جديد التحقيقات في أحداث طرابلس... العملية ليست فردية والتحقيقات تضيق دائرة الشكوك

جديد التحقيقات في أحداث طرابلس... العملية ليست فردية والتحقيقات تضيق دائرة الشكوك
جديد التحقيقات في أحداث طرابلس... العملية ليست فردية والتحقيقات تضيق دائرة الشكوك

مع انتهاء مراسم دفن الشهداء الأربعة الذين سقطوا في عملية "الذئب المنفرد" والتي نفذها عبد الرحمن المبسوط في مدينة طرابلس عشية عيد الفطر، تتجه الأنظار الى التحقيقات التي تجريها القوى الأمنية اللبنانية لمعرفة ملابسات الحادثة، وهل هي عمل فردي أم سيتبعها عمليات أخرى مشابهة يتم العمل عليها؟


العمل منظم 
وتتجه الأنظار إلى التحقيقات التي تكثفت لمعرفة خلفيات ودوافع وظروف العمل الارهابي الذي ارتكبه عبد الرحمن مبسوط، وعما إذا كان له شركاء ومعاونين، ولا سيما بعد توقيف عدد من الأشخاص المرتبطين بعلاقة معه، إضافة إلى توقيف والده وشقيقه وزوجته التي طلقها في شريط فيديو سجل عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وعلمت "اللواء" من مصادر مطلعة ان التحقيقات في احداث طرابلس تركزت عما اذا كانت للمتهم بها ارتباطات او ما اذا كان لديه شركاء وما قام به عمل محضر لضرب الأستقرار. واشارت الى ان التحقيقات الأولية اظهرت ان ما حصل ناجم عن عمل ثأري. 

وفي هذا الاطار، وصف مصدر أمني لـ"النهار" ما أقدم عليه مبسوط بـ"العمل المنظم وليس العفوي"، معتبراً ان تسلسل الاحداث بدءاً من الاعتداء الأول الذي نفذه ضد قوى الأمن ومن ثم الجيش يظهر ان احدى محطاته كانت تستوجب مساعدة من آخرين، خصوصاً انه بعد مهاجمة دورية الجيش واحتراق الجيب انصرف سيراً بعدما ترك دراجته النارية ما يعني انه قد يكون تزود مزيداً من الذخيرة قبل ان يصل الى المبنى الذي تحصن فيه قرب مستشفى التوليد.

ورجح المصدر تلك الفرضية استناداً الى بعض الوقائع ومنها حيازة الإرهابي أكثر من 500 طلقة "كلاشنيكوف" أي ما يعادل 16 ممشطاً، إضافة الى قنابل يدوية وحزام ناسف. لكن مصادر قضائية أوضحت لـ"النهار" أن الحكم على الإرهابي السابق جاء ضمن سياق ملف انهاء أحداث باب التبانة وجبل محسن في العام 2016، وان العقوبة التي نالها كانت هي المستحقة ولم تكن مخففة أو مبالغاً فيها. وأضافت "ان قواعد وضعت في حينه لانهاء ذلك الملف ومن ثم التوصل الى مصالحة بين طرفي النزاع الذي أرهق الطرفين ومعهما طرابلس ولبنان، وان تلك القواعد صنفت المتورطين في الاحداث فئات وبحسب كل فئة كان الحكم.

واوضحت المصادر لـ"اللواء" انه قبل جلاء كل المعلومات والتفاصيل من قبل الجهات الامنية التي تتولى التحقيق في الجيش وقوى الامن، فإن الاعتقاد السائد حتى الان هو عدم ارتباط هذه الجريمة بمخطط كبير لإثارة اعمال ارهابية في البلد. لكن لا يمكن التثبت من اي امر قبل انتهاء التحقيقات وجلاء كل الظروف والملابسات المحيطة بالجريمة.

المصدر القضائي يوضح
في المقابل، ناقضت المصادر القضائية تقديرات المصدر الأمني لـ"النهار"، منطلقة من ان أي تنظيم ارهابي لم يعمد الى تبني تلك العملية الارهابية، وعددت أمثلة عدة عن عمليات نفذتها الذئاب المنفردة في أكثر من دولة في العالم وكانت آخرها مجزرة نيوزيلندا الرهيبة والتي عمد المنفذ الى تصويرها بعدما قتل العشرات، كما شهدت أوروبا عمليات مماثلة ولا سيما في دول متطورة ومتقدمة في مجالات الأمن والاستخبارات والاستقصاء.

