أخبار عاجلة
OpenAI تؤجل إطلاق الوضع الصوتي المتقدم -

مخزومي منح الثقة للحكومة... ولكن!

مخزومي منح الثقة للحكومة... ولكن!
مخزومي منح الثقة للحكومة... ولكن!

منح النائب فؤاد مخزومي ثقته للحكومة الجديدة مع بقائه كما قال " جاهزين للمحاسبة الدائمة" وذلك بعد كلمة القاها خلال الجلسة العامة لمناقشة البيان الوزاري والتصويت على الثقة بالحكومة. مخزومي تطرق الى كل ما يهم لبنان واللبنانيين في السياسة والاقتصاد والمجتمع، طارحا علامات استفهام عدة تمحورت حول مخاوف وهموم المواطنين، فاعتبر انه" ها نحن اليوم أمام حكومة ولدت بعد مخاض عسير، ويفترض أنها تحمل لأهلنا وعوداً كثيرة ولكن... هذه المولودة الجديدة، أليست لها سوابق؟ هذا ما نحب أن نصدقه... نريد لهذه الولادة أن تكون نعمة للبلاد والعباد... فتحكم بعدل لا يشوبه انحياز أو فساد".

" نعم نحب أن نصدق رغم كل المظاهر، أن حاملي أمانة الوطن، وإن لم تتغير مراجعهم وليس في الأفقِ ما يوحي بتبدل يرتجى، آتون إلى السلطة هذه المرة بإرادة تشبه حاجات الناس وتشبع آمالهم وأحلامهم، والا يحترق قلبنا على والد احرق نفسه ويتم اولاده نتيجة الفقر والظلم والتجاهل" قال مخزومي قبل ان يتساءل" من هذه الطينة نفسها تعاقبت حكومات كثيرة كانت السياسة فيها تتحكم بالاقتصاد، ومصالح الحكام تضحي بمصالحِ الناس، فهل نتوقع من المولودة الجديدة أن تجعل السياسة في خدمة الاقتصاد، وتنصرف إلى خدمة المصلحة العامة متخلية عن سائر المصالح؟ هل نكون على حق إذا صدقنا ما نحب أن نصدقه"؟

واعتبر مخزومي انه" أمامنا بيان وزاري يراد لنا أن نعطي ثقتنا بالحكومة الجديدة بناءً عليه، وهو نسخة مطابقة لبيان الحكومة المستقيلة ذات الأداء المخيب بمعظمه. وأمامنا تشكيلة حكومية يقال إنها جديدة وهي استنساخ معدل في الشكل، مطابق في المضمون، وربما في المضمر أيضاً. فهل بمقدورنا إعطاء فرصةٍ ثانية لمن وما جربنا من مراجع سياسيةٍ وبيان لم تثمر بنود"؟ واضاف" من الواضحِ أن هذا البيان موجهٌ إلى ممولي "سيدر" لطمأنتهم والحصول منهم على 11 مليار دولار مخصصة لتطوير البنى التحتية في دعم غير مباشر لليد العاملة السورية في لبنان.. تلك فائدة نجنيها اليوم لنخفف من وطأة الوضعِ القائم. فماذا عن الغد ومشاريعِ التنمية في لبنان"؟ 

" مسألة النازحين مؤقتة مهما طالت" بحسب مخزومي الذي شرح" أما حاجتنا الدائمة فإلى مشاريع تنموية وخطة عمل تنهض باقتصاد البلد وتؤمن فرص عمل لشبابنا اللبناني في وطنه. فأي أمل نعقد على بيان لا جديد فيه، وعلى أيد لا تزال تتحرك بالإرادة التي صنعت تقصير الحكومة السابقة؟ وأبعد من أموال "سيدر" وأعبائها تأتي عناوين كبرى اشترطها المؤتمر الدولي نفسه مثل خفض الإنفاق ووضعِ حد للتوظيف العشوائي ولترسية العقود بالتراضي، ومحاربة الفساد".

