وأفادت هيئة البث الإسرائيلية نقلا عن مصادر مطلعة بأن "رئيس الوزراء نتنياهو بدأ الاستعدادات لجولة ثالثة من الانتخابات".
وأضافت الهيئة بأن "رئيس الوزراء طلب تأجيل اجتماع لحزب (الليكود) الذي يتزعمه والذي كان من المقرر عقده غدا، بسبب زيارته للشبونة، حيث من المقرر أن يتناول الاجتماع إلغاء الانتخابات الداخلية في الحزب، وتأجيلها بعد الانتخابات القادمة للكنيست".
وانتهى، يوم أمس الثلاثاء، لقاء جمع نتنياهو مع رئيس قائمة "أزرق ابيض" بيني غانتس، دون تحقيق أي اختراق في المفاوضات الرامية إلى تشكيل حكومة وحدة إسرائيلية، في ظل عدم ثقة "أزرق أبيض" بنتنياهو وتخوفهم من تملصه من تنفيذ اتفاق تناوب على منصب رئاسة الحكومة.
وفشل نتنياهو وغانتس في تحقيق أي تقدم لحل الأزمة السياسة الناتجة عن الفشل المتتالي في تشكيل حكومة، فيما يتبقى ثمانية أيام على انقضاء مهلة الـ21 يومًا الممنوحة للكنيست لتكليف أحد أعضائه بتشكيل حكومة، وسط تبادل متواصل للتهم بين الطرفين.
وأصدر حزب "الليكود" عقب الإجتماع الذي لم يدم أكثر من 45 دقيقة بيانا، جاء فيه أنه "على الرغم من التنازلات السخية التي قدمها الليكود، لا تزال (أزرق أبيض) ترفض تشكيل حكومة وحدة".
وحمّل "الليكود" في بيانه الرجل الثاني في "أزرق أبيض"، رئيس حزب "يش عتيد"، يائير لبيد، مسؤولية فشل المفاوضات، وذكر البيان أن "من أجل منع انتخابات غير ضرورية وتشكيل حكومة وحدة، اقترح رئيس الحكومة نتنياهو، تشريعًا خلاقًا لترسيخ مسألة التناوب، ما يمنع أي طرف من انتهاكه".
وتابع البيان بالقول إنه "على الرغم من هذه التنازلات السخية، يواصلون في (أزرق أبيض) رفض تشكيل حكومة وحدة وطنية، بسبب حق النقض الذي فرضه لبيد ضد تشكيل حكومة وحدة".
وذكر بيان حزب "أزرق أبيض" أنه "لم يقدم رئيس (الليكود) أي اقتراح جديد تتلاءم مع وضعه القانوني والاعتراف بالخسارة في الانتخابات، أو أي اقتراح جديد على الإطلاق"، وتابع "في الاجتماع، رفض نتنياهو أيضًا الالتزام بقواعد أساسية تقييد عمل الحكومة أو أنه سيمتنع عن السعي إلى الحصول على حصانة شخصية".
وأضاف البيان بالقول إنه "وباختصار، قرر نتنياهو إجراء انتخابات. ومع ذلك، حتى اللحظة الأخيرة، سنستمر في محاولة استغلال أي فرصة لإقامة حكومة وحدة وشراكة حقيقة – كلمات قد تبدو غريبة على نتنياهو".
وحاول نتنياهو في لقاءات متعددة أجراها خلال يوم أمس مع أعضاء في مركز حزب "الليكود"، التشديد على ما يعتبر أنه "فرصة تاريخية لن تتكرر"، والتي تتمثل "في ضم الأغوار، وحلف دفاعي مع الولايات المتحدة"، مؤكدًا أن هذه الأمور لن تتم إلا بتشكيل حكومة وحدة يكون هو على رأسها.
وتشهد إسرائيل فراغا سياسيا منذ نحو عام. واجريت انتخابات أولى للبرلمان (الكنيست) في نيسان 2019، وجولة ثانية في أيلول من ذات العام، إلا أنه لم تنبثق على ذلك أي حكومة، لفشل الكتل البرلمانية المنتخبة، من التوافق على حكومة تحظى بدعم البرلمان، على الرغم من الوساطات التي أجراها الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، ورئيس الكنيست يولي أدلشتاين لهذا الغرض، ما ينذر بإجراء انتخابات مرة ثالثة في غضون عام، من المرجّح أن تجري في آواخر آذار 2020.