تمت عملية التسليم والتسلم في وزارة الصحة العامة بين نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحّة العامة السابق غسّان حاصباني والوزير الجديد جميل جبق. واثر اجتماع ثنائي تم خلاله وضع الوزير الجديد في تفاصيل الملفات التي يتم العمل عليها عقد الوزيران مؤتمراً صحافياً بحضور المدير العام للوزارة الدكتور وليد عمار ورؤساء المصالح.
واستهله حاصباني بالقول انه يسلم الأمانة “بعد انقضاء أكثر من سنتين على استلامه مهامه في وزارة الصحة، وقد تم في هذه الفترة الوجيزة برغم التحديات الكبيرة وضآلة الموازنات إنجاز الكثير من الأعمال وذلك من ناحية ضبط كلفة الاستشفاء وعدالة توزيع الموازنات على المستشفيات”.
أضاف نائب رئيس مجلس الوزراء أن وضع آلية لتخفيض أسعار الدواء كان في مقدمة ما تم تحقيقه حيث تضمنت الدفعة الاخيرة تخفيض أسعار أكثر من ثمانمئة دواء، متمنيا استكمال تطبيق الآلية مع الوزير الجديد ومبديا ثقته ان الاخير في التوجه نفسه الذي سيؤدي إلى تخفيض أسعار حوالى ثلاثة آلاف دواء.
وتابع حاصباني قائلا “اننا نسلم الشعلة مطمئنين ان معاليه سيبني على الدرب الذي مشيناه ويكمل أكثر في المستقبل إذ أن همنا ان يكون هناك استمرارية لآلية تخفيض أسعار الدواء ولادوية الامراض المستعصية والمزمنة التي يتم تقديمها في مستودع الكرنتينا للدواء”. ولفت وزير الصحة السابق إلى أن “الطريق كان صعبا وسيبقى كذلك لأنه ليس من السهل التعاطي مع صحة الناس واستمرارية سلامة الصحة والغذاء في البلاد”. وذكر حاصباني بأن وزارة الصحة أنجزت العام الماضي 46 الف كشف على مؤسسات غذائية آملا استمرار العمل في المستقبل بما فيه صالح اللبنانيين.
وشدد على أن المسألة المهمة التي تقدمت اشواطا تتعلق بالبطاقة الصحية التي لا تزال تحتاج إلى خطوات اجرائية في مجلس النواب و”نأمل استمرار العمل لانجازها في المستقبل القريب”.
وقال حاصباني “نسلمكم قطاع الصحة العامة ووزارة الصحة الوصية على هذا القطاع وهو بالمرتبة الثالثة والعشرين عالميا من حيث الفعالية والمرتبة الأولى عربيا من حيث نوعية الخدمات الصحية وجودتها آملين أن تتقدموا بهذا القطاع إلى مراتب أفضل وتكون الحكومة اللبنانية مجتمعة داعمة للمواطنين اللبنانيين من دون تفرقة وتمييز فيحصل المريض اللبناني على العناية التي يستحقها وتمنى لخلفه التوفيق في مهمته”.
ثم شكر الوزير جبق سلفه على الجهد الذي قام به منوها بأنه قام بكل ما يجب القيام به من ضمن الإمكانات المتواضعة الموجودة في وزارة الصحة وقال مازحا “ولو أنه طمأنني ان الطريق صعب، فإننا مهتمون بصحة الوطن والمواطن وسنسعى لأن نقوم بما هو واجب علينا”. وأضاف “سنكون شفافين جدا ومتعاونين لنكون على قدر تطلعات الشعب اللبناني”.
ثم كان حوار مع الصحافيين اجاب فيه الوزير حاصباني عن موضوع أسعار الأدوية وأوضح أنه تم تعديل آلية تسعير الأدوية في عام 2018 حيث سيعاد بموجبها النظر في أسعار حوالى 3400 دواء في عام 2019. وقد انتهت الآن الدفعة الأولى حيث تم تخفيض أسعار عدد من الأدوية بحدود 21 و22 في المئة وقد وصل تخفيض أسعار بعض الأدوية المعروفة التي كانت تقارن بأسعار الأدوية التركية المدعومة إلى 75 في المئة. وبحسب هذه الآلية سيتم تخفيض أسعار المزيد من الأدوية. وأشار إلى أن التخفيض طال حوالى 600 دواء في عام 2018 وقد تم اعتماد تخفيض الأسعار بشكل تدريجي كي لا يؤدي إلى أي أضرار سلبية جانبية.
بدوره تحدث جبق عن أولويات عمله فقال إنه لا يعتقد بوجود خلاف كبير في الأولويات مشيرا إلى أنه سيعمل على رفع الظلم الصحي عن مناطق محرومة في لبنان من أدنى درجات العلاج، كما أنه أكد اهتمامه بالمحافظة على المستوى الطبي الموجود في لبنان. وإذ أضاف أنه لن يستفيض في الكلام، أوضح ردا على سؤال حول أسعار الأدوية أن هذه الأسعار انخفضت وهناك كمية كبيرة ستنخفض أسعارها قريبًا.
وقال: “إن كل ما نسعى إليه هو أن يتناسب سعر الدواء في لبنان مع الدخل الفردي للمواطن اللبناني. فإذا اعتبرنا أن دخل هذا المواطن يبلغ 750 ألف ليرة لبنانية فكيف يجوز له أن يشتري دواء غاليًا جدا في وقت تبيع دول الجوار هذا الدواء بأسعار أرخص بكثير وبأقل من ثلث المبلغ. أضاف أننا سنقوم بدراسة الموضوع الذي قام الوزير حاصباني بحلّ جزء منه علمًا أن بعض الأدوية يتطلب المزيد من الدراسة ولكن ما نريده هو أن يتناسب الوضع في لبنان مع وضع المنطقة ككل ومع وضع المواطن اللبناني ودخله الفردي”.
وعن استيراد الدواء من إيران، أجاب الوزير جبق أن الوزير حاصباني يعرف آلية استيراد الأدوية للبنان ووزارة الصحة غير معنية باستيراد الأدوية، فهناك آلية معينة محددة تتم عبر وزارة الصحة، إذ إن الناس المعنيين يقدمون طلبات ويأتون بدواء يتم درسه، ثم يسوقه المعنيون ويبيعونه، وليس استيراد الدواء من مهام الوزارة.
وأكد وزير الصحة الجديد أن هناك مفهومًا خاطئا عند الناس في هذه المسألة وكثيرون لا يدركون حقيقة ما يحصل. وكرر القول إنه سيكون شفافًا إلى أقصى درجات الشفافية. وأضاف “منذ ساعة دخولي من باب الوزارة، أصبحت وزيرا في الحكومة اللبنانية وأنا لبناني ويعنيني كل المواطنين اللبنانيين وكل المناطق من دون أي تفرقة”.
وختم حاصباني متقدما بالشكر لكل العاملين في قطاع الصحة ولا سيما موظفي وزارة الصحة العامة من إداريين وفنيين وعاملين واختصاصيين تمكنوا من إيصال لبنان إلى نقطة متقدمة في هذا القطاع بإمكانات ضئيلة، ودعا إلى التركيز على الإيجابيات وسط الإنتقال إلى مرحلة جديدة في لبنان.