كرّ وفرّ في إدلب.. ولا نية تركيّة لمواجهة روسيا

كرّ وفرّ في إدلب.. ولا نية تركيّة لمواجهة روسيا
كرّ وفرّ في إدلب.. ولا نية تركيّة لمواجهة روسيا

تتواصل المعارك بين النظام السوري والمعارضة بدعم تركيّ، في أرياف إدلب وتحديدا في بلدة النيرب قرب سراقب الاستراتيجية. وتعليقاً على آخر التطورات، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، إن بلاده ليس لديها النية لخوض مواجهة مع روسيا في سوريا، مشددا أن جُلّ ما تسعى إليه أنقرة هو التزام النظام السوري بوقف إطلاق النار.

المعارضة السورية تواصل معارك كر وفر بالنيرب بدعم تركي

وبحسب مصدر ميداني، لـ"عربي21"، فإن معارك كرّ وفر تحصل في النيرب، لا سيما أن المعارضة تسيطر على مواقع عدة، ما تلبث أن تنسحب منها لتعاود المحاولة مجددا. 

وأكد أن ضربات المدفعية التركية مستمرة، والتمهيد الناري على أشده ضد النظام السوري، الذي تراجع من مناطق عدة في النيرب. 

وركزت القوات التركية قصفها أمس الخميس، على محور معردبسة جنوب إدلب، ما أسفر عن تدمير ستة مدافع وراجمة صواريخ.

وقال المصدر إن المواقع التي سيطرت عليها المعارضة السورية بدعم تركي، تقع جنوب شرق إدلب.

وسبق أن أعلن الجيش التركي تدمير جملة من العتاد العسكري لقوات النظام السوري في ريف إدلب الجنوبي. 

وكانت وزارة الدفاع التركية، أعلنت مقتل أكثر من 50 عنصرا من قوات النظام السوري، الخميس، وتدمير آليات عسكرية لها.
 
ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان، دخول رتل عسكري للجيش التركي من معبر كفرلوسين شمال إدلب، مساء الخميس، يضم أكثر من 55 مصفحة وشاحنة ودبابتين وآلات حفر، حيث اتجه الرتل إلى النقاط التركية في محافظة إدلب.

وبذلك، يرتفع عدد الشاحنات والآليات العسكرية التي وصلت إلى منطقة "خفض التصعيد"، خلال الفترة الممتدة من الثاني من شهر شباط الجاري وحتى الآن، حيث وصل أكثر من 2590 شاحنة وآلية عسكرية تركية إلى الأراضي السورية، تحمل دبابات وناقلات جند ومدرعات و"كبائن حراسة" متنقلة مضادة للرصاص ورادارات عسكرية.
 
وبحسب المرصد، بلغ عدد الجنود الأتراك الذين انتشروا في إدلب وحلب خلال تلك الفترة، أكثر من 7400 جندي تركي.


أكار: لا نية لدينا لمواجهة روسيا بإدلب.. وهدفنا النظام السوري

على صعيد متصّل، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، إن بلاده ليس لديها النية لخوض مواجهة مع روسيا في سوريا، مشددا أن جُلّ ما تسعى إليه أنقرة هو التزام النظام السوري بوقف إطلاق النار.

جاء ذلك في مقابلة أجرتها معه قناة "سي إن إن" التركية، الخميس، تحدث فيها عن مستجدات الأوضاع في محافظة إدلب السورية.

وأكد أكار أن أنقرة بذلت وتواصل بذل كافة الجهود لمنع وقوع مواجهة بين القوات التركية مع روسيا في سوريا، مشدداً على أن "جُلّ ما نريده هناك (إدلب)، هو التزام النظام بوقف إطلاق النار".

وأوضح أن تركيا لم تغير موقفها حيال الشأن السوري، وأن أنقرة توفي بمسؤولياتها وتتطلع إلى التزام الأطراف الأخرى بمسؤولياتها في هذا الإطار.

وأشار أكار إلى أن حدود منطقة خفض التصعيد (في سوريا) واضحة، بموجب مذكرة التفاهم التي تم التوصل إليها في سوتشي، مشددا على ضرورة التقيد بهذه الحدود.