التحقيقات مستمرة
ولفتت المصادر لـ"اللواء" الى ان التحقيقات لم تنته لكن الأجتماع الأمني الذي عقد في قصر بعبدا برئاسة الرئيس عون صبيحة العيد توقف عند بعض الأستفسارات منها عن الجهة التي مدت الأرهابي بالسلاح والذخيرة. واكدت انه جرى التركيز على من جاء من سوريا وخلفيات الأتيان الى لبنان وضرورة قيام مراقبة لهؤلاء الداخلين الى لبنان.

كذلك تم التإكيد على اهمية اتخاذ اجراءات في محيط اماكن العبادة.

وثمة مجهود يبذل لمعرفة هوية الاشخاص الذين رافقوا الارهابي في تحركاته في الساعات القليلة التي سبقت "ساعة الصفر"، كما تتركز التحقيقات على النمط الذي تتحرك به السيارات العسكرية في المدينة للتاكد مما اذا كان هناك مواعيد محددة لتحركها، او ان "الصدفة" "لعبت" دورها في استهداف تلك الآليات العسكرية، ويأمل المحققون الحصول على بعض الاجوبة من زوجة مبسوط ووالده وشقيقه، حيث تتحفظ تلك الاوساط على تاكيد او نفي علم احد هؤلاء بنوياه الارهابية، مع العلم ان احداً منهم لم ينف وجود افكار متطرفة لديه، لكنهم لم يقدموا بعد اي معلومات تؤكد نيته ترجمتها الى افعال..

باب التنسيق بين الاجهزة؟ 
ووفقا لاوساط معنية بالملف، كشفت العملية الارهابية غياب التنسيق الامني بين الاجهزة الامنية، وفي هذا السياق لم تنجح كل المساعي السابقة التي بذلت في اجتماعات المجلس الاعلى للدفاع في رفع مستوى التعاون الى المستوى المطلوب، وكل الكلام العالي النبرة الذي قاله رئيس الجمهورية على مسمع القادة الامنيين، لم يلق "آذانا صاغية" لدى البعض ممن يتعاملون مع اجهزتهم على انها "جزر" خاصة، ويتصرفون "باستعلاء" مع الآخرين وينسقون "بالقطارة" مع نظرائهم، وفي اغلب الاحيان يحجبون عنهم المعلومات بحجة عدم "الثقة" في بقاء المعلومة "سرية"، ويمكن القول ان تنافسا يحصل في الكثير من الاحيان ويؤدي الى تضارب في الصلاحيات الميدانية حيث يجري "فض المشكل" على الارض دون ضجيج... ووفقا لتلك الاوساط فان هجوم طرابلس يضع قيادات الاجهزة الامنية "تحت الاختبار" مجددا خصوصا ان الرئيس عون كرر طلبه في الاجتماع الاخير قبل يومين لرفع درجة التنسيق المشترك، وسيكون هذا الامر موضع متابعة لانه سيثار مجددا في اول اجتماع للمجلس الاعلى.

"نفض الغبار" عن مشبوهين

وفي هذا الوقت، أكدت مصادر امنية مطلعة أن المخاوف من عمليات إرهابية جديدة قائمة، ولم يقل احد ان الخطر غير موجود على الرغم من تقويض حركة المجموعات الارهابية، والان تم "نفض الغبار" عن ملفات الكثير من المشبوهين المصنفين "غير خطرين"، وثمة مراجعة لكل هذه الملفات لاستباق اي عملية مفاجئة، وكثير من الملاحقات والتوقيفات حصلت بعيدا عن الاعلام، ويبقى عامل المفاجئة اساسيا في ملاحقة واكتشاف اي "خلايا نائمة"، ولذلك تم اتخاذ القرار بتكثيف العمليات الاستباقية، مع العلم ان الاجهزة المعنية لاحظت تواري بعض المشتبه بهم ولا معلومات حتى الان حيال هذه الخطوة التي قد تكون مجرد تحرك احترازي من هؤلاء خوفا من توقيفهم، لكن المتابعة الدقيقة لهذه الحالات ستثمر عن نتائج جدية خلال الساعات القليلة المقبلة.

وقال مصدر أمني لـ"الحياة" إن مديرية المخابرات في الجيش لم تكلف بأي تحقيق جديد عن مرحلة سجن مبسوط، ورجحت أن يكون هذا الأمر منوطا بالقضاء، إذا هناك من نية لفتح تحقيقات في هذا الصدد.

أتى ذلك في وقت قالت مصادر مطلعة على التحقيقات لـ"الشرق الأوسط" إنه تم توقيف خمسة أشخاص على ذمة التحقيق من الجنسيتين اللبنانية والفلسطينية يعلمون حراسا في مركز تابع للشيخ كنعان ناجي، وهو أحد رموز "حزب التوحيد الإسلامي"، سابقا إضافة إلى استمرار التحقيق مع والد منفذ العملية عبد الرحمن مبسوط وشقيقه وزوجته.

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى