عُقد قبل ظهر اليوم في المركز الكاثوليكي للاعلام مؤتمر صحافي، بدعوة من اللجنة الاسقفية لوسائل الإعلام، أعلن خلاله عن زيارة ذخائر القديسة مارينا للبنان، بحيث ستنقل من مدينة البندقية في إيطاليا إلى لبنان من 17 تموز 2018 الى 23 منه.
وشارك في المؤتمر مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الخوري عبده أبو كسم، رئيس الديوان في نيابة صربا البطريركية المارونية الخوري عبده أبو خليل، الممثلة تقلا شمعون فرج الله، المخرج طوني فرج الله، ورئيس رابطة الأخويات المحامي جوزف عازار، وعدد من الفنانين، والإعلاميين والمهتمين.
أبو كسم
أعلن الخوري أبو كسم باسم رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران بولس مطر ورئيس هذا المركز وباسم النائب البطريركي على أبرشية الجبة المطران جوزف نفاع، رسميا عن “زيارة جثمان القديسة مارينا للبنان بين 17 تموز الحالي و23 منه (ذكرى عيد القديسة اللبنانية)، وهي أولى القديسات التي عاشت في لبنان ومن فضائلها أنها حملت خطيئة غيرها تشبها بيسوع الذي حمل عنا خطايانا”.
وأضاف: “أعلن رسميًا باسم الكنيسة هذا الحدث، وكل الترتيبات لإستقبال جثمان القديسة في مطار بيروت الدولي، في 17 تموز الحالي”. وشكر البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على طلبه من السلطات المعنية لنقل جثمان القديسة إلى لبنان، وخص ايضًا بالشكر الأستاذ فيليب زيادة الذي قدم طائرة مجهزة لهذه الغاية، وشكر ايضًا المونسنيور طوني جبران الذي يرافق الطائرة إلى لبنان.
أبو خليل
بدوره، قال الخوري أبو خليل: “زيارة القديسة مارينا للبنان، هي زيارة مباركة وفرحة ودعوة لولادة روحية لنا جميعا كأفراد وككنيسة، وخصوصا أن مارينا هي ما قبل الإنقسامات، والكنيسة تخص كل اللبنانيين وكل الطوائف.
أولا، أريد أن أتحدث عن الحج، وهذا الذي أراده غبطة البطريرك الراعي، الذخائر الجثمان تنقل من المطار إلى وادي قنوبين، كي تحج الناس وتصعد إلى الوادي المقدس الذي له تاريخ في كنيسة لبنان وللبنان. والحج قصة تعود إلى الكتاب المقدًس مع أبونا ابراهيم والنبي إيليا، فكرة الحج هو فكرة جوهرية، حتى الرب يسوع الكلمة المتجسد في عائلة الناصرة كان يحج من الناصرة إلى أورشليم. وهدف الحج اللقاء مع الرب، هو رياضة روحية، يلزمه صمت صلاة وقراءات روحية وإصغاء، وخصوصا في وادي قنوبين مركز التجلي والصلاة.
والنقطة الثانية تكريم الذخائر والقديسين كما قال غبطة البطريرك عن الوثيقة اللاهوتية “الحقيقة المحررة والجامعة”، الوسيط الوحيد هو يسوع المسيح الكلمة المتجسدة، وكل شيء يدور حوله. وتقول الوثيقة “نحن نشترك مع يسوع المسيح مثلما نشترك مع كهنوتنا، الرب هو أعطانا الخلائق لنتعاون معه ونتشارك. وإكرام القديسين هو تعبير عن الإيمان بالإنتصار على الموت، وبتكريم الذخائر نكرم قيامة يسوع من بين الأموات ونمجد الرب”.
شمعون
ثم تحدثت شمعون، فقالت: “أريد التحدث عن البعد الوطني، أعتقد نحن نستعيد إرثا وطنيا، هذا الإرث الذي سرق منا علينا المطالبه به، لأن الزمن يمحي الذاكرة والتاريخ وعلينا مسؤولية إنعاشهما. لا نريد قديسينا مع مرور الزمن ان يصبحوا أساطير، القديسة مارينا هي ليست اسطورة هي موجودة وهذا جثمانها، وهي تعترف بأنها قديسة وراهبة لبنانية”.
وأضافت: “دائما الأعمال تطرح البطل، وكثير من الأعمال تركز على المثال الأرضي الذي يوعي فينا أمورا كثيرة (مادية)، ولكن هناك أبطال ممكن أن يكونوا مثالا لنا ويغذوا فينا البعد الروحي”.
