'طبعاً إلى جهنم'؟

'طبعاً إلى جهنم'؟
'طبعاً إلى جهنم'؟
"لا الإستقواء على بعضنا سينفع، ولا الإستقواء بالخارج سيجدي. وحده تفاهمنا المبني على الدستور والتوازن هو ما سيأخذنا الى الإستقرار والنهوض"، بهذه الكلمات خلص رئيس الجمهورية ميشال عون إلى نتيجة مفادها أن الأزمة طويلة.  

 

وعندما سئل في ختام مؤتمره الصحافي إلى أين ستذهب البلاد في حال لم تشكل حكومة جديدة أجاب عون بوضوح: "طبعاً على جهنم". 

 

وإذا كان هذا الجواب مضحكاً للبعض ومادة لتندر البعض الآخر، فإنه ينذر بعواقب وخيمة ندعو الله أن يجنبنا إياها. 

 

هي المراوحة إذن. وكل ما يتداول به من أسباب التأجيل ومسببات الفشل المحتمل أشبه بتقطيع للوقت، وفي أحسن الاحوال، حفل زجل لبناني من جملة الحفلات التي اعتداها اللبنانيون وملّوا منها. 


 

يعلم القاصي والداني أن ما نختبره اليوم هو شدّ حبال داخلي بانتظار ما ستسفر عنه وقائع الإقليم. الفرنسيون في هذه الدوامة. مبادرتهم لم تبق على حالها من التماسك منذ أطلقها الرئيس ماكرون. تنازلات تلو أخرى قام بها الفرنسيون حفظاً لماء وجههم أولاً، ثم درءاً لضياع المبادرة كلياً إن لم يراعوا سياسة واشنطن التي تنحو نحو الدفع بمزيد من الضغوطات على لبنان.  

 

إستناداً إلى هذا الواقع يبدو أن الفرنسيين دخلوا رغماً عنهم في الوحول اللبنانية. وبات ماكرون أشبه بسمسار عقارات يفاوض بين البائع والمشتري لتتمّ  "البيعة" بأقل الخسائر الممكنة. 

 

 

لكن المعضلة تبقى في النهاية عند واشنطن التي ترفع سيف العقوبات فوق رقاب الجميع. حلفاء "حزب الله" يعلمون ذلك، وهو ما تطلب منهم نوعاً من إعلان التمايز عبر تصريحات متفرقة.  

 

أما خصوم "حزب الله" فيرون في تشدد واشنطن فرصة لإعادة تثبيت وضع سياسي سابق على نتائج الإنتخابات الأخيرة، الأمر الذي ينذر بانفجار التوتر في الشارع، سواء تم تشكيل حكومة أمر واقع من دون الثنائي الشيعي أو حتى بوجوده.  

 

وكذلك الفرنسيين الذين يظهر أن لا حول لهم ولا قوة إزاء سياسة الضغط التي تمارسها واشنطن وتسعى لأن تبلغ ذروتها قبيل الإنتخابات الرئاسية.  

 

هي مرحلة إنتظار يبدو أن ثنائي "حزب الله" وحركة "أمل" دخلا فيها، تماشياً مع سياسة الإنتظار التي تحكم العالم كله اليوم وأولهم إيران، علماً أن باريس وأوروبا غير بعيدين عن هذا الجو.  

 

أيام لا نعرف كيف ستتجه، لكن المؤشرات توحي بأن ثمة تصعيدا بانتظارنا. اما لأزمة الدولة المدنية والزجل اللبناني حول إلغاء الطائفية فإنه من "عدة شغل" تقطيع الوقت وإلهاء الناس. 

 

فالكل يعرف أن بلدنا طائفي. شعبه كذلك قبل طبقته الحاكمة. وأن مصائبنا هي في هذا النظام العقيم الذي لا سبيل للخروج منه، خاصة على يد من يطلون أعمدته بطلاء جديد كلما ثبت لهم أنه نظام مهترىء يجب اقتلاعه من جذوره.  

 

خوف يحكمهم من خسارة مكاسب ما كانوا ليحلموا بها لو أن لبنان بلد غير طائفي. يفلح فيه من يعمل لا من يزكيه زعيم، ويدافع فيه عن المظلوم بالقانون لا بقوة الطائفة والمنطقة. 

 

بينما نلمس عقم النظام الطوائفي الذي نتخبط به والأزمات المتلاحقة التي يتسبب بها، وبينما نستشعر ضرورة وضع رؤية حديثة لشكل جديد في الحكم يقوم على مدنية الدولة، ثمة إقتراح وهي القيام بأول خطوة في هذا الإتجاه عبر إلغاء التوزيع الطائفي للوزارات التي سميت بالسيادية وعدم تخصيصها لطوائف محددة. 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى "الوادي الأخضر": من ذروة المجد إلى شفا الانهيار؟