أشار رئيس المجلس الوطني لرفع الاحتلال الإيراني، النائب السابق أحمد فتفت إلى أن “حزب الله يملك القرار بالتعطيل وهو لا يريد تحمل المسؤولية ويحملها للآخرين والمشكلة الأساسية هي هيمنة أمين عام الحزب حسن نصرالله على البلد”.
وردًا على سؤال حول إذا هنّأ الرئيس نبيه بري بإعادة انتخابه لرئاسة مجلس النواب، قال فتفت في حديث لبرنامج “حوار المرحلة” مع الإعلامية رولا حداد عبر الـ LBCI: “باركوا لبري بالدبكة والرصاص كفاية وما حصل في انتخابات رئاسة مجلس النواب لم يفاجئني وبعض النواب لا يعرفون أصول اللعبة السياسية بعد”، مضيفًا أن “الشيء الايجابي الذي حصل في المجلس أن الجميع حضر إذ لم يتم المقاطعة، كما أثبت البعض وجودهم وآرائهم”.
ولفت فتفت إلى أنه يعتقد “أن الحزب أراد أن يصل بري بعدد قليل من الأصوات”.
وتابع: “نريد أن يتحمل حزب الله مسؤوليته واليوم أثبت أن لديه الأكثرية”، ولفت إلى أنه “يجب رفض حكومة الوحدة الوطنية لتحديد المسؤوليات وتجارب حكومة الوحدة الوطنية فشلت والبلد لا يحمل هذا النوع من الحكومات”، متابعًا أن “القوات اللبنانية والكتائب اللبنانية فهموا أن الدخول إلى حكومة وحدة وطنية لا جدوى منه”.
وأردف فتفت: “في زمن الرئيس فؤاد السنيورة كنا الأكثرية ورغم ما مررنا به حافظنا على مستوى عيش جيد”، معتبرًا أن “الثلاثي نصرالله وبري والتيار الوطني الحر لديهم الأكثرية اليوم”.
وقال: “التغيير ليس مستحيلا، فعندما واجهنا السوري قيل لنا إننا نحلم، ولكن قاومنا وانتصرنا”.
وأضاف فتفت: “لو الأطراف السيادية مارست الاستراتيجية السيادية في الانتخابات النيابية لكان الوضع مختلفا كليا، واليوم منعنا أنفسنا من التصويت لغير بري”، متابعًا: “”نيالو” حزب الله بالقيادات اللبنانية التي تتحكم بقرارات القيادات السيادية”.
وأشار إلى أن “الرئيس سعد الحريري كان يقول إنه بإمكاننا التفاهم مع الثنائي والتيار، ولكن قلنا له مرارًا إن هذا الأمر غير ممكن”.
وتساءل فتفت: “هل القوى التغييرية فعلا مقتنعة أنه إذا لعبت اللعبة السياسية سيكون هناك إصلاح؟ وكيف يمكن بناء الدولة بظل وجود السلاح؟ وأعول على جزء من السياديين، ولا يمكن معالجة الأمور بمحاربة الفساد فقط في ظل سلاح الحزب”.
وقال إننا “ننتظر رئيس الجمهورية الذي سيدعو إلى استشارات ملزمة وأظن أنه سيؤخر الموضوع كي يفرض علينا ما يريد”، مضيفًا: “أرفض أن نكون تعطيليين وعلينا أن نؤمن أكثرية ترفض النائب جبران باسيل وليس تعطيل وصول باسيل لرئاسة الجمهورية”.
ولفت فتفت إلى أننا “لم نخض الانتخابات كمجلس وطني لرفع الاحتلال الإيراني، ونجحنا بتداول شعاراتنا الداعية لرفع الاحتلال على نطاق واسع، وما يفعله حزب الله من تهديد يدل أنه خائف من تطورات سياسية معينة ما يعني أننا أحرزنا تقدما، وعندما نرى كمية الحشد الكبيرة لتأمين الـ 65 صوت لبري، نعتبر أننا حققنا شيئا، إذ لم نرَ هذا الشيء سابقا”.
وأكد أن “كل نواب “المستقبل” الذين ترشحوا للانتخابات تشاوروا مع الحريري وهو لم يدعهم للمقاطعة، وتركيبة لائحة مصطفى علوش وسامي فتفت في طرابلس تمت بالتنسيق مع أحمد الحريري وأعتقد أن ذلك بعلم وموافقة من سعد الحريري، وليس كل المقربين من سعد الحريري سقطوا في الانتخابات ولكن تيار المستقبل تلقى ضربة لا شك في الانتخابات”.
ورأى فتفت أن “نتيجة الانتخابات في زغرتا على سبيل المثال كانت واضحة حيث قال سليمان فرنجية “زمطنا بريشنا” وهو يعلم أن النتيجة كان يمكن أن تكون أسوأ بكثير”، وتمنى على فيصل كرامة “ألا يقدم طعنا، لألا تكون نتائج الانتخابات الفرعية صادمة”.
وأعلن أنه قدم استقالته منذ أسبوع من رئاسة المجلس الوطني لرفع الاحتلال الإيراني “لأنني أؤمن بأنه يجب أن تأتي قيادات جديدة وأدعو لانتخابات في 20 حزيران”.