وتابعت: “فيلم مورين يغذي البذرة الروحية فينا ويطرح اسئلة ولنتعلم كيف نتحمل المصاعب والمحاربة والمجابهة. هو فيلم لكل إنسان ولكل الطوائف”.
وقالت: “تؤلمني الصورة التي تظهر لبنان للخارج (المتعة، الفرح، الجمال السهر)، ولكن هذه صورة أخرى عن شعب متجذر في أرضه وإيمانه وحضارته ولديه مبادئ وتقاليد. ونريد أن نظهر هذه الصورة للعائلة اللبنانية، للفتاة اللبنانية، وللمجتمع اللبناني في الخارج”.
ودعت “كل اللبنانيين أن يستقبلوا هذه القديسة التي تعود بعد 800 عام إلى لبنان، وكفنانيين يجب أن يكون لدينا جرأة التعبير عن إيماننا وانفتاحنا على كل الطوائف”.
فرج الله
بدوره، شكر المخرج فرج الله المركز الكاثوليكي للإعلام والكنيسة على “الاعتراف الرسمي الكنسي بهذا الحدث، والذي أصبح حدثا كنسيا بامتياز”.
وقال: “الكنيسة أصغت الينا في سينودس 2016 عندما قصدناها تقلا وأنا، وقلنا نحن نعد فيلما عن القديسة مارينا وطلبنا المساعدة منها لإحضار هذه القديسة إلى لبنان، للتعرف الى أهلها ولكي يعرفها أهلها، وقد أخذت هذه الدراسة سنتين”.
وأضاف: “مارينا قديسة كبيرة، اختفت بالتاريخ، 800 سنة خارج لبنان، علينا ألا نخاف من كلمة تظاهرة شعبية، فيسوع المسيح في الشعانيين مشى في وسط تظاهرة شعبية، ومارينا لا تقل عن القديس يوحنا بولس الثاني.”
وتابع: “البطاركة وأولهم الدويهي كانت وصيته أن يدفن في مغارة مارينا، 17 بطريركا دفنوا في مغارة مارينا، وللمفارقة اليوم يأتي رفاتها إلى المغارة نفسها ويسحب رفات البطاركة”.
وقال “نحن لا نتكلم على شيء بسيط عادي لذخائر قديسة يحلم البطاركة أن يكونوا إلى جانبها، مكانتها عظيمة، وكتب التاريخ تقول كان يجب التقديس بمغارتها كل يوم والرحالة تتكلم على هذا الموضوع. والشعب اللبناني عموما والشعب المسيحي خصوصا لا يعرف القديسة مارينا. وعندما أردنا تعريف العالم الى هذه القديسة العظيمة كان لزاما علينا إعداد فيلم عظيم وضخم والفيلم لخدمة الجثمان، ولنعرف العالم الى قصتها، حياتها وللصلاة لها، من هنا هذه التظاهرة هي تظاهرة صلاة و”شعنينة مارينا”.
عازار
بدوره، قال المحامي عازار: “نحن كرابطة أخويات في لبنان، اشتركنا في هذا العمل الذي هو حدث وهو إنجاز تاريخي للبنان أنه بعد 800 عام يعود رفات القديسة مارينا إلى لبنان. نريد أن نكون في استقبالها، وهي لبنانية ولكل اللبنانيين والمسيحيين. هي أول قديسة علمانية، قديسة العلمانيين.
والبرنامج: الثلاثاء 17 تموز الحالي، الساعة 12,30 يصل الجثمان وتكون اللجنة المنظمة في استقباله، وهو مكشوف باستطاعة الجميع التبرك منه.
الساعة 1,30 ننطلق لنصل إلى الديمان (طريق سامي الصلح، بدارو، العدلية). نسلك الطرق الداخلية، وفي إمكان البلديات والجمعيات التي تريد وضع لافتات للإرتقاء بهذا الحدث إلى شيء أسمى، ومن الدورة وصولا إلى شكا ومن هناك إلى الديمان. والساعة الخامسة يحتفل بالذبيحة الإلهية غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي في الديمان. وستبقى كل فترة بعد الظهر لثاني نهار الأربعاء وسيقام القداس صباحا وظهرا ومساء.
الخميس 19 تموز في كنيسة الصرح في الديمان.
وفجر الجمعة 20 منه سيكون الجثمان في قلب المدفن في كنيستها جمعة سبت وأحد من 20 تموز الى 22 منه وتقام قداديس”.
وختم بدعوة كل العلمانيين الى المشاركة مع عائلاتهم للنزول إلى الوادي المقدس، ويعود الجثمان إلى الديمان مساء الأحد 22 تموز إلى كنيسة الصرح، ويغادر الاثنين 23 منه مطار بيروت إلى إيطاليا.