أخبار عاجلة

لآخذي البلد إلى نار جهنم... لا تراهنوا على المتغيرات!

لآخذي البلد إلى نار جهنم... لا تراهنوا على المتغيرات!
لآخذي البلد إلى نار جهنم... لا تراهنوا على المتغيرات!

لم "يبلع" اللبنانيون كثيرًا موضوع تمسّك الثنائي الشيعي بوزارة المالية بسبب التوقيع الثالث، مع العلم أن هذه الإشكالية لم تكن واردة في أكثر من حكومة، حيث تولى هذه الحقيبة أكثر من وزير سنّي أو مسيحي، ولم يكن غياب التوقيع الثالث يشكل مشكلة لا لحركة "امل" ولا لـ"حزب الله"، حتى أن الرئيس نبيه بري ضحّى بمقعد من حصة الطائفة الشيعية لمصلحة توزير فيصل كرامي، وذلك من أجل تسهيل تأليف حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، وقال يومها جملته الشهيرة "في النهاية أنا خسرت وزيراً وربحت لبنان لا أكثر ولا أقل". وهذا الأمر سُجل له في خانة التعالي عن المصالح الشخصية من أجل الصالح العام، مع العلم أن البلاد لم تكن في وقتها متجهة نحو جهنم، كما هي الحال اليوم، وهذا ما إعترف به رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عندما تحدّث عن عقدة تأليف الحكومة.

الرئيس بري أقدم حين لم تكن البلاد متجهة وبسرعة إلى نار جهنم، فكم بالأحرى اليوم والوضع يبدو أنه على قاب قوسين أو أدنى من الإنزلاق نحو جهنم، حيث لا تعود تنفع لا وساطة شقيق أو شفاعة صديق لإخراج البلاد من الهوة السحيقة التي قادها إليها أبناء هذا البلد التعيس بأنفسهم ومن دون أن يحتاجوا إلى من يعرقل من الخارج، مع العلم أن معرقلي الخارج كثيرون ومعروفون.

فعندما يكون لبنان في قاع جهنم فهل تعود المطالبة بهذه الوزارة لهذه الطائفة أو تلك تجدي نفعًا. وهل يُعقل أنه بسبب حقيبة تُسمّى وزارة المال ولا مال فيها سنذهب جميعًا إلى جهنم، حيث بئس المصير؟

بالتأكيد، وفق العارفين، أن هناك أسبابًا للعرقلة غير تلك المعلنة، إذ لا يمكن لعاقل أن "يهضم" كثيرًا أن وراء الأزمة الحكومية سببًا كالسبب الذي يتلطى وراءه الثنائي الشيعي، لأنه سبب غير مقنع في المطلق، إلا إذا كانت هناك أسباب أخرى غير تلك المعلنة، وأن هذه أهم بكثير من تلك، خصوصًا أن بعض المعطيات تفيد بأن "حزب الله" يرى أن من مصلحته الإقليمية ألا تٌشكّل الحكومة قبل الإنتخابات الاميركية، وما يمكن أن تحمله من متغيرات قد تصب في مصلحة الإيرانيين ومشروعهم في المنطقة، في حال تمّ إنتخاب جو بايدن وسقوط دونالد ترامب، الأمر الذي يعطي إنطباعًا بالعودة إلى المفاوضات المباشرة بين واشنطن وطهران. إلا أن الأمر لا يمنع لبنان من السقوط في التجربة والذهاب إلى جهنم بيديه قبل رجليه.

من هنا يمكن فهم موقف البطريرك الماروني، الذي لم يقصد الطائفة الشيعية كطائفة بحد ذاتها، بل قصد الثنائي الشيعي، وبالتحديد "حزب الله"، الذي تقول أوساطه أن العلاقة مع بكركي مجمّدة، مع العلم أن هذه العلاقة بين بكركي وحارة حريك تقتصر فقط، ومنذ سنوات، على المعايدات في المناسبات الدينية الكبرى، بحيص تقتصر المحادثات على اللياقات الإجتماعية ليس إلاّ.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى منخفض جويّ متمركز فوق اليونان... هذا موعد وصوله إلى لبنان