كرم: إن زال الفكر زال لبنان

كرم: إن زال الفكر زال لبنان
كرم: إن زال الفكر زال لبنان

عندما يتكلم سمير جعجع المحرر من المعتقل عن الحرية، كان يتكلم بفكر شارل مالك، كان يتكلم بعقل اللبناني الحر الأصيل: “جوهر الوجود البشري هو تلك الإرادة الحرة التي ميز الله الإنسان بها عن سائر المخلوقات، فلا يجوز التخلي عنها أو مبادلتها بأي شيء آخر، وهل هناك من  يعرف معنى الحرية أكثر من الذي فقدها لأكثر من إحدى عشرة عاماً؟ نعم، إن معنى الحرية لهذا الشعب، الذي صودرت حريته مع إعتقال الحكيم، كان بإيمان مالك المسيحي وإيمانه بلبنان وبتاريخ الشعب اللبناني، وإيمانه برمزية شجرة الزيتون وبأزلية شجرة الأرز. كل هذا الإيمان كون الفكر اللبناني المقاوم الذي إستطاع مقاومة الإعتقال والقمع والإضطهاد، وما زال يشكل حتى الآن، وسيبقى للأبد العائق لمحاولات إزالة هذا الوطن “لبنان”، من الوجود، ومحو فكر شارل مالك من المنطقة”.

وتابع كرم في كلمته، “مش هيني” تكون مقاوم فكري، مش هيني تكون “لبناني حر”، بس واجبنا نكون هيك حتى ندافع عن لبنان “الرسالة”، لبنان الرسالة الفكرية الإنسانية التعايشية، ولشارل مالك فضل كبير بالتأسيس لها.

شارل مالك تكلم عن الحرية المسيحية الكيانية التي استطاع من خلالها المسيحي اللبناني النظر إلى أخيه المسلم اللبناني بكل إحترام وقدر وكرامة، وتكلم أيضاً عن مبادلة المسلم اللبناني بالإحترام ذاته للمسيحي اللبناني وخشيته على وجوده، “فكانت الهارموني” اللبنانية، التي أصبحت فيما بعد الحاجة العالمية والضرورة الإنسانية .

لا نستطيع أن نقول أن شارل مالك سبق عصره بتلك النظرية، بل شارل مالك وضع النظرية التي لا يمكن العيش من دونها في الماضي والحاضر والمستقبل، وهي نظرية مستقاة من إيمانه المسيحي، لكل العالم، لكل الإنسانية .

ولكن أكثر عامل أخاف شارل مالك على الإنسان اللبناني هو عامل “الإنحطاط الإنساني”، أي قبول الإنسان بمحاولة “إستغباء الغير”، وقبول الإنسان الآخر أن يكون “المستغبى” فشارل مالك نادى وعمل لإنسان يحترم نفسه ويدرك، كي لا يكون سلعةً بيد الإنتهازيين والمزايدين، وراهن على الأحرار لمقاومة الإستغباء، معتبراً أن فئة الأحرار هي التي ستنقذ لبنان من الدمار والخراب.

فلبنان شارل مالك، هو لبنان القيم والإيمان والحرية، ولهذه الصفات أبطال لبنانيين يدافعون عنها وأحزاباً مبدئية “كالقوات اللبنانية”، ولهذا الفريق “شارل مالك” رمزٌ فكري دائم وثابت، بالمناسبة ركز شارل مالك بكتاباته كثيراً على أدب المعاملة، قائلاً: فلا تراث على الإطلاق في الخيال أو التصور الفردي، بل إنه يتجسد في المؤسسة الجماعية وأحد أركان هذه المؤسسة هو أدب المعاملة”.

وختم بالتهنئة لشماعي بهذا الكتاب الفكري الذي أضاء على كل هذه النقاط في الوقت الذي يمر به وطننا الحبيب لبنان بأسوء أزماته السياسية والإقتصادية والأخطر الفكرية، وقال: “ان زال الفكر من لبنان زال لبنان ولكن مع أشخاص مثل ميشال الشماعي، مقاومين فكريين لا خوف على لبنان، فهم أبناء شارل مالك الفكريين، وتستمر المسيرة”.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى