ماكرون... لن يتراجع

ماكرون... لن يتراجع
ماكرون... لن يتراجع

كتبت مرلين وهبة في "الجمهورية": تُحدث الحركة السياسية الفرنسية المتسارعة حالاً من الارباك الشديد في الوسط السياسي اللبناني، فهذه الحركة المكوكية المفاجئة المهدِّدة حيناً والمهدِّئة أحياناً آخر لم يعهدها الافرقاء اللبنانيون في سياستهم التقليدية الذين تسبب لهم ولادة الحكومة أرقاً ليلياً فينامون على ولادة ويصحون على إخفاق.

 

على عكس الحركة السياسية الداخلية التقليدية المناوِرة والمتباطئة التي واظبَ الأفرقاء السياسيون على اعتمادها في مقاربة الاستحقاقات التشريعية والحكومية او الرئاسية وحتى استحقاقات التشكيلات والتعيينات، يبدو انّ الديبلوماسية الفرنسية، إن لم نَقل دوائر الرئاسة الفرنسية، ترفض بشدة هذا الاسلوب لا بل تعارضه الى حدود مواجهته.

 

 وبحسب مصادر ديبلوماسية مواكبة لفريق الرئيس ايمانويل ماكرون الذي رافقه الى لبنان، أنّه في الشكل تكفي مدة الاسبوعين التي حددها للدلالة الى أهمية الوقت في السياسات الفرنسية. وتضيف: «الوقت بالنسبة الى الاوروبيين هو «مِن ذهَب»، وللأسف إنّ المسؤولين في لبنان لا يعيرون أهمية للوقت الذي لا يمكن تعويضه، خصوصاً عند انعدام تحقيق الانجازات أو أي تطور أو تقدم على الصعيد السياسي او حتى الاجتماعي يرفع مستوى النمو والتطور في البلاد».

 

ومن هنا يمكن قراءة حركة ماكرون السياسية المتسارعة إزاء لبنان والتي تصفها المصادر الديبلوماسية بـ«الصلبة والمعاندة»، وتقول: «يخطئ من يظن انّ الرئيس الفرنسي سيتراجع بسهولة او سيقبل بالانكسار، كذلك يجب ان لا يطمئن المسؤولون في لبنان وينامون في سلام، فماكرون لن يقبل أيّ معارضة للحكومة التي عمل وما زال يعمل على ولادتها والمؤلفة من 14 وزيراً، وهو لن يتزحزح قيد أنملة عن هذه التشكيلة الى ان يوقّع رئيس الجمهورية مراسيم تأليفها»...

 

وعن الليونة الفرنسية او العاطفة التي أبداها ماكرون اثناء زيارتيه للبنان والاحاطة الواضحة بـحزب الله والنأي الفرنسي عن الخلافات الداخلية اللبنانية، قالت المصادر: "لا يَنغرّن أحد بالبسمات الجذابة التي وزّعها الرئيس ماكرون، لأنه سيتفاجأ بصلابة مواقفه وإصراره على عدم الفشل في المهمات الصعبة". وذكّرت بالمبادرة الفرنسية أو "المهمة الشاقة" التي أخذها ماكرون على عاتقه عندما زار السعودية مُسارعاً لحل أزمة الرئيس سعد الحريري، والتي تكللت بالنجاح.

 

 كذلك لفتت المصادر الى أنّ الولايات المتحدة الاميركية تدرك أهمية الدور الذي يمكن فرنسا ان تؤديه في لبنان، والتي في استطاعتها ترجمته عملياً في الشرق الاوسط لِما لها من "مَونة" فرنكوفونية وعلاقات تاريخية في بلاد الشرق عموماً وفي لبنان خصوصاً. وقالت: "من لبنان يبدأ الرئيس ماكرون مهمة لن يستكين قبل ان يجد لها مخرجاً، ومخطئ من يجزم بالعكس لأنه لن يتراجع".

 

وتشير أوساط مطّلعة على المسار الفرنسي انّ الديبلوماسية الفرنسية واثقة من نجاح ماكرون على قاعدة انّ الالتزام الذي يقطعه الرؤساء عادة لا يمكن تشبيهه بالتزامات المسؤولين السياسيين الذين ينتمون الى الصف الثاني، فكيف اذا كان الالتزام او التعهّد صادراً عن رئيس فرنسا.

لقراءة المقال كاملا اضغط هنا

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى "الوادي الأخضر": من ذروة المجد إلى شفا الانهيار؟