه السياسية فهي تنم عن جهل وعنصرية وتميل نحو اليمين المتطرف، ووصفته صحيفة (نيويورك تايمز) المعتدلة والهادئة بـ(المستبد) وهذا شيء كبير، ومن أحداث الأسبوع المثيرة للسخط هو الكمين الذي نصبه لعائلة هاري دان البريطانية الذي دهسته زوجة دبلوماسي أمريكي فرت إلى الولايات المتحدة، حيث حاول المصالحة بين العائلة التي تندب ابنها والمرأة الهاربة من العقاب".
وتقول الصحيفة إنّ "ترامب يشعر بالسعادة وهو يثير مشاعر الجماهير، ويخترع من الكلام ما يريده، وعمل الشيء ذاته هذا الأسبوع في تكساس أمام 20 ألفا من أنصاره يرتدون قبعات كتب عليها (لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى)، وأعاد إنتاج النكات ذاتها التي يقولها عن هيلاري كلينتون، وانتقد من قال إنه ليس رئيسا بما فيه الكفاية، وقال: (من السهل أن تتصرف كونك رئيسا.. كل مل تريده هو أن تقف متيبساً)".
وتعلق الافتتاحية قائلة إن "هذا الكلام ليس نكتة، فما ينقص مقاول الحفلات هذا، نصف الحقيقي ونصف المزيف، هو القدرة على الحكم والصدق والوعي الإنساني الأساسي، وبدت هذه العيوب بشكل واضح في الأسبوع الماضي، ومن خلال كارثة تلو الأخرى التي بدا ترامب غير مهتم بها، ووصفها مستشاره السابق ستيفن بانون ذات مرة بـ(المذبحة الأميركية)".
وتنوه الصحيفة إلى أنّه "وسط الجثث المتعفنة في شمال شرق سوريا، نفى ترامب أن يكون قد منح الضوء الأخضر للعملية التركية، وها هو ينسب وقف إطلاق النار لنفسه، بالإضافة إلى أن الرسالة التي أرسلها للرئيس رجب طيب أردوغان، التي لا تصدر عن رئيس بل تلميذ مدرسة، الحافلة بالتهديد والطيش، هي دليل دامغ على عجزه القاتل".
وتقول الإفتتاحية إنّ "هذا الكلام لو بدا قاسيا على الرئيس فما علينا إلا النظر إلى الجنود الأمريكيين مثل وزير الدفاع السابق الجنرال جيمس ماتيس، الذي انضم إليه قائد قوات العلميات الخاصة الجنرال ويليام ماكريفن، وقائد قوات الناتو السابق الأدميرال جيمس ستارفريدس، وغيرهم ممن شجبوا قراره الخروج من سوريا، باعتباره (خطأ جيوسياسيا ذا أبعاد ملحمية)، وقال زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل إن ترامب قد تسبب بـ(كابوس استراتيجي)، وانظر إلى شهادة مسؤول طاقم البيت الأبيض ميك مولفاني، الذي قال دون قصد أمام الكونغرس إن ترامب استخدم المساعدة الأمريكية لأوكرانيا من أجل البحث عن قذارات ضد منافسه الديمقراطي المحتمل جوزيف بايدن، مع أنّه قال لاحقاً إنّه لم يقل كلاماً كهذا".
وترى الصحيفة أنّ "الأكثر إثارة للألم من أفعال ترامب الأسبوع الماضي هي محاولته نصب كمين لعائلة هاري دان البريطانية، التي دعاها إلى البيت الأبيض، فقد تصرفت السلطات الأمريكية، بما فيها السفارة الأمريكية في لندن، بشكل غير صحيح، من خلال تسهيل خروج المرأة الأمريكية، آن ساكولاس، التي قادت سيارتها في الاتجاه المعاكس وقتلت دان، وحاول ترامب أن يفاجئ العائلة المنكوبة ويجمعها مع قاتلة ابنها".
وتختم "أوبزيرفر" افتتاحيتها بالقول إن "تصرفات ترامب الخطيرة وغير الصادقة، والتي ينقصها الشرف والكرامة، تمثل إهانة للمنصب الذي يشغله، وعليه الاستقالة قبل محاكمته، والعودة إلى برامج تلفزيون الواقع، وهذا ما يتقنه على الأقل".