وأضاف أن الجانب التركي يدعو نظيره الروسي في الاجتماعات الثنائية إلى استخدام نفوذه على النظام لمنعه من انتهاك حدود منطقة خفض التصعيد، وإرغامه على الالتزام بمذكرة تفاهم سوتشي.

وبيّن أكار أن ملايين الناس في إدلب يواجهون ظروفا إنسانية صعبة، تحت وطأة البرد الشديد، وأنهم يحاولون التشبث بالحياة في ظروف الطقس القاسية.

ورأى أن المستشفيات تُستهدف في إدلب، مضيفا: "لذا فليس هناك تغيير في موقفنا، فمطالبنا واضحة للغاية". وشدد أكار على أن مباحثات بلاده مع الجانب (الروسي) حيال إدلب مستمرة وستستمر.

وأضاف أن النظام يصف قرابة 4 ملايين إنسان في إدلب بالإرهابيين، "ولا يمنحهم حق الحياة، ويقتل الناس برا وجوا بما فيها البراميل المتفجرة دون تفريق، وهذه مجزرة"، مبينًا أن ذلك إن دل فإنما يدل على إفلاس النظام.

وأوضح أن تركيا وقفت إلى جانب المظلومين عبر التاريخ وستواصل الوقوف، مضيفا: "وجودنا مستمر هناك (في إدلب) بهذا الإطار، ونطالب الالتزام بمذكرة تفاهم سوتشي".

وقال أكار إن تركيا تطالب النظام السوري بالانسحاب إلى ما وراء نقاط المراقبة التركية في المنطقة، مبينا أن لتركيا 12 نقطة مراقبة.

ولفت الى أن تركيا ستلجأ إلى القوة إن اضطرت، لتحقيق وقف إطلاق النار في المنطقة، بموجب المادة الخامسة من تفاهم أستانة حول سوريا.

وكشف أن المادة الخامسة تنص على أن "الأطراف ستتخذ تدابير إضافية للحد من التوتر في منطقة خفض التصعيد بإدلب".

وأكمل: "ونحن في هذا السياق سنحقق وقف إطلاق النار عبر إرسال وحداتنا العسكرية إلى هناك واستخدام القوة إن لزم الأمر، (ضد) كل من ينتهك وقف إطلاق النار كائنا من كان". 

وذكر أكار أن الهجمات على إدلب منذ أيار الماضي، أسفرت عن مقتل أكثر من 1500 شخصا، وإصابة نحو 5 آلاف آخرين، وتهجير أكثر من مليون من مناطقهم.

وأضاف أن تركيا استقبلت نحو 4 ملايين لاجئ سوري، وأن زيادة التصعيد في إدلب سيؤدي إلى حدوث موجة هجرة جديدة لا يمكن لتركيا مواجهتها.

ولفت أن موجة الهجرة الجديدة ستؤثر أيضا على أوروبا والولايات المتحدة، مؤكدا أن جهود تركيا بهذا الصدد لا تأتي فقط من مصالحها المشروعة وحسب، وإنما تأتي في صالح السوريين والمنطقة وأوروبا والولايات المتحدة.

وبخصوص احتمالية القيام بعملية عسكرية جديدة بإدلب في حال عدم انسحاب القوات السورية إلى خلف نقاط المراقبة، قال أكار: "لقد أعطى الرئيس (رجب طيب) أردوغان، التعليمات بهذا الخصوص، وبدورنا قمنا بوضع الخطط A و B و C حول إدلب، وسنبدأ بتطبيق الخطط في المكان والزمان المناسبين".

وتابع: "نعلم أن روسيا تدعم النظام السوري، وليس لدينا أيّ نوايا للدخول في مواجهة مع موسكو، فهدفنا هو النظام المخالف لوقف اطلاق النار".

وأشار إلى وجود حوار بنّاء بين القوات التركية والروسية في المنطقة وتبادل للأفكار والمعلومات في كل وقت.

واعتبر أن جهود صياغة الدستور متواصلة، وتوقعات تركيا هو إجراء انتخابات بعد إنتهاء عملية صياغة الدستور، ليتم تمثيل الجميع في إطار حكومة سورية شرعية، وتأسيس دولة تنعم بالاستقرار وتحترم قيم الديمقراطية.  

ورداً على سؤال حول تصريحات روسية بأن "تركيا لم تف بمسؤولياتها في إدلب"، لفت أكار إلى أن بلاده بذلت جهوداً مكثفة في المنطقة بين 15- 20 كيلومتر التي سيتم نزع السلاح منها وفقاً للاتفاقية.