وقال إن “فارس سعيد عرض الا يترشح في جبيل، ونحن ندعو الجميع للمشاركة في المجلس الوطني و”نحنا وراكن!””
وشدد فتفت على أن “مصلحة الناس واحدة وهي بناء الدولة ولا يمكن حصول ذلك في ظل وجود سلاح حزب الله”، مشيرًا إلى أنه “هناك سلاح غير شرعي غير سلاح الحزب، وهو السلاح الفلسطيني وسلاح أمل والقومي، ونريد نزع كل سلاح غير شرعي في لبنان وحصره بيد الجيش، ونصرالله يأخذ قراره من إيران وأنا أريد أمرة لبنانية على السلاح وأنا لست مع الحوار”.
وتوجّه إلى حزب الله قائلًا: “سلّم سلاحك وصواريخك وأنا معك”، وتابع: “أنا جلست على طاولة الحوار مع الحزب في 2006، واتفقنا على نزع السلاح الفلسطيني، ولكن نصرالله رفض هذا الامر، ووعد بعدم خرق الخط الازرق، وهذا ما لم يحصل أيضا، وبعد الـ2006 اكتشفت ألا وعود صادقة وعندها انسحبت من الحوار مع الحزب”.
وأكد فتفت أن “لبنان بحاجة لعلاقاته العربية والغربية لإعادة عجلة الاقتصاد ولا بلد في العالم لديه جيشين، والحزب يقول إنه يريد الازدهار للبنان، وأعطيك مثال، إيران وفنزويلا، المواطنون يموتون جوعا وبلادهم هي الاغنى بالبترول، هذا مثال على كل بلد يسيطر عليه الحزب”.
ولفت إلى أن “المعركة طويلة ونتكل على الداخل للوقوف من جديد وأقول للتغييريين إنه لا يمكن بناء أي شيء في ظل السلاح غير الشرعي”.
وعن احتمال تكرار السيناريو العراقي في لبنان، قال فتفت: “السيناريو العراقي ممكن أن يتكرر حسب وعي الأطراف التي لديها نية سيادية لبناء الدولة وإذا وجدت جبهة داخلية معارضة قد نصل للحل”.
ورأى أن “باريس تريد الاتفاق على تطبيق الطائف وإقرار نظام جديد وهم، والبطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير كان يقول طبقوا الطائف قبل الكلام بالتغيير فيه، وهذا رأيي أيضًا، وهناك خلل في تطبيق الطائف وحزب الله يفرض علينا شروطه بقوة السلاح مثل 7 أيار ونبيه بري يفسر الدستور كما يريد”، مضيفًا: “أنا مع إسقاط اتفاق الدوحة، وأنا في 2010 قدمت استقالتي، وشرحت الاسباب للحريري، وقلت له ان طريقة حكم “المستقبل” خاطئة”.
وتابع فتفت: “في 2005 ذهب السنيورة إلى سوريا ليقول إن العلاقة ودية، وليس هذا ما يجب على رئيس الحكومة فعله، واليوم كل أصدقاء سوريا سقطوا في الانتخابات ولبنان بحاجة للعرب”.
وحول زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان قريبًا، قال: “أنا غير مرتاح لهذا الأمر، ولا أحد “مغروم فينا”، والرسالة السعودية تقول لنا أن المملكة مهتمة بنا”، لافتًا إلى أن “السفير السعودي أخطأ التعبير حين تحدث عن نتائج الانتخابات النيابية وأخطأ وكلامه كان خال من الدبلوماسية”.
وأضاف فتفت: “السعودية تساعد لبنان، وإيران ترسل السلاح والصواريخ، هل من طريقة للتشبيه؟ وإيران بكلمة واحدة تستطيع اخفاء الحزب من الوجود وهي تخيفه”.
وشدد على أن “لبنان آخر بلد ممكن أن يطبّع ويعلن السلام مع اسرائيل، وإيران تخدم إسرائيل”.
واعتبر أن “في الوقت الحالي الرئيس نجيب ميقاتي سيعاد انتخابه لرئاسة الحكومة ورئيس الجمهورية لن يبقى في موقعه وإذا بقي ميشال عون في القصر سيكون دون صلاحيات”.
وقال فتفت: “أفضّل الرئيس القوي في جميع الطوائف المقبول من جميع اللبنانيين وأنا لست مع تسلم قائد الجيش رئاسة الجمهورية وحتما لا أقبل بجبران باسيل لكنني ضد الفراغ لأنه قاتل وإذا خُيّرت أختار طبعا قائد الجيش”.
وتابع: “لم أفكر يوما أنا والسنيورة بأذية الرئيس الحريري ولا وجود لتوزيع الأدوار وهدفنا الحفاظ على الحريري ومكتسبات رفيق الحريري، وهدف السنيورة كان ألا يغيب الناخب السني عن الانتخابات”.
وأشار فتفت إلى أننا “ارتكبنا أخطاء قاتلة لأننا اعتقدنا ان المشكلة مع السوري، ولكن في الحقيقة كان نصرالله وسلاحه وحزبه المشكلة الاساسية في لبنان”.