آخر 'ندبة' لحسان دياب.. ما خلّونا نشتغل!

آخر 'ندبة' لحسان دياب.. ما خلّونا نشتغل!
آخر 'ندبة' لحسان دياب.. ما خلّونا نشتغل!

ودّع حسّان دياب، كرئيس لحكومة الصدف والنكبات والمصائب والكوارث، اللبنانيين بآخر "ندبة" من "ندباته" الممجوجة، مستخدمًا العبارات نفسها التي لم يحسن إستخدام غيرها طوال الفترة التي قضاها في السراي الحكومي، والتي تشير إلى أن "الاشباح" لم تترك حكومته تعمل، مع أنه إدّعى في إحدى تجلياته النرجسية بأنه أنجز ما نسبته ٩٧ في المئة من إنجازات كان يريد أن تكون مئة في المئة كحدّ أدنى.

حتى آخر اللحظات كان "مسيو" دياب يحاول بكل ما أعطي من قوة دعم ان يبقى حيث هو، وحارب واستشرس بأسنانه وأظافره حتى يقنع الوزراء، الذين لم يعد في إستطاعتهم تحميل ضميرهم أكثر مما يحتمل، وأبدوا رغبة في تقديم إستقالتهم تعبيرًا عن سخطهم مما حصل في الاسبوع الأخير من عمر الحكومة، التي لم يمرّ يوم عليها من دون إرتكاب "فولات" لا تُغتفر، وهي التي أدخلت إلى الحياة السياسية مصطلحات لم يسبقها إليها أحد من قبلها، وهي مستوحاة من منظومة من كان يقف خلفها ويسدنها خوفًا من سقوطها، إلى أن قرر التخلي عنها بعدما كادت تحرقه وتحرق المراحل، التي لم يكن في الإمكان تجاوزها من دون إرتكاب ما لم يكن في الحسبان من أخطاء في الإستراتيجية، التي كادت تودي بالبلاد إلى الأمكنة الغلط، الغريبة عن المفاهيم العامة والبعيدة عن طبيعة وتكوين لبنان الجغرافي، كموقع وكدور في هذه المنطقة المهددة دائمًا بالإنفجار الحتمي، كنتيجة لطبيعة الصراع القائم بينه وبين العدو الإسرائيلي.

أما وقد إستقال "مسيو" حسان، مستبقًا وزراءه، ومستبقًا جلسة المساءلة النيابية، فإنه من المنتظر أن تأتي الخطوات اللاحقة، نيابيًا وحكوميًا، على مستوى المرحلة الصعبة والدقيقة والخطيرة التي يمرّ بها لبنان، نتيجة الكارثة التي حلّت بعاصمته، والتي أضيفت تداعياتها السلبية على أزماته الوجودية، من مالية وإقتصادية.

وللوصول إلى هذه المرحلة المتقدمة على صعيد التغيير المرتجى والمنتظر، قبل أن يأفل نجم عهد الرئيس عون المثقل بالأحزان والتعاسات، لا بدّ من إتخاذ بعض الخطوات الإنقاذية، وذلك بالتوافق على حكومة وحدة وطنيية، كما طالب بها الرئيس الفرنسي، وتضم جميع الاقطاب الممثلة للمجتمع اللبناني، بكل أطيافه وتلاوينه السياسية والمجتمعية، وأن يكون للمجتمع المدني حصة وازنة فيها، بعدما أفرزت الأحداث وجوهًا جديدة فرضت نفسها كواقع جديد لا يمكن تجاوزه بعد تجربة ١٧ اكتوبر، فتنكب على التحضير لإنتخابات نيابية مبكرة لإنتاج سلطة جديدة تكون معبّرة عن طموحات الشباب الثائر وأحلامه، على أن تعمل بالتوازي، بالتعاون مع المجتمع الدولي، على لملمة الجراح وإعادة إعمار ما تهدّم والتعويض على المتضررين، ماديًا ومعنويًا، وكذلك العمل على تحصين شروط التفاوض مع صندوق النقد الدولي وتحريك مشاريع "سيدر"، والإنطلاق في ورشة إعادة هيكلة النظام القائم، الذي أثبت بالتجارب أنه لم يعد صالحًا، الأمر الذي يتطلب "طائفًا" جديدًا، برعاية أممية، وذلك من أجل تحديد الأولويات في عملية إصلاح شاملة وواسعة تطاول جميع مناحي الحياة السياسية والمجتمعية المفترض أن تعيد إنتاج منظومة سياسية مختلفة، نهجًا وطريقة عيش، تكون سياسة النأي بالنفس إحدى دعائمها الأساسية.


اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى "الوادي الأخضر": من ذروة المجد إلى شفا الانهيار؟