مجموعة من علامات الاستفهام طرحها مخزومي منها" هل سيطبق شيء من هذا فتصدر الحكومة المراسيم التطبيقية لمشاريعِ القوانين الصادرة عن المجلس النيابي؟ هل سيتم تصغير حجم القطاعِ العام ليصار إلى تفعيل قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص على ألا يفتح مجال أمام الفاسدين كي يوظفوا حصيلة فسادهم فيعطوها طابعاً شرعياً وفرص ربحٍ وازدهار لا تستحقها؟ هل ستضع هذه الحكومة مصلحة الوطن والمواطن قبل تشنج من هنا أو مسايرة من هناك، فنجدها مترفعة عنِ الخواطر والحساسيات، حاصرة همها في حسن إدارة شؤون الناس والقطاعات الحيوية"؟ و" هل من حقنا أن نصدق أن هذه الحكومة ستدرك حاجة القطاعِ الصناعي إلى شريانها الحيوي القائم على التصدير، فتمكن الصناعي أو التاجر اللبناني من إيصال أصنافه إلى دول الخليج العربي وإلى العراق، عبر المعابر السورية من دون كلفة ناتجة عن عواطف ومواقف غير مجدية على ألا يتدخل أو يتورط أي من البلدين بشؤون جاره الداخلية؟ هل ستحسم مسألة النازحين وعودتهم إن أعطينا الثقة اليوم؟ هل ستعمل هذه الحكومة "أخيراً" بوحي مما ورد في اتفاق الطائف، على وضعِ قانون انتخاب نيابي متجرد من الحسابات المشبوهة والضيقة، يعكس الإرادة الشعبية بصدق ونزاهة؟"

التساؤلات كثيرة كما قال مخزومي" وتشمل أيضاً كوارث البيئة وهموم الصحة فهل نلقى من هذه الحكومة حلولاً تشمل جوهر القضيتين ولا تكتفي بشراء مسكناتٍ غالية ذات عمولاتٍ مرتفعة وعقودٍ منفلتة؟ ولا ننسى هاجس التعليم والشباب وفرص العمل. فهل ستواكب الحكومة تطورات العصر وتجري تعديلات جوهرية على المناهجِ الدراسية وعلى النظام التعليمي ليتناسب مع الاقتصاد الرقمي فلا يبقى التعليم في لبنان خارج القرن الواحد والعشرين ولا يتكون عندنا، جيلاً بعد جيل، جيش من العاطلين عن العمل وحشود من المهاجرين؟ كثيرة هي التساؤلات وقليلة هي العوامل المطمئنة".

لافتا الى انه" حكومة تستولد هكذا، في ظروف داخلية وإقليمية صعبة ومحرجة، والوطن غارق في مخاوفه وفي تدني مؤشراته الاقتصادية والمالية، تتآكله شهية الفاسدين على كل مستوى وفي كل مجال، والحروب دائرة من حوله، فيما التفاهمات ترسم وتصاغ بقربه وبشأنه وربما على حسابه، هل تفيده حكومة كالتي عهد إلينا الوثوق أو عدم الوثوق بها؟" مضيفا" هل من الوفاء للمواطن اللبناني الذي أمثله في هذه الندوة الكريمة بقرار من أهل بيروت، أن أقول لأعضاء هذه الحكومة: خذوا مهلة ستة أشهر كاملة وأعطونا في المقابل إنجازات جذرية ومجدية"؟

وختم" نعم. قد لا نملك الضمانة الشافية ولكن، نعرف أن البديل عن الحكومة في ظروفنا الحالية فراغ مخيف عشنا فصوله على مدى أشهر أرهقت البلد... لذلك، مراعاة للأوضاع السائدة عندنا ومن حولنا، نستلهم الديموقراطيات المتطورة التي تمنح مهلة مئة يوم أو ثلاثة أَشهر لحكوماتها كي تثبت أهليتها، فنعطي هذه الحكومة ثقتنا لضعف الأشهر الثلاثة، لستة أشهر كاملة مع بقائنا يقظين، جاهزين للمتابعة الدقيقة والمحاسبة الدائمة كما هو واجب السلطة التشريعية، وبعد ستة أشهر لن نتردد، إن سلباً أو إيجاباً، في إظهار الحقيقة والانتصار للحق حيثما تجلى".

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى