أخبار عاجلة

سليم الصايغ العالق في قنات 1980

سليم الصايغ العالق في قنات 1980
سليم الصايغ العالق في قنات 1980

سليم الصايغ، المرشّح عن أحد المقاعد المارونية في قضاء كسروان ضمن دائرة جبل لبنان الأولى، غنيّ عن التعريف. وزير سابق في حكومة "الإنماء والتطوير" التي تحالفت فيها مختلف أطراف السلطة السياسية بعد أحداث 7 أيار وتسوية الدوحة وانتخابات عام 2009، وترأسها زعيم تيار المستقبل سعد الحريري وشارك فيها حزب الله، الحكومة التي كرّست معادلة الجيش والشعب والمقاومة التي انطلقت في حكومة الرئيس فؤاد السنيورة التي سبقت حكومة الحريري.

الوزير سليم الصايغ، شارك حزب الله في حكومة عام 2009، ويرفع بدوره اليوم شعار مواجهة الحزب وعنوان "لا يمكن التغنّي بالسيادة والتحالف مع حزب الله". لكنه في الآن نفسه لا يجد مانعاً في مشاركة حزب الله في الحكومات. ازدواجية لا حلّ لها، بفعل تعقيدات تركيبة الأحزاب السياسية اللبنانية ومن فيها. لكن في واقع التعقيدات هذه يتنطّح هؤلاء المسؤولون في مواقفهم السياسية كما لو أنّ ذاكرة اللبنانيين معدومة أو أنهم جميعاً ضمن قطيع واحد قادرون على إدارته شمالاً ويميناً بواسطة التيوس.

من يتابع مواقف الوزير السابق سليم الصايغ في حملته الانتخابية اليوم يلحظ أنه يحاول نكش البطولات العسكرية أيام الحرب الأهلية. كان الصايغ واضحاً في كلمة له ألقاها في مهرجان حزبي وسياسي بعنوان "يوم الوفا" لتكريم مناضلين كتائبيين على عتبة الانتخابات النيابية المترقبة في أيار. لا بل أنه افتتح كلمته بالإشارة إلى كونه كان يحمل السلاح ويخوض معركة بلدة قنات حيث أنه في أحد المرفع عام 1980..كانت الناس جالسة مع عائلاتها وكنا نحن على طريق القتال وخرجنا من قنات مرفوعي الرأس". برافو معالي الوزير.

معالي الوزير، من مسيرته الوزارية يذكر أنه من كان من بين الوزراء الذي صوّتوا لصالح تمديد عقد سوكلين خلافاً لموقف حزب الكتائب. صوت سليم الصايغ في تلك الجلسة عدّل الكفّة داخل مجلس الوزراء ما أدى إلى تمديد العقد والتسبّب في فتح مسرب إضافي للفساد الذي طافت رائحته في مختلف المناطق اللبنانية عام 2015 خلال أزمة النفايات التي اجتاحت الشوارع. لكن للوزير الصايغ إنجازات وزارية أيضاً، علّ أهمها انتخابياً افتتاح مركز للتنمية الاجتماعية في الدائرة الانتخابية أي كسروان جبيل، تحديداً في ميفوق. 

من يتابع خطاب سليم الصايغ الذي اجترّ فيه نفسية وفيزيولوجية الشعراء يدرك أنه قادر على صفّ الكلام كما يجب، وإلقائه كما هو مطلوب منه ولو بدا عليه الكثير من الدراما والاصطناع. اجترّ أسلوب سعيد عقل ومنطق جبران خليل جبران، فصفّق له بعض من الحضور ووعده بصوت تفضيلي في صندوق الاقتراع. لكن الوزير السابق لا يعرف كيف يردّ بهدوء على انتقادات تطال حزب الكتائب ومشاركته في السلطة إلى جانب حزب الله واعتماده على التوريث العائلي. حين سُئل عن هذه الأمور انتفض، نزع سعيد عقل وجبران خليل جبران من رأسه، وعاد إلى قنات التي كان فيها مقاتلاً ومشاركاً في الحرب الأهلية اللبنانية.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى