جعجع: مجتمع يبطل فيه الضمير الحي آيل إلى الزوال

جعجع: مجتمع يبطل فيه الضمير الحي آيل إلى الزوال
جعجع: مجتمع يبطل فيه الضمير الحي آيل إلى الزوال

أكّد رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع أن “أي مجتمع يبطل فيه الضمير الحي آيل إلى الزوال وهذا ما يفرّق إبن القضيّة عن غيره فإن فقدنا هذه الروح نفقد كل شيء”، مشيراً إلى أن “الإعلام ليس مجرّد دعاية وإنما مكوّن للرأي العام ولكننا اليوم نعيش في مرحلة يعتمد فيها عدد كبير من وسائل الإعلام على الروح السلبيّة من أجل ضمان الإستمراريّة حيث تعمد هذه الوسائل إلى طرح الأمور بشكل سلبي هو من أجل إحداث الضجّة فيما قلائل هم من يدرسون الملفات ويعملون على إعلام موضوعي، ففي يومنا هذا أصبح الاسهل هو اعتماد منهج “النق” من أجل كسب انتباه الناس وبهذا نكون قد خسرنا سلاحاً مهماً جداً في معركة بناء المجتمع وجل ما نقوم به هو إغراق الناس في نفس سلبي”.

كلام جعجع جاء خلال خلوة عقدها جهاز الإعلام والتواصل في حزب القوّات اللبنانيّة، في معراب، تحت عنوان “استراتيجية القوات الإعلامية ببعديها السياسي والتنظيمي” في حضور رئيس الجهاز شارل جبور، رؤساء تحرير المؤسسات الإعلامية في “القوات” والمسؤولين الإعلاميين في الجهاز، اذ تم عرض واقع الإعلام القواتي بكل جوانبه ووظائفه.

وتركز البحث بشأن كيفية مضاعفة قدراته مواكبة لحجم “القوات” الشعبي والنيابي والوزاري وللتحديات الوطنية والسياسية والاستحقاقات الانتخابية على اختلافها، كما الاستفادة من الحضور القواتي العابر للمناطق وفي بلدان الانتشار من أجل ملامسة قضايا الناس واهتماماتها بكل أبعادها وجوانبها، حيث خلصت الخلوة إلى الاتفاق على خريطة طريق ستعمد لجنة متابعة إلى وضعها قيد الترجمة والتنفيذ.

وشدد جعجع على أنه “من المهم جداً أن نتمكن رؤية الصورة ككل لذا على كل فرد منا بين الحين والآخر أن يأخذ خطوة إلى الوراء بعيداً عن التفاصيل اليوميّة من أجل أن يتمكن من رؤية هذه الصورة ومعرفة ما إذا كانت التفاصيل التي ينهمك فيها يومياً تلائم مشروعه الكبير كما يجب أن نسأل أنفسنا لماذا نحن هنا كـ”قوّات لبنانيّة” فنحن لسنا حزباً بالمعنى التقليدي وإنما نحن قضيّة بمعناها الفعلي”.

وأوضح جعجع أن “من يريد العمل في الإعلام يجب أن يكون بالحدّ الأدنى مدركاً لمرتكزات مجتمعه كما عليه معرفة تاريخ البلاد وكل مجموعاتها لأن الحاضر هو صيرورة من الماضي فبمجرّد إدراكه للماضي يصبح من السهل عليه رؤية الصورة بشكل واضح ومعرفة ما سيحصل في المستقبل”.

وقال: “نفتقد اليوم إلى سعة الاطلاع والمتابعة والثقافة السياسيّة فالمواطن العادي من الممكن أن يكون غير مدرك لكل هذه التفاصيل إلا أنه لا يمكن أبداً أن تغيب عن ذهن الصحافي فعندها تتحوّل المقالات إلى مجرّد أخبار “فرن” يوميّة لا قيمة لها”.

ودعا جعجع الحاضرين إلى “الإنكباب على تنميّة ثقافتهم السياسيّة الفعليّة التي تبدأ في التاريخ مروراً بالمعطيات الجيو-استراتيجية باعتبار أن الصراع في الشرق الأوسط لا يزال كما هو منذ قرنين ما قبل المسيح حتى اليوم فالمعطيات الجيو-استراتيجية لا تتغير إلا أنه يجب أن يتعرّف عليها فرد من أجل أن يدرك ويرى ما هو حاصل اليوم”

وتطرّق جعجع إلى مسألة الـ”Investigative Press”، معتبراً أننا نفتقر إلى هذا النهج من الإعلام الذي لا يتم اعتماده في لبنان سوى عند بعض الأقلام المحدودة. ولفت إلى أن “الصحافة ليست “تطبيل” و”تزمير” ومجرّد دعاية وإنما معطيات والذي يملكها لا يمكن لأحد أن يغلبه لذلك علينا أن ننمي هذا النهج من الصحافة وندعمه بشكل كبير”.

أما في موضوع الإعلام الملتزم، اعتبر جعجع أن “الإعلام الملتزم لا يعني أنه إعلاماً غير موضوعي. هو إعلام موضوعي ولكنه يأخذ موقفاً معيّناً واضحاً من الأحداث، فبدعة “الإعلام غير المنحاز” غير صحية لأنها تفقد الإعلام أحد أهم واجباته وهي قيادة وتكوين الرأي العام، يجب على الإعلام ان يكون منحازاً للحق والحقيقة وليس الامتناع عن اتخاذ الموقف الصائب تحت بدعة الإعلام غير المنحاز فقط لمجرّد البقاء على مسافة متساوية من الجميع”.

وأضاف جعجع أن “الإعلام غير المنحاز يعني أنه ليس إعلاماً لأنه يمضي أيامه في الإنقاص ممن لديه ليزيد لمن ليس لديه فقط كي يكون على مسافة واحدة من الجميع”.

وتخلل الخلوة حلقة نقاش فكرية مع الكاتب والناشط الياس الزغبي، حول أهمية الالتزام السياسي-المهني، الذي شدد على ضرورة التقيد بثلاثية ذهبية قوامها الالتزام والثقافة والأخلاق، شارحاً ومفنداً كل ضلع من أضلع هذه الثلاثية التي يشكل التقيد بها المعبر إلى الفعل والتأثير، ومقدماً خبرته الطويلة على هذا المستوى. كما تخلل الخلوة أيضا محاضرة للدكتورة نسرين زمار حول مراحل تطور الإعلام وأهمية المحتوى الاستراتيجي وكيفية تظهير الخبر الإعلامي وإيصاله إلى أوسع شريحة من الناس.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى بري: “الحكي ببلاش”… والجلسة في موعدها