في عكار المحرومة تتنافس ثماني لوائح في الانتخابات النيابية، على وقع الأزمة الاقتصادية والمالية التي تنهش المنطقة ككلّ. قبل الانهيار وبعده، عكار على حالها تعاني من الحرمان ومن نقص الخدمات الأساسية وغياب مشاريع التطوير والبنى التحتية، حتى على مستوى الطبابة والاستشفاء. قبل كورونا وبعده، عكار على حالها تعاني من الفقر والبؤس وغياب الدولة اللبنانية والحدود المفتوحة باتجاه الداخل السوري الذي يحكم النظام قبضته الحديدية عليه.
طوال الأعوام الأربعة الأخيرة، ذكرت عكار في الإعلام مرّتين أو ثلاث بأخبار كارثية، منها انفجار التليل الذي أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 29 شخصاً، والقضاء على خلية من "داعش" في وادي خالد.
نستعرض في هذا التقرير اللوائح الثمانية التي تتنافس في عكار، وكيفية تمويل كلّ منها، لنسأل مجدداً فيما لو وضعت هذه الأموال لصالح أبناء المنطقة وإنمائها.
لائحة الاعتدال الوطني، التي تضم كلاً من هادي حبيش ووليد بعريني وإبراهيم المصومعي ومحمد سليمان وسجيع عطيه وجولي حنا وأحمد رستم. تمويل اللائحة الأساسي، عدا حبيش الذي يملك الملايين، على عاتق الصومعي الذي ينشط في المنطقة في أجواء التهريب من وإلى سوريا، وكذلك حال بعريني المتّهم بالاتجار بالمحروقات. فيطلق أهالي المنطقة على هذه اللائحة "لائحة التهريب".
لائحة الوفاء لعكار، التي تضمّ إيلي ديب وإيلي سعد وعمار رشيد وعلي طليس وهيثم عزالدين وأحمد الهضام وجوزف مخايل، مدعومة من تيار العزم والرئيس نجيب ميقاتي، كما أنّ طليس يقدّم الدعم اللازم لها وهو أحد المتموّلين وكان سابقاً رئيس صندوق الزكاة في عكار. لكن طبعاً اللائحة بانتظار فتات دعم العزم، الموعود من قبل المرشّحين.
لائحة عكار، التي تضم خالد ضاهر وطلال المرعبي ووسام منصور وزياد رحال ومحمد إبراهيم وفواز محمد وميشال الخوري، ممّولة بشكل أساس من المرعبي والقوات اللبنانية التي طبعاً تعمل على إيصال مرشّحها وسام منصور بشكل أساسي.
لائحة عكار أولاً، التي تجمع التيار الوطني الحر والحزب القومي وحزب البعث ومحسوبين على حزب الله والنظام السوري، تضمّ كلاً من أسعد درغام وشكيب عبود وكرم الضاهر وحاتم سعد الدين ومحمد يحيه وحيدر عيسى وجيمي جبّور. يتكفّل حزب الله والتيار العوني في تمويل هذه اللائحة إضافةً إلى عبود.
لائحة النهوض لعكار، التي تضم كلاً من نافذ رواق وهشام شبيب وسعد الله الحمد ووسيم المرعبي ومحمود حدارة ومحسن حسين وطانيوس الخوري، يمولها سعد الله مع وعود من "سوا" التابعة لبهاء الحريري الذي لم يعد يجيب على اتصالات المرشحين بغية الحصول على أموال الحملة الانتخابية.
لائحة عكار تنتفض التي انسحب منها المرشح العلوي نزار إبراهيم لصالح التيار الوطني الحرّ، غير مكتملة وتضمّ كلاً من محمد مسلماني وعبد الزراق الكيلاني وخالد ضاهر وران صوان، لا تمويل يذكر لها.
لائحة نحو المواطنة، التي تمثّل كلاً من الحزب الشيوعي وحركة مواطنون ومواطنات في دولة، تضم كلاً من نزيه إبراهيم وميشال طعوم ورولى المراد وأحمد مصطفى وغيب حمود ورالف ضاهر. ولا معلومات عن تمويل جدّي لها.
لائحة عكار التغيير، تضمّ كلاً من وفاء جميل ولوريس الراعي وخالد علوش وبزي الأسعد ومحمد بدره وجنان حمدان وإدكار ضاهر، تحمل برنامجاً إنقاذياً لكن مصادر تمويلها محدودة وغير واضحة بعد.