حكايات "مخبأة" في جوار الدير... ما لن يتغيّر بحلول الـ2023

حكايات "مخبأة" في جوار الدير... ما لن يتغيّر بحلول الـ2023
حكايات "مخبأة" في جوار الدير... ما لن يتغيّر بحلول الـ2023

بالقرب من دير مار يوسف جربتا، في ذلك الوادي المقدّس، روايات كثيرة مخبّأة في "بيت رفقا"؛ حكايات ومآسي اختار بعض أصحابها التكتّم عنها "فالكلام بلا فائدة وما مضى مضى" بالنسبة لهؤلاء. أمّا البعض الآخر فقرر في آخر ما تبقى من الـ2022 الإفصاح عمّا بداخله والبوح بقصّته مهما بلغت حدّتها.

 

في بيت المسنّين حيث الاهتمام والرعاية لتأمين راحة المقيمين بأجواء عائليّة وصحّية، تجد تسعينيّا يجذبك بكلامه، فالأب الذي سلخته الأيام والظروف عن منزله وحياته القديمة لا تفارق أبيات الشعر والزجل محضره.. رجل جبليّ بامتياز، محبّ للأرض والقرية وصاحب مبادئ لا يتمنّى سوى الخير لأبنائه وبناته والأحفاد. لا يخبر الكثير عنهم، لكن نظراته تكشف شوقه لرؤية ابنه المغترب ولقاء الأغلى على قلبه "ولد الولد".

 

بسمة تخفي "السرّ"

في الدار أيضاً، إمرأة تخطفك بسمتها ولطفها الشديد، سبعينيّة مضيافة قد يعرفها العديد من الزوّار، اذ كانت دائمة التواجد في الدير حيث التذكارات. يروي من يعرفها عن طيبتها وروحها المرحة والمحبّة. مصادر تكشف لـ"لبنان 24" تفاصيل عن حياة صاحبة الوجه البشوش، وتقول إنها عزباء بدأت منذ أعوام بالعمل في الدير، هي من قرية مجاورة ولها أخ وأخوات ولكن لظروف خاصّة، تحفظّت المصادر عن سردها، انتقلت للسكن منذ مدةّ في بيت الدير؛ حبّها وتعلّقها الشديد بقريتها يُفضح لدى لقائها أحد أهالي الجوار، فالترحيب يبدو مختلفاً والبحث عن معارف مشتركة يبدأ مع سلسلة من الأسئلة التي غالباً ما تخلق رابط صداقة ومعزّة؛ فعلاً هي استثنائية تنقل الطمأنينة والسلام لمن يلقاها.

 

قصص أخرى لسكان "بيت رفقا"، منها ما هو حزين وحتى مأساوي، فالبعض ترك في الدار ويروي بحسرة تخلّي من ضحّى لأجلهم عنه بسبب مرضه، فيما يبرر آخرون للأبناء الغائبين بالقول "الحياة قاسية والمسؤوليات كثيرة"؛ بينما يخبر أحدهم انه قرر بإرادته السكن في الدار حيث لا مشاكل ولا هموم، ويقول لـ"لبنان 24" إنه وجد في هذا المأوى "مهرباً لائقاً" حيث يلقى اهتماماً على الصعيدين الصحي والنفسي.

 

أمنيات للـ2023

مهما اختلفت أمنيات المسنّين في الدار للعام الجديد، لهفة لقاء الأحباب تبقى الطلب الموحّد. قد يخفي البعض شوقه لرؤية من قاده للدار وقد يبدو العتب كبيرا في حكايات العديد من المقيمين في جوار الدير، لكن النظرة اللامعة لدى الحديث عن الغائبين تكشف الكثير والصمت يمسي أفصح من أي كلام ممكن.

 

مرّت أعوام عدّة على سكان البيت، طويت صفحات، تبدّلت الظروف وتغيّرت أحوال الكثيرين... حتى الحال في الدار اختلفت؛ لكن كلمات الشكر والحمد تعلو أصداؤها.. "الحمدالله" و"نشكرالله" عبارات وبالرغم من اعتياد اللبنانيين على سماعها وحتى قولها، تبقى دليلا على الرجاء الذي يبقيهم متأملين بغد أفضل، غد يحمل مستقبلاً كريماً لكبارنا الى جانب عائلاتهم، حيث لا فراق ولا تشتّت، حيث الرعاية الصحية شاملة وحقوق المسنّين محفوظة.. علّ الـ2023 تتخطّى التوقعات وتحلّ معجزة تضع بلد الأرز على سكّة التعافي السريع.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى بري: “الحكي ببلاش”… والجلسة في موعدها