وأضاف أن النظام السوري انتهك هدنة وقف إطلاق النار مرات متكررة، الأمر الذي أجهض الجهود المبذولة في المنطقة، مبينًا أنه لم تتم الاستجابة لطلب تركيا استخدام المجال الجوي في المنطقة بشكل كامل.

وأشار إلى أن هناك مشاكل حدثت بسبب عدم استخدام بلاده المجال الجوي في المنطقة، مبيناً أن المباحثات مستمرة من أجل استخدام تركيا للمجال الجوي هناك.

ورداً على سؤال حول "ماذا سيحدث لو وقعت مواجهة بين تركيا وروسيا؟"،أجاب أكار "ليست لدينا نية أو رغبة لحدوث مواجهة مع روسيا، ولا يوجد شيء من هذا القبيل، بذلنا ولا زلنا نبذل كل ما بوسعنا للحيلولة دون حدوث ذلك".

ولفت إلى أنهم اتخذوا كافة التدابير من أجل أمن وسلامة الجنود الأتراك في المنطقة.

وبخصوص موعد انسحاب الجيش التركي من إدلب، أشار أكار أن ذلك سيكون بعد أن يتم تنظيم انتخابات ديمقراطية بمشاركة الجميع في سوريا، وتشكيل حكومة شرعية.

وحول سؤال عن إمكانية تقديم دعم أميركي محتمل، نفى الوزير أن يكون هناك دعم بالجنود على الأرض في إدلب، لافتاً إلى "إمكانية أن تقدم واشنطن دعما عبر بطاريات باتريوت، لأن هناك تهديدات صاروخية موجهة نحو تركيا، كما أن أمين عام الناتو لديه تصريحات بهذا الصدد".

ولوح أكار إلى أن الناتو قد يكون له خطط وتحركات خلال الأيام المقبلة، مشيرًا إلى إمكانية أن تقدم دول أوروبية أخرى بطاريات باتريوت.

وأكد أن تركيا واحدة من أقدم الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، وتؤدي مهامها ومسؤولياتها دون أي نقصان، موضحاً بالقول: "نحن في الناتو، ونواصل وجودنا فيه".

وحول منظومة الدفاع الجوي "أس 400" التي اشترتها تركيا من روسيا، قال أكار إن "عملية تركيبها، وتدريب الكوادر التركية متواصلة، وأنشطتنا تسير وفقاً للخطط المرسومة" مبيناً أن عمليات نصب المنظومة والتدريبات ستكتمل في الربيع المقبل.


بلومبرغ: تركيا تطلب من أميركا نشر "باتريوت" لردع روسيا بإدلب

وكانت وكالة "بلومبرغ" الأميركية، قد كشفت الخميس، عن طلب تركيا من الولايات المتحدة نشر بطاريتي "باتريوت"، للدفاع الجوي، على حدودها مع سوريا، جنوب البلاد، وسط تصاعد التوتر في إدلب.

ونقلت الوكالة عن مسؤول تركي رفيع، لم تسمه، أن أنقرة طلبت من واشنطن نشر البطاريتين لتمكينها من ضرب قوات النظام السوري جوا، وضمان تحييد تدخل الطيران الروسي.

وأوضح المصدر أن الرد الأميركي لم يأت بعد، وأن الطلب تم تقديمه عبر مبعوث البيت الأبيض إلى سوريا، جيمس جيفري، أثناء زيارة أجراها إلى أنقرة قبل أيام.

وأشار المسؤول التركي إلى أن أنقرة يمكنها استخدام مقاتلات أف16 لوقف زحف النظام نحو إدلب، لكن ذلك مرهون بوجود دفاعات لتأمين العمليات.

وقال إن بطاريتين من طراز "باتريوت"، يتم نشرهما على الحدود بولاية هطاي، جنوب البلاد، كفيل بتحقيق ذلك. وتابع أن بلاده ترى أن ذلك الطلب، المقدم في وقت حرج لحليف بالناتو، لا يحتمل إجراء مساومة أو تقديم تنازلات لقاءه.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى القطب الشمالي: نزاع جديد تتفوق فيه موسكو على واشنطن