أخبار عاجلة
مشروبات تزيد نسبة الحديد وتحميك من فقر الدم -
أعراض فقر الدم -

ترامب يفشل ثانية.. والسبب؟

ترامب يفشل ثانية.. والسبب؟
ترامب يفشل ثانية.. والسبب؟
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالاً لأستاذ الاقتصاد في جامعة سيتي في نيويورك، بول كروغمان، يقول فيه إن الأزمات الدولية عادة ما تقود، في البداية على الأقل، إلى زيادة الدعم لقيادة البلد، مشيرة الى أن "هذا ما يحصل الآن بوضوح، فقبل أسابيع قليلة واجه زعيم إيران غضبا شعبيا قويا لدرجة أن قبضته على السلطة بدت مهددة، والآن باغتيال قاسم سليماني تحول الوضع إلى موجة من الوطنية ساعدت في تقوية وضع المسؤولين".

ويشير كروغمان في مقاله الى أن "للأسف، فإن هذا التكاتف الوطني حول الراية لا يحصل في أميركا، حيث يتشكك الكثير (ولديهم سبب وجيه) من نوايا دونالد ترامب، لكنه يحدث في إيران".

ويوضح كروغمان قائلاً: "بعبارة أخرى، فإن محاولات ترامب الأخيرة في تخويف بلد آخر أتت بمردود عكسي، كما حصل في المحاولات السابقة كلها، فمنذ أول أيامه في الرئاسة تصرف ترامب وكان من الواضح أنه يعتقد بأن بإمكانه تخويف الحكومات الأجنبية، ما سيجعلها تنطوي وتسمح لنفسها بأن توجه إليها الإهانة، أي أنه تخيل أنه في مواجهة عالم مليء بنسخ من لندزي غراهام، وهم مستعدون للتخلي عن أي كرامة لهم في أول تحد يواجهونه".

ويستدرك الكاتب بأن "هذه الاستراتيجية تفشل باستمرار: فالأنظمة التي يهددها تقوى ولا تضعف، وينتهي الأمر بترامب ليقدم التنازلات المهينة، فلو تذكرنا مثلا عندما توعد ترامب (بالنار والغضب) ما لم توقف كوريا الشمالية برنامجها النووي، وادعى الانتصار بعد لقائه بالزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون خلال قمة 2018، لكن كيم لم يقدم أي تنازلات حقيقية، وقد أعلنت كوريا الشمالية مؤخرا بأنها قد تستأنف اختبار أسلحتها النووية وصواريخها طويلة المدى".
 
ويقول كروغمان: "لو أخذنا في عين الاعتبار الحرب الاقتصادية الطويلة مع الصين، التي كان المفترض أن تركع الصينيين، وكان من المفترض أنه قد تم التوصل إلى اتفاق، إلا أن التفاصيل تبقى قليلة، لكن ما هو واضح هو أنها أقل بكثير من الأهداف الأميركية، وأن المسؤولين الصينيين مبتهجون لأنهم نجحوا في مواجهة ترامب".  

ويتساءل الكاتب: "ما الذي يجعل استراتيجية ترامب الدولية، التي يمكن وصفها بأنها الكسب من خلال التخويف، تفشل دائما؟ ولماذا يستمر في استخدامها مهما كان الأمر؟".
 
ويجد كروغمان أن "أحد الأجوبة، بحسب ما أعتقد، هو أن ترامب، مثله مثل الكثير من الأمريكيين، يواجه صعوبة في إدراك أن الدول الأخرى حقيقية، أي أننا لسنا البلد الوحيد الذي يفضل مواطنوه أن يدفعوا ثمنا غاليا ماديا وحتى من الدماء على أن يقدموا ما يرون أنها تنازلات مهينة".

ويقول الكاتب: "لو سألت نفسك، كيف سيتصرف الأميركيون لو قامت دولة أجنبية باغتيال ديك تشيني؛ لأن على يديه دماء مئات آلاف العراقيين؟ ولا تقل بأن سليماني كان أسوأ بكثير، فذلك خارج الموضوع، فالموضوع هو أننا لا نقبل بحق دول أجنبية أن تقوم بقتل مسؤولينا، فلماذا نتخيل أن الدول الأخرى مختلفة؟".

ويؤكد كروغمان أن "لدينا الكثير من الأشخاص في السلك الدبلوماسي ممن لديهم معرفة عميقة بالأمم الأخرى وما يحركها، ويفهمون محدودية التخويف، لكن أي شخص بذلك الفهم تم استثناؤه من دائرة ترامب الداخلية".

ويقول الكاتب: "صحيح أن أميركا كانت لسنوات عديدة تحتل موقع قيادة، موقعا كان يبنى عليه أحيانا أداء دور في تغيير شكل الأنظمة السياسية في بلدان أخرى، لكن هنا يقع ترامب في الخطأ الثاني: فهو لم يظهر أي مؤشر بأنه يفهم لماذا كانت أميركا مميزة، وجزء من الجواب طبعا يتعلق بالقوة العسكرية والاقتصادية، فكانت أميركا هي أكبر من أي دولة أخرى، لكن ذلك لم يعد صحيحا، فمثلا بناء على بعض الاعتبارات الأساسية فإن اقتصاد الصين أكبر بكثير من الاقتصاد الأميركي".
 
ويستدرك كروغمان بأن "الأهم من ذلك هو حقيقة أن أميركا كانت أكثر من مجرد بلد كبير تستخدم وزنها، لكننا مثلنا دائما شيئا أكبر، وذلك لا يعني أننا كنا دائما قوة من أجل الخير، فقد ارتكبت أميركا الكثير من الأمور السيئة خلال فترة هيمنتها عالميا، لكن كنا مع حكم القانون على مستوى العالم، ومع نظام يفرض القوانين ذاتها على الجميع، بما فيه نحن، وربما كانت أميركا الشريك الأكبر في تحالفات مثل الناتو ومنظمات مثل منظمة التجارة العالمية، إلا أننا حاولنا أن نتصرف دائما على أننا لسنا أكثر من الدولة الأولى بين دول متساوية".
 
ويقول الكاتب: "لأننا كنا ملتزمين بفرض القوانين، كنا أيضا جديرين بالثقة نسبيا، فأي حلف فيه أميركا كان يعني أنه ذو قيمة؛ لأننا لم نكن بلدا يخدع حليفا؛ لأن ذلك ملائم سياسيا على المدى القصير".
 
ويستدرك كروغمان بأن "ترامب أدار ظهره لكل ما كان يجعل أميركا عظيمة، فتحت قيادته، أصبحنا لا نزيد على كوننا متنمرا كبيرا لا يهمه سوى نفسه، متنمرا يتوهم أنه كبير، لكنه ليس بالقوة التي يظنها، نتخلى عن الحلفاء بسرعة، مثل الأكراد، ونكرم مجرمي الحرب، ونفرض تعرفة عقابية على دول صديقة، مثل كندا، دون سبب معقول، وطبعا بعد أكثر من 15 ألف كذبة، لا شيء يقوله زعيمنا ولا مؤيدوه يمكن الوثوق فيه".
 
ويختم الكاتب مقاله بالقول: "يبدو أن مسؤولي ترامب فوجئوا بالتداعيات السلبية لاغتيال سليماني: لقد تم تمكين النظام الإيراني، وأصبح العراق معاديا، ولم يتقدم أحد ليدعمنا، لكن هذا ما يحدث عندما تخون أصدقاءك كلهم وتضيع مصداقيتك".

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى بريكس: “العائلة” الصّينيّة… و”الجسر” الرّوسيّ