عَ جهنم ماني رايح إلا أنا واياكم (اهل السلطة)

عَ جهنم ماني رايح إلا أنا واياكم (اهل السلطة)
عَ جهنم ماني رايح إلا أنا واياكم (اهل السلطة)

لام بعض اللبنانيين رئيس الجمهورية على إستخدامه تعبير "جهنم" في توصيفه الحال التي سنصل إليها في حال لم يتم التوافق على تشكيل "حكومة المهمة"، التي تعهدت جميع القوى السياسية أمام الرئيس الفرنسي منذ 23 يومّا بتسهيل مهمة ولادتها بأقصى سرعة ممكنة، وذلك للإنصراف إلى تحقيق الإصلاحات الضرورية، التي تضمنتها ورقة المبادرة الفرنسية بالتفصيل.

فهذا التوصيف الذي لجأ إليه الرئيس عون، على رغم الصدمة التي أحدثها، هو أقل ما يُقال في مثل هكذا ظروف صعبة يمرّ بها لبنان، وهو قيل لحمل جميع القوى السياسية على تحسّس خطورة الأوضاع وما يمكن أن تؤول إليه التطورات الدراماتيكية في حال لم تتخل هذه القوى عن مصالحها الخاصة، الطائفي منها والفئوي، وتذهب في خياراتها نحو الحلول الممكنة من دون أن يكون هناك لا غالب ولا مغلوب، لأنه في غالب الظن، وفي حال بقي البعض متمترسا خلف مواقفه السلبية، فإن المغلوب الوحيد سيكون الوطن.

 

فمتى غرق فسوف يغرق الجميع معه، ولا تعود تنفع ساعتئذٍ لا الطائفة ولا المذهب ولا البيئة، خصوصًا عندما يتساوى الجميع أمام هول الكارثة التي ستحّل بهم جميعًا، وهي كارثة لا يعرف مخاطرها أحد، وذلك نظرًا إلى ما يمكن أن تحدثه في قلب المجتمع اللبناني على كل الصعد، وبالأخصّ على الصعيدين الإقتصادي والإجتماعي، إذ أن الوضع كما هو عليه الآن هو "جهنم" بحدّ ذاته لما فيه من بشاعات وإنحلالات، قد تضاف إليها تفسّخ المؤسسات وتفكّكها، في الوقت الذي لا يزال أمام اللبنانيين بعض من الوقت للملمة من يمكن تجميعه من قوى مبعثرة، في حال تمّ التوافق على حكومة لا مكان فيها لتصفية الحسابات الجانبية، لأن الوقت ليس وقتها، ولا الظرف ظرفها، تمامًا كمن يشاهد بيته يحترق وهو مشغول في ترتيب الأثاث والأواني، التي سيكون مصيرها النار والرماد، إذا لم يسارع أصحاب البيت، بمساعدة الجيران، إلى إطفاء النيران قبل أن "تأكل" الأخضر واليابس، وتقضي على ما تبقّى من آمال في إمكانية إنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الآوان، وقبل خراب البصرة.

فإذا كان لا بدّ من الذهاب إلى "جهنم الحمرا"، فإن لسان جميع اللبنانيين يقول بأنهم لن يكونوا وحدهم في هذه الرحلة، بل سيأخذون معهم جميع الذين أوصلوهم إلى هذه الطريق، التي لا رجوع منها، وعندها سيكون شعار "كلن يعني كلن" قد أصبح واقعًا لا يمكن التهرّب منه، خصوصًا إذا سُدّت منافذ الهرب من المصير المحتوم.

ما يؤسف له أن توصيف الرئيس عون الحال التي نعيشها بأبشع النعوت وبئس المصير لم تحل دون إستمرار البعض في تكرار المثل، الذي يقول "عنزة ولو طارت"، مع تساقط المبادرات الواحدة تلو الأخرى أمام تمسّك البعض بشروط قد تصبح متى حان وقت الرحيل بمثابة قشة في مهب الرياح العاتية.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى "الوادي الأخضر": من ذروة المجد إلى شفا الانهيار؟