كتيت ايفا ابي حيدر في "الجمهورية": فرصة تلو الاخرى يهدرها لبنان لإعادة انتظام حياته المالية والاقتصادية والسياسية. فبعد اعتذار الرئيس المكلف مصطفى اديب، أُعيد خلط الاوراق، ولبنان مجدداً امام فرصة لتأليف حكومة خلال 4 الى 6 اسابيع حددها الرئيس الفرنسي. فهل فرص الانقاذ لا زالت سانحة؟ وهل كان من المتوقع لمبادرة ماكرون ان تنقذ الاقتصاد كما يروّج له ام اننا مع او من دون مبادرة سائرون بخطى ثابتة نحو الهاوية؟
إنطلاقاً من ذلك، إستبعد فاعور ان تؤدي مبادرة ماكرون الى انقاذ فعلي للاقتصاد، مشدداً على انها كانت ستشتري مزيداً من الوقت على غرار ما كان يحصل إثر باريس 1 وباريس 2 وباريس 3 التي أعطت للبنان الوقت لا أكثر ولا أقل.
وعمّا اذا كان لبنان أضاع فرصة الانقاذ بتعثّر تشكيل الحكومة، قال: الأصح انّ لبنان أضاع فرصة شراء الوقت مجدداً، واعطاء مهلة 4 الى 6 اسابيع لتشكيل حكومة هو ببساطة ترف في الوقت لا يملكه المواطن اللبناني، وقد لاحظنا كيف ارتفع سعر صرف الدولار في السوق السوداء إبّان اعتذار الرئيس المكلف مصطفى اديب من 7500 الى 8200 ليرة او حتى اكثر. وبالتالي، إذا كان هذا هو المسار الذي سيتبعه سعر الدولار اعتباراً من الآن، فسنصل الى اسعار صرف خيالية في وقت قريب. أضاف: انّ ارتفاع سعر الصرف متوقع نهاية العام بعد رفع المصرف المركزي الدعم عن المحروقات والدواء والقمح، لأنّ التجار سيضطرّون الى تأمين الدولارات من السوق السوداء، امّا بدء ارتفاعه من الآن فسيُسرّع في الانهيار.
ورداً على سؤال، قال فاعور: لا يمكن التكهّن بالسعر الذي يمكن ان يصله الدولار في السوق السوداء، لأنها صغيرة. وبالتالي، انّ أصغر عملية بيع وشراء للدولار تحرّك السوق بشكل واسع، ولا يمكن تقدير ما اذا كان السعر سيرتفع قليلاً قبل ان يعاود الانخفاض ام سيسير في منحى تصاعدي، إنما الأكيد انّ المواطن اللبناني وحده من يدفع ثمن إهدار الوقت عن طريق فقدان القيمة الشرائية لِما تبقّى من مدخوله بنتيجة انهيار سعر الصرف.
وشدّد فاعور على انّ ما حصل هو ضياع فرصة شراء الوقت وليس فرصة الانقاذ الاقتصادي، وبالتالي انّ الخسارة ليست كبيرة اذا ما أخذنا بعين الاعتبار انّ التعطيل والشلل كانا سيحصلان حتى لو تشكّلت الحكومة، على غرار ما حصل في حكومة حسان دياب.
لقراءة المقال كاملاً اضغط هنا.