حضورٌ سياسيٌّ وأمنيٌّ وبلديٌّ واجتماعيٌّ وأكاديميٌّ وإعلاميٌّ ونقابيٌّ وشعبيٌّ كبير لبّى دعوة "جمعية طرابلس السياحية"، بشخص رئيستها الدّكتورة وفاء أفيوني شعراني التي أرادت من خلال هذه المبادرة أن تنقل فكرة مهرجانات طرابلس من المسارح الخاصّة إلى الساحات العامّة.
شعراني وفي حديث لـ"لبنان 24" تشيرُ إلى أنّ "المنشية وهي الحديقة العامّة للمدينة تحملُ إرثاً تاريخياً ومعنوياً بالنسبة للطرابلسيين كما أنّ حدائق "المنشية" تتوسّط العديد من المدن العربية، لذلك كانت المكان الأفضل والأنسب لإحياء هكذا ليلة حالمة سحرت الطرابلسيين وكلّ من كان حاضراً".
وتوضح شعراني أنّه وعلى الرّغم من الإهمال الذي طال هذه الحديقة طيلة سنوات، والصورة المشوّهة التي أُلصقت بها نتيجة بعض التصرّفات، فإنّ هذه المبادرة تأتي في إطار إعادة إحياء الدّور الحقيقي لها لتكون ساحة استقطابٍ جامعة للفنّ والشّعر والضوء والصّوت.
أضيئت الحديقة بأبهى وأجمل الألوان جعلت من ليل طرابلس نهار، وصوت الكبير عبد الكريم يصدحُ بأجمل الأناشيد والإبتهالات وسط تفاعلٍ كبيرٍ من الحاضرين مع الكلمات والشعر والموسيقى التي دندنتها الآلات المتنوّعة.
وبحسب شعراني، فقد استغرق تصميم الإضاءة وتنفيذها وقتً طويلاً لدراسة كلّ زوايا الحديقة، وقد عملت على تصميمها المهندسة هند الشّعار ونفّذها فادي درويش بأحدث تقنيات الإضاءة بـ"الليزر"، حيث تلألأت الحديقة ومن خلفها الساعة العثمانية بالضّوء الذي أظهر تفاصيلها كتحفةٍ عمرانية تاريخية.
وقدّم الشعار مع فرقته باقة من أجمل أناشيد التجلّي والإبتهال أثلجت صدور الحاضرين وأطربت أسماعهم إضافة إلى خليطٍ من الأغاني والموروثات الشعبية التي تعود لزمن الكبار، متوجّاً هذه الليلة بأنشودة "طلع البدرُ علينا".
وتصف شعراني تفاعل الجمهور بـ"المدهش"، معبّرة عن سعادتها لأنّ الكراسي امتلأت بكاملها ولأنّ المدينة ارتدت ثوب الأضواء الذي يليقُ بها.
){kind=link}