شربل نحاس ذليل السلطة المتعالي

يلعب شربل نحاس ومعه حركة مواطنون ومواطنات في دولة دور إحباط حركة المعارضة وشرذمة مجموعات ثورة 17 تشرين من خلال سلبطته على النقاشات واللوائح والترشيحات. شربل نحاس، بلسانه، قال أكثر من مرة أنه يريد الوصول إلى السلطة عن طريق تسليمه زمام الحكم من قبل الطبقة الحاكمة وأحزاب السلطة السياسية. أي أنه يريد من حزب الله ورئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب تسليمه مقاليد الحكم حتى يقوم بتنفيذ مشروعه الإصلاحي والإنقاذي الذي لا يأتي على ذكر تفاصيله. 

يقول شربل نحاس إنه يحمل مشروعاً إنقاذياً، إلا أن تفاصيل هذا المشروع غير واضحة وغير معلنة، لكن المعلوم أنّ نحاس يقول إنه يملك اسماً من "ممفد" لتولّي رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة. وعندما يُسأل عن رئاسة البرلمان يتلعثم، إذ أنه حتى غير قادر على لحفظ أي عبارة ضد رئيس مجلس النواب نبيه بري. كما أنه يتلافى انتقاد حزب الله وسلاحه والمتفلّت، خصوصاً أنه يربط مشروعه السياسي بموافقة حزب الله على تسليمه الحكم. وهنا يظهر الدجل الفعلي الذي يمارسه شربل نحاس على الناس وعلى مناصريه حتى، إضافة إلى الضحايا المنضوين تحت راية "ممفد". 

يصبّ شربل نحاس هجومه على مجموعات 17 تشرين بدل أن يصوّب على السلطة السياسية وأحزابها، فيلعب ورقة إحباط الانتفاضة تنفيذاً لأجندة السلطة التي يسعى إلى إرضائها بغية الحصول على مقعد وزاري أو آخر على طاولة حواراتها. وهو لم يخف يوماً أنّ هدفه بأي ثمن هو الوصول إلى السلطة حتى عن طريق التفاهم مه مكوّنات الطائفية والفساد والسلاح. ينتفد نحاس ثورة اللبنانيين ويعتبرها "مهرجان"، بينما يغط هو ومن معه داخل الغرف المغلقة لإعداد الحملات على الناس وأحزاب الانتفاضة ومجموعاتها. فيعرقل عمل 17 تشرين لمحاول الكسب في سلّة السلطة. 

عندما يسأل شربل نحاس عن سلاح حزب الله لا يجيب، وعندما يسأل عن الموضوع السيادي لا يجيب أيضاً، فهو غير معني بهاتين النقطتين المحوريّتين، كما أنه يفضّل عدم سؤاله عن حزب الله، ويلاطف رئيس الجمهورية الذي كان عرّابه السياسي وطوال عقد من الزمن لم يجرؤ على انتقاده حتى في التسويات التي خاضها قبل وبعد وصوله إلى الرئاسة. شربل نحاس مسترزق على أبواب الزعماء والطوائف بحثاً عن الحكم السلطة. 

خلال العامين الأخيرين، ساهم شربل نحاس في تدمير مشاريع المواجهة التي خاضتها 17 تشرين في انتخابات نقابية منها نقابة المهندسين ونقابة المحامين، يخوض الانتخابات اليوم بقرابة 70 مرشحاً لا أمل لأي منهم في الوصول، لكن الهدف واحد شرذمة أصوات المعارضة وتشتيتها. شربل نحاس يرفض التحاول مع الناس، مع المجموعات، مع الأحزاب المعارضة، إلا أنه يركع أمام أحزاب السلطة لتسليمه الحكم. هذا هو شربل نحاس باختصار، ذليل السلطة، المتعالي.